غادة عبد الرازق... «استراحة محاربة» للمرة الأولى منذ 14 سنة

النجمة المصرية غادة عبد الرازق
النجمة المصرية غادة عبد الرازق
TT

غادة عبد الرازق... «استراحة محاربة» للمرة الأولى منذ 14 سنة

النجمة المصرية غادة عبد الرازق
النجمة المصرية غادة عبد الرازق

برغم صلابة تتمسك بها، لم تفارق الغصة غادة عبد الرازق، وهي تخبر ياسمين عز عن أسباب انسحابها من السباق الرمضاني للمرة الأولى منذ 14 عاماً. تخفي وجهاً متألماً مما قالت إنه الخذلان، وتُبقي على وجه ضاحك على أنقاض المرارة. تتحدث عن «استراحة محاربة»، فتترك الملعب للآخرين وتشاهد ما يجري من مسافة. وعن أجواء رمضانية تتغير ولا تعود كالسابق. أرادت إطلالتها بجزأين من برنامج «كلام الناس في رمضان» (إم بي سي مصر)، أن تعوض غيابها، فلم تتوقف عن رمي القنابل.
يمنحها الأزرق الداكن ورفعة الشعر مع «الغرة»، إحساساً عالياً بالثقة. وهي سلاحها منذ رحبت بها مُحاورتها واصفة إياها بـ«الرقم الصعب في الدراما»، إلى أن ودعتها بعبارة «نورتيني». لم تفاجئها الأسئلة لإدراكها أن مصارحة الناس هي الأهم، والجميع ينتظر منها قول الحقيقة. ورغم أنها اختارت تحاشي ذكر الأسماء، فإذا بالرسائل تصل إلى مَن يعنيهم الأمر. بنفسها، تعترف باختلال بعض مسلسلاتها لأسباب ليست وحدها المسؤولة عنها. فهناك النص والإخراج وعشرات عوامل النجاح المضمون، في حال تكاتفها. المفارقة أن الأصابع ظلت تُصوب في اتجاهها، فيُقال: «تعثر مسلسل غادة عبد الرازق»، لتتحمل وحدها قسوة رد الفعل.

الإعلامية المصرية ياسمين عز

هذه السنة، تراقب وتعيد الحسابات: «سايبة التمثيل والدراما لغيري». تسألها ياسمين عز عن قلقها من أن يملأ آخرون مكانها ويستفيدون من غيابها. ردها الواثق: «ما حصلش». تنطلق من حقيقة أن الأشياء تتغير «وهذا ليس رمضان الذي اعتدنا عليه منذ سنوات». تقصد الموسم والمنافسة وبعض نفوس الشر. بعد 14 عاماً، تختلف نظرتها. المراجعة مطلوبة لعودة أقوى.
الحلقة بجزأين، أولهما عن جرح في داخلها تحاول السيطرة عليه، مع عودة إلى الطفولة والوالدين؛ وثانيهما عن كونها أماً وزوجة وجدة لأحفاد، وعن علاقات بالناس كلفت أثماناً باهظة. تحافظ الإعلامية المصرية على ضحكة تريح النجمة وتخفف احتمال ارتباكها حيال بعض الموضوعات. وهي بدورها تأتي بنية الاستعداد للكلام. تطل لتضع حداً للأقاويل ولتخرج على لسانها الرواية الأخيرة. أسباب الغياب من وجهة نظرها، هي ليست بداعي الإنتاج الخاص، «ولا عيب في ذلك، فعظماء من مصر وخارجها ينتجون أعمالهم بأنفسهم»، ولا هي نتيجة شائعات، «لا كده ولا كده»، بل عُرض عليها الكثير وظل القرار واحداً: التفرج عن بُعد.
تلتقط ياسمين عز كلاماً يختبئ خلف طبقات من الكلام المعلن، وتسألها إن كان السبب حرصها على مشاعر الآخرين وعدم رغبتها في التصويب على المعنيين. تجيبها بأن المداراة لم تعد مهمة بعد اليوم، والمعاملة تصبح بالمثل. فكم من مرات راحت تداري وتراعي، وفي الشدة لم تجد من يطبطب على كتفها. المعادلة الجديدة على هذا الشكل: «أداري مشاعر عائلتي وجمهوري. مهنياً، لم أعد أداري أحداً».
تمسكها مُحاورتها من يدها التي تؤلمها: «لستِ محظوظة في انتقاء الصداقات، وكثر ممن تقابلينهم بالود يردونه بالخيانات». تفسيرها الوحيد لطبائع البشر: «الغيرة»، والخلاصة النهائية لهذا الحديث: «ريحوني. (أنا ليه بعمل بنفسي كده؟)، أنقذتني في الوقت الصح».
غادة عبد الرازق شقية جداً، ودلوعة أبيها، تقول في استعادة الطفولة. تذكر وقوفها أمام المرآة وغناءها «يا ود يا تقيل»، فيما تفسد مكياج والدتها.
تبرر تعمدها اختصار الكلام عن والدها الراحل لإصرارها على شق طريقها بنفسها، من دون أن يُقال إن مكانته في الدولة ومركزه تسببا في رفعها. توفي يوم كانت في بدايات المراهقة، فعوضتها الحياة أختاً، بعد الأم، تحتضنها بالحب والنصيحة والخوف على اسمها ومصلحتها.
لا تخفي إصابتها بجنون العظمة ووقوعها في فخ الغرور، إلى أن أدركت بنفسها الفارق بينه وبين الثقة. كانت الحلقة بجزأيها كتاباً متنوع الفصول، فختمته الضيفة بعنوان هو الصراحة. تحدثت عن فظاعة جراحات التجميل وتسببها بتشوه وجهها، لكن إن اقتضى دورٌ تعديلات في الشكل، فلن تتوانى.
كانت جريئة في الاعتراف بالعلاج النفسي واعتمادها على الأدوية لضبط انفعالاتها، وبأن دورها في مسلسل «الكابوس» قد أثقلها كما لم يحدث في مسيرتها الفنية: «كانت مرحلة مدمرة». لكن حاجتها إلى الطب النفسي ليست بسبب مسلسل، بل «الكابوس» الأكبر وهو الحياة: «منذ الصغر ونحن نتحمل. كما أنني تحملت المسؤولية في سن صغيرة. إلى أين نذهب بهذه التراكمات؟ أتكلم مع طبيبي لأتجاوز بشكل أفضل».
ماذا عن «الحسد»؟ تجيب ياسمين عز بأنها كادت تصدق «العين» حين راحت تستيقظ بمزاج مثقل وتشعر بفوضى العمر، ومن ثم طردته من حساباتها. ودار حديث عن غادة عبد الرازق الأم والجدة، وعلاقتها بأولاد ابنتها. قمة سعادتها حين يقبلونها قبل النوم. ينادونها «غادة»، لا «تيتا»، فجيل «تيك توك» لا يملك الوقت للف والدوران.
وفي الحديث عن الجمال، نصيحة: «ماء الأرز. يقوي الشعر ويضيف نضارة إلى البشرة». تضحك وهي تمازح محاورتها أنها في العادة لا تعطي نصائح مجانية، وستفعل بداعي المحبة. «التصالح مع النفس بعد الخذلان هو الجمال الحقيقي».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.