أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء، كأكبر توسعة في تاريخ المسجد تستهدف تطوير المنطقة المُحيطة به، إلى جانب رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف متر مربع، بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍ.
وأكد الأمير محمد بن سلمان اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتوسعة مسجد قباء، الذي يُعد أول مسجد بُني في الإسلام، مشيراً إلى أن المشروع سيعمل على استيعاب أكبر عدد من المصلّين في أوقات المواسم والذروات، بالإضافة إلى إظهار الأهمية الدينية وتوثيق الخصائص التاريخية لمركز قباء، والحفاظ على طرازه العمراني والمعماري، وذلك في إطار الحرص الشديد لحماية المعالم التاريخية الموجودة بالقرب من المسجد.
ويُعدّ «مشروع الملك سلمان» من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وذلك ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، حيث سيعمل على رفع مساحة المسجد من 5035 متراً مربعاً إلى 50 ألف متر مربع. كما سيرفع كفاءة هذا المعلم التاريخي الإسلامي بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية. ويشتمل المشروع على تطوير وإحياء المواقع التاريخية لتشمل 57 موقعاً تغطي كثيراً من الآبار والمزارع والبساتين وتربط ثلاثة مسارات نبوية.
واستهل الأمير محمد بن سلمان زيارته للمدينة المنورة بزيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة في الروضة الشريفة والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.
واستقبل ولي العهد السعودي في وقت لاحق بقصر طيبة بالمدينة المنورة، العلماء والوزراء وجمعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه.
الأمير محمد بن سلمان يتلقى هدية تذكارية من أئمة ومشايخ مسجد قباء (واس)
وغادر ولي العهد أمس المدينة المنورة، وكان في وداعه لدى مغادرته مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة.
وغادر بمعية ولي العهد المدينة المنورة، كل من: الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، والشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة وزير الإعلام المكلف، والوزراء.
ويعد مسجد قباء الواقع في جنوب المدينة المنورة، الثاني في هذه المدينة المقدسة بعد المسجد النبوي الشريف، من حيث الحجم والمساحة والفضل. إلا أنه تاريخياً يعد المسجد الأول الذي بني في تاريخ الإسلام. فقد أسسه الرسول واختطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة.
وحرص المسلمون على مسجد قباء منذ تأسيسه بالرعاية والاهتمام نظراً لمكانته. فهو من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد الحرم النبوي الشريف، وتُقام فيه جميع الصلوات وصلاة الجمعة والعيدين، ويُعد مقصداً لزوار وسكان المدينة المنورة، لفضل الصلاة فيه.
وفي العهد السعودي، لقي مسجد قباء عناية كبيرة، فرُمّم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ (1968م). وفي عام 1405هـ (1985م)، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد.
وامتدت التوسعة، وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجُعلت له 4 مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً. وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين.