هل فقدت شارات مسلسلات رمضان وهجها؟

أنغام تغني شارة مسلسل "فاتن أمل حربي"
أنغام تغني شارة مسلسل "فاتن أمل حربي"
TT

هل فقدت شارات مسلسلات رمضان وهجها؟

أنغام تغني شارة مسلسل "فاتن أمل حربي"
أنغام تغني شارة مسلسل "فاتن أمل حربي"

قد تسبق الشارة المسلسل في نجاحه، وإن لم تفعل، ينبغي على الأقل الإضافة إليه. المطلوب ألا تمر بلا أثر، ويُفضل ألا تسلم مصيرها بعد وقت قصير للنسيان. منذ سنوات، والإعداد للشارات يتحول مشروعاً في ذاته، يتفرغ له شعراء وملحنون، ويتبارى نجوم في الأداء. تطمح الشارة إلى التفوق وتصدر «الترند». وحين يُقدِم نجم على الغناء، يخطر في باله صخب الأصداء والحلم بتحطيم أرقام المشاهدة. يفكر في أغنية أقل ما تفعله هو التسبب بانتشار المسلسل والعبور به إلى خارج حدوده. تنافس النجوم على غناء الشارات يُفترض أن يرفع السقف ويحرض على الأفضل.
إنما وهج الشارات ليس بأفضل أحواله هذه السنة، كأنها أُرفقت بالمائدة كوجبة اللحظات الأخيرة، أو كأن ثمة حلقة ناقصة تحول دون العثور على الشارة المفضلة. ما يشفع هو الأسماء الكبيرة في الغناء. يضفي صوت الفنان وأحاسيسه وَقْعاً، ومع ذلك، لا تبدو ساطعة كشمس ما إن تتفوق جميع العناصر. حين غنت أليسا شارة مسلسل «لو»، شكل صوتها روح المسلسل. وحين غنت نوال الزغبي شارة مسلسل «لأعلى سعر»، انتقلت إلى الذاكرة أغنية «الناس العزاز». الشارات سباق على كسب الجولات. لا يزال ناصيف زيتون يخطف أنفاس مشاهدي «للموت» بصوته في أغنية «أوقات». وهي مُنتظرة بقدر التشوق للجزء الثاني من المسلسل. وكان حقق ضربة موفقة بغنائه شارة «الهيبة» بأجزائه الخمسة، فحفظ الملايين «مجبور» و«أزمة ثقة». وكدليل على تفوق الشارات، غنى وائل كفوري «كلنا مننجر» لمسلسل «داون تاون»، فترددت على كل لسان.
برقتها، تغني نانسي عجرم تقلبات الحياة وتخبر من يهمه الأمر أن «المر مش بمر، والصعب طعمه أمر وما فيش يا عيني مفر». «يا ساتر» عنوان شارة مسلسل «يوتيرن»، من كلمات عزيز الشافعي وألحانه. المعاني تمس الداخل، بمفارقة أنها مكتوبة ببساطة. هنا خيبات يسببها البشر فتولد الشر والكره.
نانسي ماهرة في اصطياد المختلف. حين غنت شارة مسلسل «راحو»، كانت «ما تحكم ع حدا» درساً في النظرة إلى الآخرين من دون إدانة. وفي «يوتيرن» الذي تلعب بطولته ريهام حجاج، تقدم محاكاة سلسة لوجع المظلومين وغرق القلوب يوم يتعذر الوصول إلى البر.
وأليسا في شارة مسلسل «ظل»، توجه صفعة للعدالة المطاطة وترفع الصوت لانتصار الحقيقة. تحب ارتباط اسمها بأغنية بمثابة قضية رأي عام. ولادة «ضماير» على عجل، لا يجردها من امتيازاتها. فالكلمات تحاول الارتقاء إلى صرخة، واللحن ينساب كرغبة في إيقاظ الغافلين. يأتي الصوت فتتدفق المشاعر. هذه أغنية إحساس أليسا بالدرجة الأولى. تصب عليها مياهاً دافئة وتغمرها كطفل.
الكلمات لأحمد مرزوق والألحان لمحمد رحيم. غناؤها باللهجة المصرية في مسلسل سوري لبناني، يجعل البعض يسجل ملحوظات. لا أهمية للهجات حين يكون الغناء بمنزلة نداء.


نانسي عجرم تغني شارة مسلسل «يوتيرن»

في مصر، شارات بالعشرات. نختار بعض ما يقدمه نجوم الفن، فتحضر أنغام بغنائها شارة «فاتن أمل حربي» من بطولة نيللي كريم. عنوانها، «أنا مش ضعيفة»، من كلمات مدحت العدل وألحان أحمد العدل. شجن النجمة هو الساطع، فحين تغني تُطرب. يكاد الشعر يبدو تائه الإيقاع، الانسجام ضئيل بين أصواته الداخلية. تلملم أنغام بصوتها الإيقاعات وترتبها فتعود إلى انتظامها. تلتقي الأغنية مع الرافضين تصنيفهم في القعر، فيقفون في وجهها ويضعون أعينهم في عينيها.
المرأة التي تقول «أنا الإرادة»، تخبط بقدمها الأرض وتكمل الطريق. والمرأة التي ترفض أن تكون كومبارساً على مسرح الحياة، ستحفر مكانتها بأظفارها. «ومهما الدنيا تكسرني وشمس تغيب، أكيد بكرة أنا حأفرح». غناء المحلقين في الأعالي بجناحين.
الشارات أيضاً بأسماء نجوم هم أبطال المسلسل نفسه، كروبي ومي عمر في «رانيا وسكينة»، وأكرم حسني في «مكتوب علي»، وحمادة هلال في «المداح». روبي لها خط غنائي خاص حتى في أغنياتها السريعة ذات الكلام القريب من السطح. شارة «رانيا وسكينة»، تذكر بما غنته روبي في الصيف كـ«قلبي بلاستيك». لا تُعد جديداً في سجل أغنياتها ولا تُحسب عليها كـ«عمل نوعي». تلطف الأجواء، «ومين بقا حيقول جيم طبيعي كده كده، أنا حاكل الجو وحط في عسلك سم».


أليسا تغني شارة مسلسل «ظل»

وأكرم حسني يكتب كلمات مسلسل «مكتوب علي» من بطولته، ويغني الشارة مع أيتن عامر وهلا رشدي وهنادي مهنا، من ألحان بلال سرور. الإيقاع سريع والكلام خفيف، فتنضم الشارة إلى غيرها مما «يُفرفش» في لحظته ولا يدعي أنه مُعد للبقاء الطويل الأمد. «واحدة واحدة حبة حبة سنة سنة تاتاتا، أجري فين طب أستخبى الدنيا سيئة في الغباوة».
مزاج «المداح 2» مختلف، جوه روحاني يحاكي عالم الموشح الديني والإنشاد الصوفي، والشارة ترجمة هذا الاختلاف. عنوانها «مدد يا رب»، كتب كلماتها محمد أبونعمة ولحنها مصطفى شكري، فغناها بطل المسلسل حمادة هلال. إنها تجسيد الحب تجاه الله ومناجاته. رصينة في كلماتها ولحنها وأدائها، «مدد يا رب ومن غيرك مدد، يسند ضهر اليتيم ويقيم عود الولد». والنعم به.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.