علماء: حرارة كوكب نبتون تتقلب بصورة غير منطقية وبظروف غامضة

علماء: حرارة كوكب نبتون تتقلب بصورة غير منطقية وبظروف غامضة
TT

علماء: حرارة كوكب نبتون تتقلب بصورة غير منطقية وبظروف غامضة

علماء: حرارة كوكب نبتون تتقلب بصورة غير منطقية وبظروف غامضة

أظهرت دراسة جديدة جمعت 17 عامًا من الملاحظات عن درجة حرارة كوكب نبتون نشرت نتائجها بمجلة «The Planetary Science Journal»، ان القراءات الجديدة تشير إلى انخفاض متوسط ​​غامض عالميًا بنحو 8 درجات مئوية بين عامي 2003 و 2018، كما توضح انخفاضا كبيرا بالإشعاع الجوي منذ عام 2003 فصاعدًا، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ووفق الموقع، قال عالم الكواكب مايكل رومان من جامعة ليستر في المملكة المتحدة «كان هذا التغيير غير متوقع... نظرًا لأننا كنا نراقب نبتون خلال أوائل الصيف فقد توقعنا أن تكون درجات الحرارة أكثر دفئًا وليست أكثر برودة... إن جمع بيانات موثوقة عن درجة حرارة الغلاف الجوي لنبتون ليس بالمهمة الأسهل بالنظر إلى مدى بعد هذا الكوكب البارد عن الأرض».
وحسب الموقع، لم يكن من الممكن الحصول على مثل هذه القراءات إلا منذ مطلع القرن الحالي، مع ظهور قياسات الأشعة تحت الحمراء الحساسة على التلسكوبات الفضائية الأحدث. وواحد منها هو VISIR (VLT Imager and Spectrometer for mid-Infrared) المثبت على المرصد الأوروبي الجنوبي الكبير جدًا (VLT) والذي يمكنه استنتاج درجة الحرارة بناءً على مستوى انبعاث ضوء الأشعة تحت الحمراء.
ولدراسة الأشعة تحت الحمراء لنبتون، قام رومان وفريقه بتحليل ما يقرب من 100 ملاحظة حرارية للكوكب، وتم التقاط العديد منها بواسطة VISIR، ولكن تضمنت أيضًا بيانات من تلسكوب «Spitzer Space Telescope» التابع لـ«ناسا»، والعديد من التلسكوبات الأرضية في تشيلي وهاواي.
وتشير النتائج (التي تمثل أكبر تجميع حتى الآن للتصوير الأرضي المتاح حاليًا لنبتون في منتصف طيف الأشعة تحت الحمراء) إلى أن درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير لنبتون قد بردت (على الرغم من فصل الصيف) خلال معظم فترة الدراسة.
وعلى الرغم من حدوث انفجار متأخر في الانبعاثات عام 2018 يشير عام 2020 إلى أن الغلاف الجوي قد ارتفعت درجة حرارته بسرعة بنحو 11 درجة مئوية في غضون عامين فقط.
وبالنسبة لسبب تقلب درجة حرارة الغلاف الجوي لنبتون بشكل غير متوقع بمنتصف الموسم لا يمكننا أن نكون متأكدين تمامًا، لكن الباحثين يعتقدون أن التغيرات في كيمياء الغلاف الجوي قد تكون وراء الاختلافات الملحوظة.
ويوضح الباحثون في ورقتهم «بينما يمتص الميثان ضوء الشمس ويدفئ الغلاف الجوي، فإن الهيدروكربونات المنتجة ضوئيًا بشكل أساسي الإيثان والأسيتيلين هي بواعث قوية للأشعة تحت الحمراء تعمل على تبريد الستراتوسفير... كما ان التوازن بين هذا التسخين الإشعاعي والتبريد يتغير مع تغير كمية الهيدروكربونات الكيميائية الضوئية».
جدير بالذكر، وجدت الأبحاث السابقة التي بحثت درجة حرارة زحل أن تفاعل المواد الكيميائية في السحب الجوية يمكن أن يؤثر على درجة حرارتها، ما يؤدي إلى ذروة درجات الحرارة قبل الحد الأقصى من الإشعاع الشمسي. ومن المحتمل أن يحدث شيء مشابه هنا. لذا كتب الباحثون «مع ذلك، بالنظر إلى الفترة المدارية لنبتون البالغة 165 عامًا، فمن المتوقع أن تحدث أي تغيرات موسمية تدريجياً على مدى عقود... فالتغييرات السريعة التي لوحظت بين عامي 2018 و 2020 تبدو سريعة بشكل مدهش للاستجابة الموسمية ... يبدو أن هناك عمليات إضافية تعمل في جو نبتون على نطاقات زمنية شبه موسمية، وعلى المستويين الإقليمي والعالمي».
قد يكون التفسير الآخر هو تغيرات الطقس؛ التي قد تؤثر على تكوين الغيوم والكيمياء في الغلاف الجوي؛ بما في ذلك تأثيرات الدوامات المظلمة التي شوهدت على كوكب نبتون والتي تعد من الألغاز الأخرى على هذا الكوكب الذي ما زلنا ندرسه.
ويفيد الباحثون بأن التدفق الشمسي يستحق أيضًا التفكير، مشيرين إلى أن تغيرات الإشعاع التي تحدثها دورة نشاط الشمس قد تؤدي بطريقة ما إلى إحداث تغييرات كيميائية ضوئية في الغلاف الجوي لنبتون، والتي يمكن أن تفسر تقلبات درجات الحرارة التي نراها مرة أخرى.
«كل ما نعرفه حقًا على وجه اليقين هو أننا سنحتاج إلى مزيد من البحث للوصول إلى حقيقة هذه القراءات المفاجئة؛ فقط أحدث لغز مرتبط بهذا العالم الغامض البعيد»، وفق ما يقول رومان الذي يضيف «أعتقد أن نبتون يثير فضول الكثير منا لأننا ما زلنا نعرف القليل عنه... كل هذا يشير إلى صورة أكثر تعقيدًا للغلاف الجوي لنبتون وكيف يتغير مع مرور الوقت».


مقالات ذات صلة

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.