وفاء عامر: مشاركتي في 3 مسلسلات رمضانية لا تضرني

وفاء عامر في لقطة من مسلسل «راجعين يا هوى» (صفحتها على «فيسبوك»)
وفاء عامر في لقطة من مسلسل «راجعين يا هوى» (صفحتها على «فيسبوك»)
TT

وفاء عامر: مشاركتي في 3 مسلسلات رمضانية لا تضرني

وفاء عامر في لقطة من مسلسل «راجعين يا هوى» (صفحتها على «فيسبوك»)
وفاء عامر في لقطة من مسلسل «راجعين يا هوى» (صفحتها على «فيسبوك»)

بعكس الفكرة السائدة عن العواقب السلبية لتعدد الأدوار الفنية في موسم واحد، رأت الفنانة المصرية وفاء عامر، أن تقديمها لثلاثة مسلسلات خلال موسم رمضان الحالي، يثبت قدرتها على تقديم كافة الأشكال الفنية والتمثيل، على غرار العام الذي قدمت فيه نقيضين في تجسيد شخصية الملكة نازلي بمسلسل «الملك فاروق»، وشخصية السيدة الشعبية في مسلسل «عفريت القرش»، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها فوجئت بقرار عرض مسلسل «السر» في الموسم الحالي، رغم تأجيله لأكثر من 3 سنوات.
وأكدت وفاء عامر، أن اختيارها لمسلسل «بيت الشدة» لم يأتِ لمجرد الطموح في البطولة الأولى، لأنها قدمتها كثيراً في السابق بأعمال ناجحة وجيدة، ولكن لأسباب مختلفة جذبتها لفكرة العمل قائلة: «إنه موضوع مختلف مليء بالغموض والتشويق، ويثير قضية الناس الأشرار الذين يلجأون لأعمال السحر كي يحققوا أمانيهم ومطالبهم بغض النظر عن الأذى الذي قد يلحقونه بغيرهم، وأحببته جداً لأن كل شخص على اختلاف انتمائه وثقافته سيشاهده بشكل مختلف، ولذلك هو مناسب لكل الشرائح والفئات والثقافات، وهو يمثل قيمة كبيرة لأنه يحث على الاتحاد من خلال سكان الحارة الذين يكتشفون أن مالكة بيت الشدة كل هدفها التفريق بينهم، ولذلك يتحدون لمواجهتها، وجذبتني فكرته جداً، وأقدم شخصية سيدة قوية تؤمن بأعمال السحر والاتصال بالعالم الآخر واستغلاله لتحقيق أهدافها».

وفاء عامر ضمن كواليس مسلسل «بيت الشدة» (صفحتها على «فيسبوك»)

 

ودافعت عامر عن فكرة العمل الذي لا تجد أن هناك مجازفة أو تعارضاً بين طبيعة فكرته كمسلسل رعب، وبين طبيعة شهر رمضان الكريم بقولها: «أنا لا أعتبره رعباً بالمعنى الحرفي، بقدر أنه يثير فكرة التحريك عن بُعد، وهي ليست مجازفة أبداً، فقد اعتدنا على مشاهدة وتقديم أعمال تدور حول قصص وحكايات أسطورية مثل مسلسل «ألف ليلة وليلة»، فضلاً عن أن معالجة الحدوتة مختلفة تماماً، لأننا لا نعرضها بشكل مرعب بل بشكل اجتماعي لطيف يستعرض قيماً جميلة في المجتمع، ونجعل المشاهد يشعر بها ويلمسها، وقد سعدت أن المسلسل يعرض على قنوات كثيرة تتجاوز الـ10 تقريباً».
قدمت وفاء عامر على مدار مشوارها الفني عشرات الأعمال الدرامية، التي نجحت فيها بشكل لافت، وحصلت بموجب بعضها على كثير من الجوائز، ولعل أبرزها «إن كبر ابنك» و«بنات موسى»»، و«لحم غزال»، و«الطوفان»، و«جبل الحلال»، و«ابن الحلال»، و«كاريوكا»، و«الملك فاروق» وغيرها، وهذا الموسم الرمضاني 2022 يعرض لها أربعة أعمال دفعة واحدة وهي «راجعين يا هوى»، و«بيت الشدة»، و«جزيرة غمام»، و«السر».
وعن أسباب ارتباطها مؤخراً بالأعمال ذات الطابع المصبوغ بالرعب، نظراً لتقديمها فيلم «خان تيولا»، نفت هذا الأمر قائلة: «لا على الإطلاق، فالمسألة محض صدفة، فقد قدمت فيلم «خان تيولا» قبل عام ونصف العام تقريباً، ولم أعتد على الأمر لأن التعود يأتي عندما أقدم عملاً في إطار رعب كل عام، ولكن الواقع عكس ذلك».
ومن ناحية أخرى، اعترفت بأن قرار منتج مسلسل «السر» بعرضه في الموسم الرمضاني الحالي صدمها، خصوصاً أن تصوير العمل انتهى قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وأُجل عرضه كثيراً، قائلة: «في الحقيقة، لا أعلم السبب الحقيقي وراء تأجيل عرض مسلسل السر كل هذه الأعوام، لأن المنتج هو الوحيد الذي لديه العلم، وأنا علاقتي انتهت بالعمل مجرد ما أنهيت تصويره، ولا أنكر أن هذا القرار صدمني لحد كبير، خصوصاً أننا انتهينا من تصوير المسلسل منذ ثلاث سنوات تقريباً، وانتظرنا عرضه أكثر من مرة».
ورفضت عامر القول بأن كثرة مشاركاتها الدرامية العام الحالي، قد لا تحسب لصالحها، معلقة بالقول: «إن كل شخصية مختلفة تماماً عن الأخرى، ولا تشبهها، ومن يتابع بدقة سيلاحظ اختلافات كبيرة بينها، وأنا لا أكرر نفسي أبداً، وأجد أن الأمر سيحسب لصالحي جداً، وكلها إضافات لمشواري الفني، ففي إحدى السنوات شاركت في مسلسل «الملك فاروق» بشخصية الملكة نازلي والدة الملك، وفي ذات الوقت شاركت في مسلسل «عفريت القرش» مع النجم الراحل فاروق الفيشاوي، وكانت الشخصية نقيض الملكة نازلي، إذ كانت سيدة شعبية، طريقتها وأسلوبها غير مقبولين إطلاقاً، وخرجت وقتها كتابات نقدية امتدحتني على اختياراتي، وكيف استطعت التوفيق بين النقيضين، وتقديمهما بشكل لافت وناجح».
تعد مشاركات الفنانة وفاء عامر السينمائية محسوبة، وكان آخر عمل سينمائي شاركت فيه هو فيلم «خان تيولا» الذي عرض خلال العام الماضي، وقبله فيلم «كارما» عام 2018، ولديها عدد من المشاركات السينمائية المتميزة ولعل أبرزها «الليلة الكبيرة»، و«كف القمر» و«حين ميسرة» وغيرها.
وعن سبب عدم خروج فيلم «براءة ريا وسكينة» للنور، الذي تشارك فيه البطولة مع الفنانة حورية فرغلي، أكدت وفاء عامر أن تصوير الفيلم متوقف في الوقت الراهن ولا تعلم موعد استئنافه.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».