قال الفنان السعودي محمد القس، إنه يعتبر مسلسل «موضوع عائلي» الذي تم عرضه أخيراً عبر «شاهد» علامة في مشواره الفني، معتبراً «ثناء الجمهور المصري على أدائه في أول تجربة مصرية (أهم شهادة تكريم)».
وقال في حواره مع «الشرق الأوسط»: «إنه شعر بسعادة غامرة بعد الإشادة التي تلقاها من الجمهور المصري»، مؤكداً أن «الدخول في قلوب المصرين، وإضحاكهم ليس أمراً سهلاً بل اعتبره إنجازاً كبيراً لأي ممثل، لأن الجمهور المصري لا يوجد في قاموسه حل وسط، إما أن يقبلك أو يرفضك». مشيراً إلى أن «ردود الفعل الإيجابية حول مشاركته بمسلسل (موضوع عائلي) أعطته دفعة للأمام».
الفنان السعودي محمد القس (حسابه على فيسبوك)
القس الذي قدم العديد من الأعمال الفنية السعودية على غرار «أم القلايد، وبار كود، ورشاش، و42 يوم»، أشار في حواره إلى أن المخرج المصري أحمد الجندي هو من منحنه هذا الدور المهم، ووجه له الشكر على ذلك، قائلاً: «مهما قلت لن أستطع رد له هذا الجميل، لأنه خاطر بي عندما منحني دوراً صعباً ومساحة كبيرة، وأنا فنان غير معروف للجمهور المصري بشكل واسع، لذلك أعتبر ما فعله، كرهان من مخرج متمكن».
وعن تعاونه السابق مع المخرج أحمد الجندي في مسلسل «بار كود» يقول القس: «المخرج أحمد الجندي ليس مخرجا فقط، بل هو نحّات يقوم بنحت النص، والشخصية والمشهد، ويعي جيداً ما الذي يحتاجه من الممثل، وخلال البروفات كان يوجهنا بشكل كبير حتى في نطق الكلمة والاحتكاك به يمنح دروسا في الفن، وأنا شخصيا تعلمت منه الكثير، لأنه يحب المهنة حيث يخلق من المشهد حالة معينة حسب احتياجاته كمخرج».
ورغم متابعته لفناني الكوميديا المصريين الذين قدموا شخصية «الشرير الظريف» من قبل، فإنه رفض تقليدهم: «نحن تربينا على الفن المصري بكل أشكاله، وتابعنا استفان روستي، وعادل أدهم، ومحمود المليجي، وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي لا يمكننا حصرها، ولكن أن تتابع وتتعلم شيء، وأن تتأثر بأدائهم شيء آخر، لذلك أعتبر نفسي محظوظاً بتجسيد هذه الشخصية».
وأكد القس أنه عمله بمصر فرصة كبيرة كان يطمح لها دائما ولكنها لم تتأخر»، لافتاً إلى أن «الفرصة جاءت بالوقت المناسب مع طاقم عمل رائع في مقدمتهم المخرج أحمد الجندي والمنتج أحمد الجنايني».
ورفض القس تقييم نفسه فنياً بعد إشادة الجمهور بدوره: «أنا لا أحب مشاهدة نفسي في أعمالي، ولا أفضل تقييم نفسي مطلقاً، وحتى إذا حصلت على الأوسكار، سأمنح نفسي واحداً على عشرة وأعتبر مسلسل (موضوع عائلي) من الأعمال القليلة التي شاركت بها وشاهدتها لأنني لا أحب أن أرى وجهي على الشاشة، فأنا من النوع الذي يجلس ليراجع نفسه كثيراً، وأسأل نفسي: «لماذا لم أفعل هذا أو ذاك؟».
القس مع الفنان المصري ماجد الكدواني (حسابه على فيسبوك)
وتحدث القس عن أهم مكتسباته من البيئة السعودية، كسوري مقيم بها منذ 40 عاماً توجت بحصوله على الجنسية السعودية في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021: «استفدت كثيراً كسوري مقيم بالسعودية... فالمملكة مجتمع غني بالثقافات التي لا يمكنك رؤيتها إلا هناك، فالمدرسة الابتدائية على سبيل المثال جمعتني بالسوري والسعودي واللبناني والمصري والسوداني والهندي والباكستاني، نحن تربينا في حارة واحدة وتحدثنا اللهجة السعودية واللغة العربية ونشأنا على عادات هذا البلد واكتشفنا ثقافات عديدة ومن المميزات التي منحني إياها رب العالمين هي إجادة اللهجات حتى وإن لم أكن أجيدها بشكلٍ كامل لكن أذني اعتادت عليها، بهم لذلك اعتبر إقامتي في المملكة هبة من الله، لأنها من البلدان القليلة التي تمنحك النمو والمعيشة وسط خليط منوع وحصولي على الجنسية السعودية هو شهادة ميلاد جديدة ومسؤولية كبيرة وتكريم وتكليف قبل أن يكون تشريفا عن السنوات التي قضيتها بالمملكة في الفن».
وأوضح الفنان السعودي أنه لا يعتبر نفسه وسيما ولا يعتمد على ذلك، في تقديم أدواره: «أنا ممثل ومن يشاهدني على سبيل المثال في مسلسل (أم القلايد) حيث قدمت شخصية (عايد)، وهو شخص مختلف تماما عني، فقد عملت على الحفاظ على الذقن والشعر والشارب قرابة 6 أشهر لأنني لا أحب الأشياء المستعارة، وهذا كله طبيعي لذلك لا أحب مقولة (هذا الممثل شكله جميل)، بل (هذا الممثل متمكن) لأنها تطربني أكثر».
وكشف القس عن ندمه لعدم دراسته للتمثيل أكاديميا: «الدراسة تصقل الموهبة وتزيد من المعرفة ومهما تعلم الإنسان وكان الأفضل في مجاله، فإن الدراسة أمر ضروري، لذلك أحاول تعويض ذلك بالتدريب ومشاهدة الفنانين الكبار ومن بينهم الفنان الراحل نور الشريف».
وأوضح القس الذي شارك في نحو 50 عملاً فنياً، أنه لم يشارك شقيقه الفنان أسامة القس سوى في عملين فقط منهما، قائلاً: «أخي أسامة مخرج وكاتب وممثل، وسبقني في دخول المجال الفني فقد كان مخرجا مسرحيا وهو من علمني ووجهني فنياً واستفدت منه كثيراً، وأعتقد إذا حصل أسامة على فرصة مشابهة في مصر، سوف يحدث ضجة كبيرة لأنه من القلائل المبدعين في أكثر من مجال، ويحب الفن بشكل عام».