لماذا ستكون معركة دونباس مختلفة تماماً عن الهجوم على كييف؟

دبابة أوكرانية عليها جنود في محيط كييف (أ.ب)
دبابة أوكرانية عليها جنود في محيط كييف (أ.ب)
TT

لماذا ستكون معركة دونباس مختلفة تماماً عن الهجوم على كييف؟

دبابة أوكرانية عليها جنود في محيط كييف (أ.ب)
دبابة أوكرانية عليها جنود في محيط كييف (أ.ب)

تعتزم القوات الروسية، الأيام المقبلة، «تحرير» منطقة دونباس بشرق أوكرانيا بشكل كامل، فيما يشير إلى تحول خطط موسكو العسكرية إلى أهداف محدودة أكثر بعد أن واجهت مقاومة أوكرانية شرسة في الشهر الأول من الحرب.
ومهّدت موسكو لهذا التحول بالاستيلاء على ممر بري من روستوف إلى خيرسون، ليكون بمثابة المعبر الذي تتمكن من خلاله القوات الروسية من قطع خطوط الإمداد عن مدينة دونيتسك، وذلك بالتزامن مع الدفع بمزيد من الوحدات الروسية تم تشكيله حديثاً جنوباً حول لوهانسك من خاركيف لإكمال التطويق، حسبما نقل موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية.
واعتادت دونباس على أوضاع الحروب منذ ثماني سنوات، حيث قُتل أكثر من 90 جندياً أوكرانياً في عام 2021 في الدفاع عن خط التماس.
كما تعرض عدد من المواقع فيها منذ أواخر فبراير (شباط) لنيران المدفعية بشكل منتظم، حيث تم حشد المدنيين من دونيتسك ولوهانسك المحتلتين من روسيا لشن هجمات على الخنادق الأوكرانية، بهدف تثبيت 40 ألف جندي أوكراني في منطقة عمليات القوات المشتركة، ومنعهم من التأثير على معارك ماريوبول أو خاركيف أو كييف.
لكن يعتقد جاك واتلينغ، وهو زميل أبحاث أول في الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن معركة دونباس ستكون مختلفة عن معارك القوات الروسية نحو كييف لأسباب مرتبطة بعدم جاهزية الوحدات الروسية في بداية الحرب، فضلاً عن تمتع الدفاعات الجوية الروسية بتغطية جيدة فوق نهر دونباس، ومن المرجح أن تكون قادرة على استخدام قوة جوية كبيرة.
عامل آخر يرجح كفة القوات الروسية هو أن القتال سيكون في الريف وليس في المراكز الحضرية، بما يجعل القوات الأوكرانية تميل إلى المناورة للبقاء على قيد الحياة.
في نفس الوقت يواجه الروس تحدياً خطيراً، تتمثل في تمركز القوات الأوكرانية الأكثر احترافاً في البلاد بالمدينة.
وسيساعد استيلاء روسيا على نهر دونباس على تماسك قواتها، والتوقف مؤقتاً عن عملياتها، وتجميد خطة استدعاء القوات الاحتياطية، بينما ستنعكس خسارة روسيا هذه المعركة على الروح المعنوية لقواتها، ومزيد من الخسائر على وحداتها العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، إن الانفصاليين المدعومين من روسيا يسيطرون الآن على 93% من منطقة لوغانسك الأوكرانية و54% من منطقة دونيتسك. وتشكل المنطقتان معاً إقليم دونباس.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.