جمال سليمان: مسلسل «مين قال» يُبرز اختلافات الأجيال

سليمان في لقطة من مسلسل «ظل»
سليمان في لقطة من مسلسل «ظل»
TT

جمال سليمان: مسلسل «مين قال» يُبرز اختلافات الأجيال

سليمان في لقطة من مسلسل «ظل»
سليمان في لقطة من مسلسل «ظل»

> تظهر في عملين بموسم رمضان الجاري بشخصيتين متباينتين... كيف ترى ذلك؟
ـ أبحث عن التنوع والاختلاف في كل عمل أقدمه، فمن طموح الممثل أن تعرض عليه أدواراً جديدة وشخصيات متباينة كي يتحمس لها وأن تظل علاقته بمهنته قوية وبها نوع من التشويق، فأنا أقدم «جلال» الذي يواجه مشكلات ابنه المراهق في عصر «الإنترنت» و«السوشيال ميديا»، عبر المسلسل المصري «مين قال»، و«جبران الصافي» مصمم الأزياء الذي يطارده ماضيه كظله، في المسلسل اللبناني «ظل».
> ولماذا تحمست لمسلسل «مين قال»؟
ـ تحمست له لأنه يقدمني في شخصية مختلفة، من خلال موضوع اجتماعي مطروح في كل بيت، فأكبر مشكلة تواجهها الأسر العربية حالياً هي الاختلاف الكبير في نمط التفكير بين الآباء والأبناء، بسبب التقدم التكنولوجي وهيمنة مواقع التواصل وعالم الإنترنت على حياتنا، فأولادنا اليوم يتأثرون بكل ما تطرحه هذه المواقع، وبدأت تظهر في حياتنا طرق جديدة للنجاح تختلف عما تعودنا عليها كآباء، بالطبع كانت هناك مسافة ثقافية وحضارية مع أهلنا من قبل لاختلاف المفاهيم، لكنها كانت أقل من المسافة التي توجد بيننا حالياً وبين جيل الأبناء، وكلما تقدمنا أكثر اتسعت المسافة بين الأجيال، فأصبحت مقاييس النجاح والتفوق في الحياة وحتى المفاهيم الأخلاقية والسلوكية والمهنية مختلفة جداً، وبالتالي كل الأسر اليوم تواجه هذه المشكلة، الطرق البديهية التي كنا نسير فيها لم تعد بديهية، هناك طرق وعوالم جديدة ومستقبل مختلف عما كنا نعيشه، وهذه هي المشكلة التي يواجهها جلال وابنه في مسلسل «مين قال».
> هل وجدت تقاطعاً بين قصة المسلسل وحياتك العائلية كأب؟
ـ سيناريو المسلسل الذي خطفني منذ قراءته، وجدت فيه تماساً مع نجلي الذي يقف على أعتاب مرحلة المراهقة، وأثناء قراءتي للسيناريو كنت أتذكر حواراتي مع ابني، والنقاشات التي تتم بيننا، ووجدت تقاطعاً بينه وبين المسلسل، رغم أن ابني في الواقع لم يصل لعمر ابني في المسلسل، من المؤكد أنه حين يصل لهذه المرحلة سيكون التقاطع أكبر بكثير، وقد سعدت بتجربتي مع المخرجة نادين خان، فهي متمكنة، ولديها رؤية فنية وحياتية، في الوقت نفسه لديها تمكن تقني، ورؤية لطرح المفاهيم الاجتماعية الواقعية لتحويلها لعوالم صادقة.
> وكيف تقيم تجربتك في مسلسل «ظل»؟
ـ أنا سعيد جداً بالعودة للعمل مع زملائي من نجوم التمثيل في سوريا ولبنان، رغم تصوير المسلسل في ظروف طقس صعبة جداً، فقد كان آخر عمل صورته بلبنان، الجزء الأول من مسلسل «العرّاب» عام 2015، ومسلسل «ظل» هو عمل ينتمي لدراما الغموض، لأنه يأتي من الماضي المبهم، الذي يربط الشخصيات ببعضها، إذ يبدو الماضي كظلهم الذي يطاردهم، ومهما اعتقدنا أن الماضي قد مات أو نسيه الناس لكنه يلازمنا مثل ظلنا، وأجسد شخصية «جبران الصافي» مصمم الأزياء الذي ابتعد عن عمله ثلاث سنوات إثر انتحار عارضة أزياء كانت تعمل معه تربطه بها علاقة خاصة، لكن قيل وقتها إنه حادث قتل وليس انتحاراً، وأنه قد يكون وراء مقتلها، غير أن التحقيقات برّأته، وبعد سنوات تصدر رواية تفتح الصندوق الأسود لماضي جبران الصافي.
