الرئيس التونسي يحذر النواب من اجتماعات البرلمان الافتراضية

راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنحل (د.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنحل (د.ب.أ)
TT

الرئيس التونسي يحذر النواب من اجتماعات البرلمان الافتراضية

راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنحل (د.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المنحل (د.ب.أ)

أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أنه لن يتراجع عن قرار حل البرلمان المجمد منذ أكثر من ثمانية أشهر، وأنه ماضٍ في تنفيذ خارطة الطريق السياسية، التي أعلن عنها قبل أشهر، وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية نهاية السنة. وحذّر نواب البرلمان من عقد «الاجتماعات الافتراضية التي لا تكتسي أي قيمة»، في إشارة إلى الاجتماع الذي عقده البرلمان المجمد قبل أيام، ما أدى إلى المسارعة بحله، والاجتماعات التي يتوعد الغنوشي بعقدها.
وجاءت تحذيرات الرئيس سعيد إثر تصريح راشد الغنوشي، رئيس البرلمان المنحل، وتأكيده أن الجلسات الافتراضية للبرلمان المنحل بقرار من الرئيس سعيد ستستمر، وأن مسيرة احتجاجية عارمة ستخرج إلى الشوارع في العاشر من الشهر الحالي، للتمسك بالانتقال الديمقراطي وبالمؤسسات الدستورية، وهو ما يؤكد أن الخلاف السياسي الحاد بين رأسي السلطتين التنفيذية والتشريعية سيتواصل في ظل تمسك كل طرف بموقفه.
وكان القضاء التونسي قد وجّه للغنوشي و121 نائباً برلمانياً تهمة «التآمر على أمن الدولة الداخلي»، بعد عقدهم اجتماعاً افتراضياً للبرلمان المنحل في 30 مارس (آذار) الماضي. واعتبر الغنوشي في تبريره لهذه الجلسة أن دستور البلاد لا يحتوي على نص يمنح الرئيس الصلاحيات الدستورية لحل البرلمان، باستثناء «حالات معينة، وذلك عندما يعجز البرلمان عن تزكية حكومة فيحل نفسه بنفسه». كما أن الفصل 80 من الدستور ينص على بقاء البرلمان في حالة انعقاد دائم خلال فترة التدابير الاستثنائية، على حد قوله.
وبخصوص المسيرة الاحتجاجية المبرمجة نهاية الأسبوع الحالي، قال الغنوشي إن حركة النهضة والنواب «يرفضون قرار التجميد وحل البرلمان، وسيستمرون في مقاومة هذه القرارات، بدءاً بمسيرة يجري التشاور بشأنها، وستشارك فيها أطياف من المعارضة»، وفي مقدمتها حراك «مواطنون ضد الانقلاب»، الذي يتزعمه جوهر بن مبارك، الذي دعا أنصاره إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المنتظرة أمام المسرح البلدي وسط العاصمة التونسية.
في غضون ذلك، كشف طارق الفتيتي، النائب الثاني لرئيس البرلمان المنحل، في تصريح إعلامي عن آخر تطورات قضية «التآمر على أمن الدولة»، والاتهامات الموجهة للنواب الذين عقدوا الجلسة البرلمانية، أواخر الشهر الماضي. وقال رداً على تصريح الرئيس: «قيس سعيد دعانا للاجتماع في الفضاء، فاجتمعنا في الفضاء الافتراضي».
على صعيد آخر، انتقد «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» (منظمة حقوقية مستقلة)، زيارة المفوض الأوروبي لتونس، وقال إنها تأتي استجابة «لسلسلة الضغوط الأوروبية للسيطرة على قضايا الهجرة غير النظامية، التي تعد حجر الأساس في النقاشات بين مختلف الأطراف».
وفي هذا الشأن، قال رمضان بن عمر، القيادي في هذا المنتدى، في مؤتمر صحافي عقد أمس بالعاصمة التونسية، وخصص لعرض دراسة ميدانية تتعلق بظروف المهاجرين التونسيين المرحلين من إيطاليا، إن تنقلات المفوض الأوروبي وزياراته، خاصة زيارته لمقر الحرس البحري التونسي «تحمل رسالة سياسية من الاتحاد الأوروبي، مفادها أن الأولوية بالنسبة للطرف الأوروبي هي ضبط الحدود الأوروبية، وضمان عدم وصول تدفقات كبيرة للهجرة غير الشرعية خلال المرحلة المقبلة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.