روسيا تواجه أكبر تحدياتها منذ 3 عقود

رئيس الوزراء الروسي يقر بمواجهة أشد الأوضاع صعوبة (رويترز)
رئيس الوزراء الروسي يقر بمواجهة أشد الأوضاع صعوبة (رويترز)
TT

روسيا تواجه أكبر تحدياتها منذ 3 عقود

رئيس الوزراء الروسي يقر بمواجهة أشد الأوضاع صعوبة (رويترز)
رئيس الوزراء الروسي يقر بمواجهة أشد الأوضاع صعوبة (رويترز)

قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين يوم الخميس إن روسيا تواجه أشد الأوضاع صعوبة منذ ثلاثة عقود بسبب العقوبات الغربية غير المسبوقة، لكنه أكد أن المحاولات الخارجية لعزلها عن الاقتصاد العالمي ستبوء بالفشل.
وأضاف أن الوضع يوفر فرصاً جديدة إذ ستفسح الشركات الأجنبية التي تغادر روسيا المجال لآخرين. وتعمل الدول الغربية على تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة في محاولة لإجبار روسيا على إنهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا وسحب قواتها.
ورغم تحسن الروبل خلال الأيام الماضية، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين يوم الأربعاء إن تعافي الروبل الروسي بشكل شبه كامل في الأسابيع القليلة الماضية ليس علامة على صمود الاقتصاد الروسي أمام العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا منذ أن غزت أوكرانيا.
وأبلغت يلين لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأميركي أن الاقتصاد الروسي «يترنح» تحت وطأة العقوبات التي فرضت بعد الغزو في أواخر فبراير (شباط). وقالت إن سوق الروبل أصبح مشوها بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الروسية وبنكها المركزي لتقييد تدفقات رؤوس الأموال إلى الخارج بحيث إنه «ينبغي للمرء ألا يستنتج أي شيء» من قيمة الروبل الذي هبط إلى مستوى قياسي منخفضا مقابل الدولار عقب الغزو مباشرة، لكنه استرد منذ ذلك الحين معظم تلك الخسائر.
وفي الأسواق، ارتفعت تكلفة التأمين على ديون الحكومة الروسية بشدة، مما يمثل إشارة إلى أن فرص التخلف عن سداد هذه الديون خلال عام قد بلغت 99 في المائة في أعقاب قيام وزارة المالية الروسية بسداد بعض هذه الديون الدولارية بالروبل الروسي.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن أسعار التأمين على السندات وفق خدمة آي. سي. إي داتا سيرفسز لتسوية عمليات مبادلة الديون المتعثرة، أظهرت أنه تمت مبادلة التأمين على سندات حكومية روسية مدتها عام وقيمتها 10 ملايين دولار بنحو 7.3 مليون دولار مقدما و100 ألف دولار سنويا، في حين كانت مبادلة التأمين في الأسبوع الماضي لهذه القيمة حوالي 5 ملايين دولار مقدما.
وكانت وزارة المالية الروسية قد ذكرت يوم الأربعاء أنها سلمت مؤسسة وديعة التسوية الوطنية المعنية بإدارة الديون السويسرية أقساط السندات المستحقة بالروبل بعد أن رفضت البنوك سدادها بالدولار. وشملت عملية السداد كمية من السندات التي حل أجل استحقاقها والعائد على كمية من السندات تستحق السداد النهائي في أبريل (نيسان) 2042. وبحسب وثائق هذه السندات، فإن شروطها الأصلية لا تتضمن خيار السداد بالروبل الروسي، وهو ما يثير مخاوف المستثمرين بشأن قدرة روسيا على سداد ديونها الخارجية في ظل العقوبات الاقتصادية الصارمة التي تخضع لها بسبب غزوها أوكرانيا. وأعلنت وزارة المالية الروسية في وقت سابق أن بنوكا أجنبية رفضت تحويل مدفوعات لسداد خدمة دين عن سندات دولية بقيمة 469.2 مليون دولار، وبالتالي قامت الوزارة بتحويل المدفوعات بالروبل. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الوزارة القول إنها أرسلت مدفوعات بالدولار لسندات تستحق هذا الشهر وفي أبريل 2042، لكن تم رفضها، فاضطرت روسيا لاستخدام المؤسسات المالية المحلية. وأضافت أنها حولت الدفعة الكاملة بالروبل إلى مؤسسة «وديعة التسوية الوطنية»، وأوضحت أنها تعتبر بذلك أنها أوفت بما عليها من التزامات بشكل كامل.
وتتزامن تلك الضغوط مع استمرار معدل التضخم في روسيا مرتفعا خلال الأسبوع الأخير من مارس (آذار) الماضي في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأغذية والمنتجات المنزلية مثل الصابون وورق الحمام، رغم تضرر الطلب الاستهلاكي من العقوبات الدولية التي تم فرضها على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
ويذكر أن انهيار قيمة العملة الروسية الروبل، مع العقوبات الدولية على روسيا، أديا إلى استمرار معدل التضخم قريبا من مستويات لم تشهدها روسيا منذ توقف الحكومة عن سداد ديونها عام 1998.



بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».