> متابعون يرون أن المنصات الرقمية باتت مهمة للممثل والمشاهد معاً... ما تعليقك؟
ـ أنا مقتنع تماماً بأن المنصات تعطينا مساحة مختلفة للتعبير وطريقة أخرى للعمل، أهمها أننا لسنا مضطرين لنعمل أي موضوع مهما كان 30 حلقة، فقد نقدمه في 10 أو 15 أو 5 حلقات أو 50 حسب الموضوع، وأعتقد أن المنصات خلقت مناخاً جديداً على الصعيد المهني بالنسبة لنا كفنانين أو منتجين أو كتاب، وأيضاً هي فرصة ممتازة للمشاهد ليختار ما يناسبه بعيداً عن الإعلانات التي أصبحت ثقيلة جداً، وأتمنى أن نقدم من خلال المنصات أعمالاً على مستوى عالٍ، ليس من ناحية الشكل فقط، إنما أيضاً من ناحية القضايا التي نطرحها.
> وهل تهتم بمتابعة الدراما السورية؟
ـ بالتأكيد، أتابعها مثلما أتابع كل ما له علاقة ببلدي، الدراما مثل كل الصناعات والأنشطة في سوريا، مرت بتحدٍّ وجودي كبير، للأسف هناك أعمال هزيلة جداً صدرت في السنوات العشر الماضية من خلال منتجين هم أبعد ما يكونون عن ماهية الفن، فرضوا وجودهم الفظ على هذه الصناعة بطريقة أقل ما يقال عنها إنها «جاهلة» أو «فاشلة»، لكن بالمقابل، هناك أعمال جيدة جداً ظهرت في الدراما السورية تستحق الاحترام، وتعكس إصرار الفنانين السوريين على الاستمرار، ولم يكن ذلك بالأمر السهل على الإطلاق، وهذه إحدى صفات الشعب السوري في عدم الاستسلام والعمل في الظروف الصعبة، لذا أوجه تحية لكل زملائي الفنانين الذين قدموا أعمالاً جيدة خلال السنوات العشر الماضية.
> وهل لاحظت اختلافاً بين الطقوس الرمضانية بين مصر وسوريا؟
ـ الطقوس في مصر هي نفسها طقوس الشهر الكريم في سوريا، لكنني أفتقد سوريا بشكل عام والأماكن الجميلة التي كنا نخرج إليها وقت السحور، أفتقد تجمع الأهل بعد تفرق شمل عائلتنا بين عدد من البلاد، في الدنمارك والسويد والإمارات والكويت ومصر، وأفتقد والديّ رحمهما الله، اللذين كانا يحرصان على جمعنا في رمضان... أشياء كثيرة تغيرت، لكن لي في مصر صداقات ومجتمع جميل جداً. قال الفنان السوري جمال سليمان، إن مسلسل «مين قال» يروي حكاية تتكرر في معظم البيوت العربية، وهي وجود اختلاف كبير بين نمط تفكير الآباء والأبناء، مشيراً إلى أنه تلقى ردود أفعال إيجابية حول العمل، وأشار إلى أن مشاركته في المسلسل اللبناني «ظل» أعادته للعمل مع زملائه الفنانين السوريين واللبنانيين. ولفت سليمان، في حواره مع «الشرق الأوسط»، إلى أن عاداته في رمضان لم تتغير كثيراً في مصر عن سوريا، غير أنه يفتقد تجمع الأهل الذين تفرقوا في دول عدة. وأوضح أنه يهتم بمتابعة الدراما السورية مثل كل ما له علاقة ببلده... وإلى نص الحوار:



فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
TT

فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)

عندما طلب رعاة دار الأوبرا السويسرية من السوبرانو فاديا طنب الحاج إلقاء كلمة وإنشاد أغنية عن بلدها، تملّكتها مشاعر مؤثرة جداً. كانت تلبي دعوة إلى العشاء من قبلهم في جنيف؛ حيث شاركت في العمل الفني «إحسان». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لتلك المناسبة اخترت أداء أغنية (لبيروت). وسبقتها بكلمة مختصرة توجَّهتُ بها إلى الحضور عن لبنان. كنت متأثرة جداً، وخرجت الكلمات من أعماقي تلقائياً. فلا أبالغ إذا قلت إنها من أكثر المرات التي أحزن بها على وطني لبنان. وبعد تقديمي الأغنية راح الحضور يصفّق تأثراً، كما خرج منهم مَن يشكرني على اختياري لهذه الأغنية».

تقول أنها تعلّمت الانضباط من فريق {إحسان} (فاديا طنب الحاج)

فاديا طنب الحاج وُجدت على مسرح دار أوبرا جنيف للمشاركة في العمل الفني الكوريغرافي «إحسان». وهو من تصميم العالمي، المغربي الأصل سيدي العربي الشرقاوي. تعاونها معه يعود إلى سنوات طويلة. وطلب منها مشاركته العرض الفني الذي ألّفه تكريماً لوالده الراحل على مدى 6 حفلات متتالية أُقيمت هناك.

وتوضِّح لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وتعاونت معه في عمل بعنوان (أوريجين). وقمنا بجولة فنية تألفت من نحو 90 حفلة. استمتعت بالعمل مع سيدي العربي الشرقاوي. فالتجربة في عام 2008 كانت جديدة عليّ. حتى إني ترددت في القيام بها بداية. ولكنني ما لبثت أن أُعجبت بنصوص عمله وبرقصات تعبيرية يقدمها فريقه. وهو ما حضّني على تكرار التجربة أكثر من مرة».

يشتهر سيدي العربي الشرقاوي بفرقته لرقص الباليه الأوبرالي. وقد نال لقب «بارون» للنجاحات الكثيرة التي حققها. وقد أقام واحدة من حفلاته في مهرجانات بعلبك. كان ذلك في عام 2012 وتعاون فيها مع فاديا طنب الحاج.

فاديا طنب الحاج تؤدي في {إحسان} أغان بلغات مختلفة (الفنانة)

يحكي العرض الكوريغرافي «إحسان» قصة حزينة، استوحاها الشرقاوي من واقع عاشه. فوالده رحل من دون أن يودّعه، لا سيما أن قطيعة كانت حاصلة بينهما لسنوات، فرغب في التصالح مع ذكراه من خلال هذا العمل. كما يهدي العمل لشاب مغربي قُتل في بلجيكا ويُدعى إحسان. فالحفل برمّته يدور في أجواء المعاناة.

وتتابع فاديا طنب الحاج: «في كلمتي عن لبنان ذكرت المرات التي هدمت بها بيروت. وفي كل مرة كانت تقوم وتنفض عنها غبار الردم. وهذه المرة التاسعة التي تتعرّض فيها للدمار. وجمعتُ كل هذه الأحاسيس عن مدينة أحبها في كلمتي. وشرحتُ لهم أنها أغنية استعار الرحابنة لحنها من يواخين رودريغيز. وكلامها يكّرم بيروت بوصفها أرضاً للسلام والصلابة».

