«لوحات حرب أهلية عالمية» لفنانة سورية في لندن

سارة شمة تريد إعادة الضحايا الأموات في أعمالها إلى الحياة

أحد أعمال الفنانة
أحد أعمال الفنانة
TT

«لوحات حرب أهلية عالمية» لفنانة سورية في لندن

أحد أعمال الفنانة
أحد أعمال الفنانة

«لوحات حرب أهلية عالمية» معرض يسلط الضوء على وجوه المشردين والمعذبين والقتلى.. الصغار منهم والكبار، وهو للفنانة السورية سارة شمة في لندن، ويضم رسومات لأشخاص حوصروا في الحرب الأهلية الدائرة في بلدها، التي تعتقد أنها «واقعية» في أعمالها لكن لا يمكنها أن ترى «شيئا يدعو للتفاؤل في المستقبل القريب».
وقالت شمة لوكالة «رويترز»: «مصدر الإلهام الرئيسي للمعرض هو ما يحدث حاليا في سوريا ويمتد في كل مكان من سوريا إلى اليمن إلى مصر إلى فرنسا وكوبنهاغن». وأضافت: «هذه اللوحات هي عن القتلى.. أريد أن أعيد هؤلاء الأموات إلى الحياة. أريدكم أن تروهم وأن تروا بعيونهم».
وتظهر إحدى اللوحات في معرضها الفردي الذي افتتح يوم الاثنين وهي تربت على جمجمة بشرية وكأنها تحنو على هؤلاء الذين ماتوا في الحرب.
وتعبر لوحة «الجزار» عن فكرة استوحتها شمة من جزار التقته في لبنان. وقالت: «أعتقد أن هذه الحرب تصل الآن إلى أوروبا.. أعتقد أن هذه الحرب إذا لم تتوقف حاليا ستصل إليكم بطريقة ما، لذلك لا أريد أن أقول إني متفائلة».
ولدت شمة في دمشق عام 1975، وكانت من أبرز الفنانين التشكيليين السوريين قبل بدء الصراع الأهلي في مارس (آذار) 2011.
وتركت سوريا مع طفليها في 2012 بعد انفجار سيارة ملغومة أمام بيتها. وانتقلت إلى لبنان حيث أنتجت أحدث أعمالها. ولا يزال زوجها يعيش في سوريا.
ودخلت الحرب في سوريا الآن عامها الخامس وأدت إلى مقتل أكثر من 220 ألفا وفق تقديرات الأمم المتحدة. اندلع الصراع السوري عندما بدأت احتجاجات سلمية على حكم عائلة الرئيس بشار الأسد المستمر منذ نحو أربعة عقود في مارس 2011 ثم تحول إلى انتفاضة مُسلحة في أعقاب حملة أمنية.
وأوضحت سارة شمة أنها أرادت عرض تجربة الصراع السوري في لوحاتها التي رسمت فيها نازحين يتعرضون لتعذيب وقتل. وقالت: «هذه اللوحات تدور حول القتلى في سوريا. لذا أردت أن أعيد الموتى إلى الحياة من خلال رؤيتكم لهم والنظر في عيونهم والشعور باختلافاتهم لكي تدافعوا عن اختلافاتهم لأنهم يستحقون الحياة. لذا هذه اللوحات للموتى.. الموتى الأحياء».
يستمر المعرض في غاليري ستولن سبيس في شرق لندن في أولد ترومان برويري في لندن حتى يوم 25 مايو (أيار) الحالي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.