جدة تستعيد المسحراتي... والحكواتي

ينطلق، اليوم، في متحف عبد الرؤوف خليل بجدة، مهرجان «ليالي جدة الرمضانية»، وهو إحدى الفعاليات التي يقيمها أبناء مدينة جدة لإحياء ذكريات الماضي، بما في ذلك استعادة ظاهرة المسحراتي والحكواتي.
ويحاكي المهرجان، الذي يُقام تحت إشراف وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه، مظاهر حياة أقدم خمس حارات في جدة؛ باب مكة وحارة المظلوم وحارة البحر وحارة الشام وحارة اليمن، وأبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في تلك الأماكن.
عند دخولك من بوابة ساحة المتحف، تبدأ رحلة الاستمتاع بأجواء التاريخ، بدءاً من باب مكة الذي يستقبلك فيه وليد دياب أحد سكان البلد، مرحباً بك بالقهوة السعودية وبأشهر العبارات الترحيبية الحجازية، وتأخذك الأزقة لحارتي الشام والمظلوم اللتين تجد فيهما الكثير من الأسر المنتجة التي تقدم المشغولات اليدوية، وينتهي بك المكان في حارتي البحر واليمن اللتين تتوفر فيهما أشهر المأكولات والمشروبات الحجازية.
يتعرف الزائر في هذه المنطقة على المسحراتي الذي كان في الماضي يتجول في الحارات بطبلته ليوقظ النائمين في ليل رمضان لتذكيرهم بموعد السحور، والذي يعيّن عادة من قبل عمدة الحي، إلى جانب الحكواتي الذي يجسده أحمد الصياد، ويقول لـ«الشرق الأوسط» عنه إنه هو ذلك الرجل الموهوب الذي يجيد فن سرد القصص والحكايات والأساطير التي تتوارثها الأجيال، وكان يتجمع حوله الناس بعد قضاء أشغالهم ليقص عليهم القصص، حتى ظهر جهاز التلفاز فاستغنى الناس عنه شيئاً فشيئاً حتى اختفت تلك الظاهرة الاجتماعية. كما يشاهد الزائر في مهرجان «ليالي جدة الرمضانية» بعض المهن التي اشتهرت في هذه المنطقة، ونماذج مصورة، وفولكلورات شعبية تحكي واقع أهلها، منها النحاسون، وصيادو السمك، وأيضاً الصيادون الذين كانوا يستخرجون اللؤلؤ من أعماق البحار، في رحلات كانت تستغرق أربعة إلى ستة أيام، وكانوا يذهبون باحتفالية، ويعودون باحتفالية، ما لم يكن هناك من ضحايا أو مفقودين.

... المزيد