الجميل في أعمال الشرقاوي اتّسامها بالعمق. فهو يختار ألحاناً من موسيقيين عالميين كي يرقص فريقه على أنغامها. في «إحسان» اختار ملحناً تونسياً لغالبية لوحاته الراقصة. وكذلك تلون العمل موسيقى مغربية وأخرى إسبانية. تشرح طنب: «مرات أغني بالبيزنطية والسريانية. فهذا الخليط من الموسيقى ضمن لوحات راقصة تعبيرية رائعة ينعكس إيجاباً على المغني».

فريق «إحسان» يتألف من نحو 50 شخصاً، وتسير السوبرانو اللبنانية بين راقصي الباليه مرات وهي تغني، ومرات أخرى تقف على منصة عالية كي تؤلف مشهدية غنائية فردية يرقص الفريق على أنغامها.

عرض الباليه {إحسان} على مسرح دار أوبرا جنيف (فاديا طنب الحاج)

اعتادت فاديا الحاج على إحياء حفلات الغناء بوصفها نجمةً مطلقةً تقف وحدها على المسرح. ولكن في «إحسان» تبدّلت المشهدية تماماً. وتعلّق: «بوصفنا مغنين تتملّكنا الأنانية إلى حدّ ما عندما نعتلي المسرح. وهذا الأمر سائد عند الفنانين في الشرق العربي. وأعدّ (الإيغو) عندي متواضعاً جداً نسبة إلى غيري. ولكن في أعمال مثل (إحسان) نتعلّم كثيراً، وأهمها الانضباط، فنلمس مدى الجهد الذي يتكبدّه الراقصون للقيام بمهمتهم على أكمل وجه. تمارينهم تطول من الصباح حتى بعد الظهر. يكررون اللوحة الراقصة أكثر من مرة. أما نحن المغنين فنعدّ مدللين نسبة إليهم، ورغم كل هذا التعب فإننا نراهم متحمسين وفرحين ولا يتذمرون. كل هذه المشهدية زودتني بدروس تتعلق بالصبر والانضباط والتنظيم».

تروي قصصاً عدة لامستها من هذه الزاوية: «أذكر إحدى الراقصات أُصيبت بجروح في أثناء الرقص. ولكنها بقيت تكمل لوحتها مع زملائها حتى النهاية متجاوزة أوجاعها. إنهم يرقصون على آلامهم وهذا الأمر علّمني كثيراً».

فاديا طنب الحاج وقفت على أشهَر المسارح العالمية، وكانت نجمةً متألقةً لحفلات في أوروبا وأميركا. فماذا عن تجربتها مع «إحسان»؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «هناك انصهار يحصل بين طاقتي وطاقتهم. أحياناً يتطلّب مني الأمر الإبطاء في الغناء. وهو ما جرى معي في موشح أؤديه في الحفل. فالتفاعل والمشاركة يحضران بقوة بيني وبينهم. كما أن أي انتقاد سلبي أو إيجابي يُكتَب عن العمل يطالني معهم. وهو ما يحمّلني مسؤولية أكبر، لا سيما أن فريق كورال يواكبني مرات في أغانيّ».

قريباً تستكمل فاديا طنب الحاج جولتها مع الشرقاوي لتشمل بلداناً عدة. ومن بينها ألمانيا والنمسا وباريس (مسرح شاتليه) وروما وكندا. وتتابع: «العمل ضخم جداً ويتطلّب ميزانية مالية كبيرة. وهو ما يدفع بالشرقاوي لتنظيم أكثر من جولة فنية. وكما أوروبا سنمرّ على تركيا، وقد تشمل بلدان الخليج».

لن تشارك السوبرانو اللبنانية هذا العام في حفلات «بيروت ترنم» وتوضح: «في هذه الفترة أحضّر لأعمالي المقبلة. ومن بينها حفلة أقدمها في بلجيكا. وللقيام بهذه التدريبات أتبع أسلوب حياة خاصاً يشمل حتى طريقة غذائي. ولذلك في موسم الأعياد هذا العام أرتاح كي أكون جاهزة لحفلاتي المقبلة».