أعلن الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل، وذلك على خلفية أحداث أوكرانيا. وقال ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة الـ«تليغراف» البريطانية، إن الحلف «في خضم تحوّل جوهري للغاية» ليتعامل مع «العواقب على المدى الطويل» لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: «ما نراه الآن هو واقع جديد للأمن الأوروبي. لذلك نطلب الآن من قادتنا العسكريين تقديم خيارات لما نسميه إعادة ضبط، خطة للتكيف على المدى الطويل للحلف»، وأوضح أن القرارات بشأن إعادة الضبط ستُتخذ في قمة الحلف التي ستعقد في مدريد في يونيو (حزيران). وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ودفع الدول الغربية إلى إعادة التفكير في سياستها الدفاعية.
عقوبات سادسة على موسكو
من جهة أخرى، يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين) في لوكسمبورغ، فرض حزمة عقوبات سادسة على موسكو، لكن وقف مشتريات النفط والغاز بغرض تحجيم تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، يقسم الدول الـ27.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، يوم الجمعة، خلال زيارتها إلى كييف مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: لقد «فرضنا للتو عقوبات شديدة على روسيا ونستعد لرزمة سادسة». ويواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة جميع محاوريه الأوروبيين «بفرض عقوبات شديدة»، ويدعو إلى وقف مشتريات النفط والغاز وتزويد بلاده بأسلحة ثقيلة لمقاومة الهجوم المعلن في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا.
وأعلن جوزيب بوريل عزمه على إطلاق محادثات اليوم الاثنين بشأن حظر نفطي، «لكن اقتراحاً رسمياً ليس مطروحاً على الطاولة»، بحسب ما اعترف مسؤول أوروبي رفيع. وشدد على أن «الإجماع ضروري لاعتماد العقوبات. لكن نرى بوضوح الاعتماد على روسيا في العديد من الدول الأعضاء». وأضاف قوله: «لن نقدّم شيئاً لن يتم تمريره. يجب تقديم المقترحات في الوقت المناسب». وتعتمد ألمانيا وإيطاليا والنمسا والمجر بشكل كبير على الغاز الروسي.
مشتريات النفط والغاز
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير (شباط)، حقق الكرملين 27.3 مليار دولار من مشتريات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز والفحم، وفقاً لمديرة المعهد النمسوي لأوروبا والسياسة الأمنية، فيلينا تشاكاروفا. وفرض الاتحاد الأوروبي حظراً على مشتريات الفحم، لكن قيمتها أقل بكثير من تلك الخاصة بالغاز والنفط.
من ناحية أخرى، يصادق الوزراء على الإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل وتسليم أسلحة جديدة إلى كييف، وفقاً للعديد من الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي. وقال جوزيب بوريل أول من أمس السبت: «العقوبات مهمة لكنها لن تحل المشكلة في دونباس. ستكون المعركة في دونباس حاسمة بالنسبة لنتائج الحرب». وأوضح مسؤول أوروبي كبير أن روسيا تقصف أوكرانيا من البحر من سفن موجودة خارج نطاق الأسلحة الأوكرانية وتحتاج قوات كييف إلى «أسلحة بعيدة المدى ومزيد من العربات المدرعة». وأعلنت سلوفاكيا يوم الجمعة أنها زودت كييف بنظام دفاع روسي مضاد للطائرات من طراز S - 300.
أوكرانيا تضغط على الغرب
وقالت أوكرانيا أمس (الأحد) إنها تسعى إلى فرض مجموعة أخرى من عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو والحصول على مزيد من المساعدات العسكرية من حلفائها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تويتر» إنه تحدث هاتفياً إلى المستشار الألماني أولاف شولتس حول فرض عقوبات إضافية علاوة على تقديم المزيد من الدعم الدفاعي والمالي لبلاده. وذكر مكتب زيلينسكي أن الرئيس ناقش مع مسؤولين أوكرانيين مقترحات كييف لفرض مجموعة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي. وجدد زيلينسكي في خطابه مناشدته للحلفاء الغربيين بفرض حظر كامل على منتجات الطاقة الروسية وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.
وفجر تزايد الضحايا المدنيين إدانات دولية واسعة النطاق وأدى لفرض عقوبات جديدة، لا سيما بسبب مئات القتلى في بلدة بوتشا شمال غربي كييف التي كانت حتى ما يزيد قليلاً على أسبوع في قبضة القوات الروسية.
5.600 تحقيق في جرائم حرب
من جهة أخرى، فتحت أوكرانيا 5.600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة على أراضيها منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 فبراير، حسبما أعلنت أمس المدعية العامة الأوكرانية ايرينا فينيديكتوفا عبر القناة البريطانية «سكاي نيوز». ووصفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم الحرب الأبرز في القرن الحادي والعشرين»، مؤكّدة أنها حددت 5.600 جريمة حرب مزعومة بالإضافة إلى 500 مجرم حرب روسي.
ولفتت أيضاً إلى الهجوم الذي استهدف محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث قُتل 52 مدنياً بينهم خمسة أطفال في ضربة نُسبت إلى صاروخ روسي. وقالت فينيديكتوفا: «بالتأكيد، إنها جريمة حرب»، مؤكّدة أن لديها «دلائل» على أن روسيا تقف خلف الهجوم. وأضافت: «هؤلاء الأشخاص كانوا يريدون فقط إنقاذ حياتهم، كانوا يريدون أن يتمّ إجلاؤهم». وشكرت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي توجه أول من أمس السبت إلى كييف في زيارة غير متوقعة التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووعد بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة.
وقال جونسون إثر لقائه زيلينسكي: «ما فعله بوتين في بوتشا وإيربين يعد جرائم حرب، وقد شوهت في شكل دائم سمعته وسمعة حكومته». واعتبرت فينيديكتوفا أن زيارة جونسون «هي فعلاً دعم كبير لنا».
تبادل أسرى
وأكدت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا، أمس، تنفيذ عملية لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يوم السبت. وأضافت أن من بين من عادوا إلى روسيا أربعة موظفين لدى مؤسسة الطاقة الذرية التابعة للدولة «روس آتوم» بالإضافة إلى جنود ومدنيين.
وأشارت موسكالكوفا إلى أن تبادلاً جرى يوم السبت أيضاً لقائدي الشاحنات بين روسيا وأوكرانيا وشمل 32 سائقاً روسياً و20 سائقا أوكرانيا، بالإضافة إلى عدد من مواطني روسيا البيضاء. وقالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إيرينا فيريشتشوك إن 12 جنديا أوكرانيا عادوا بعد تبادل للأسرى مع روسيا، وهي ثالث عملية من نوعها منذ بدء الصراع.
وأضافت فيريشتشوك أن 14 مدنياً أيضاً عادوا لأوكرانيا في إطار الاتفاق. ونفت موسكو استهداف المدنيين فيما تسميها «عملية عسكرية خاصة» هدفها نزع سلاح جارتها. ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.
«الناتو» يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده
«الناتو» يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة