من يحسم معركة الأرض في الحرب الروسية الأوكرانية؟

صورة تظهر المباني المتضررة خلال الصراع بين أوكرانيا وروسيا في مدينة ماريوبول(رويترز)
صورة تظهر المباني المتضررة خلال الصراع بين أوكرانيا وروسيا في مدينة ماريوبول(رويترز)
TT

من يحسم معركة الأرض في الحرب الروسية الأوكرانية؟

صورة تظهر المباني المتضررة خلال الصراع بين أوكرانيا وروسيا في مدينة ماريوبول(رويترز)
صورة تظهر المباني المتضررة خلال الصراع بين أوكرانيا وروسيا في مدينة ماريوبول(رويترز)

مع استمرار الحرب الروسية - الأوكرانية منذ 23 فبراير الماضي حتى الآن بدأ الوضع بين الجانبين يتعقد تدريجيا، على الرغم من التفاؤل بين آن وآخر حول امكانية حل النزاع من خلال المفاوضات.
قال فرانسيس فوكوياما، زميل بارز في معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد، إنه سيكون من الصعب إيجاد حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا ما لم يتغير الوضع على الأرض.
وأضاف فوكوياما في تصريحات لقناة «سي إن بي سي» الأميركية، أمس (الأربعاء)، أن كلا الجانبين تكبدوا خسائر كثيرة، للدرجة أن نوع التنازلات المطلوبة للتوصل إلى حل وسط غير مقبول سياسياً، مشيراً إلى أنه سيكون بالنسبة لأوكرانيا، القبول بأي شيء أقل من انسحاب روسيا أمر «صعب القبول». أوضح أنه: «إذا لم ينسحب الروس من المواقع التي شغلوها في 23 فبراير (شباط)، قبل الغزو، فلا أرى كيف يمكن لرئيس أوكراني أن ينجو من ذلك».
من ناحية أخرى، لا تستطيع روسيا الموافقة على التخلي عن أي مكاسب إقليمية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وقال فوكوياما: «هذا يعني أن (الرئيس فلاديمير بوتين) شن هذه الحرب الضخمة، وتسبب في خسائر فادحة - كل ذلك من أجل لا شيء»، وأضاف: «الحل يجب أن ينتظر التطورات الجديدة في ساحة المعركة».
إلى جانب قضية الأراضي، قالت روسيا إنها تريد منع أوكرانيا من توقيع اتفاق حياد، وهو أمر قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد للقيام به.
كما قال زيلينسكي إنه مستعد لتقديم تنازلات مع روسيا فيما يتعلق بمنطقة دونباس المتنازع عليها في شرق أوكرانيا.
«مدمر» ومحبط
وبينما لا يستطيع فوكوياما التنبؤ بكيفية سير الحرب خلال الفترة المقبلة، قال إن روسيا قد هُزمت بالفعل في المنطقة الواقعة شمال كييف. وأضاف «يزعمون أنهم يعيدون تجميع صفوفهم فقط، لكن الأوكرانيون حقاً، كما تعلمون، نجحوا في تدمير نحو ربع إلى ثلث تلك القوة الهائلة التي كانت لديهم». وتابع أنه «أكثر تفاؤلاً» بشأن احتمالات انتصار أوكرانيا بالحرب لأن معنوياتهم أعلى. مبينا «أنهم لا يعرفون لماذا يقاتلون»، موضحا أن المركبات الروسية لم يتم صيانتها بشكل جيد بسبب الفساد.
من ناحية أخرى، عاد «عشرات الآلاف» من الأوكرانيين إلى ديارهم للقتال نيابة عن بلدهم.
وبين فوكوياما : «لقد كان الدافع وراءهم شعور عميق بالوطنية والهوية الوطنية». قائلا «أعتقد أن هذه عوامل تلعب حقاً دوراً كبيراً في تحديد نتيجة الصراع العسكري».


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».