بنيت يرضخ لليمين ويعلن تجميد {تسهيلات رمضان} حتى تتوقف العمليات

TT

بنيت يرضخ لليمين ويعلن تجميد {تسهيلات رمضان} حتى تتوقف العمليات

رغم معارضة غالبية قادة الأجهزة الأمنية، قررت الحكومة الإسرائيلية تجميد التسهيلات التي أقرتها في التعامل مع الفلسطينيين قبل أسبوعين، مع حلول شهر رمضان المبارك. وقررت أن تشترط العودة إلى هذه التسهيلات في سيادة الهدوء في الأراضي المحتلة.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن الحكومة الإسرائيلية نقلت رسائل مباشرة بهذا الخصوص إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة والخارج، وكذلك إلى السلطة الفلسطينية في رام الله، عبر الدول التي تعتبر مؤثرة في الفلسطينيين مثل الأردن ومصر وتركيا وقطر والإمارات، وكذلك إلى الإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تتوقع من هذه الدول بذل جهود من أجل خفض التوتر في القدس والضفة الغربية، خلال شهر رمضان.
وأضافت المصادر أن جميع هذه الدول نصحت إسرائيل بألا تجمد التسهيلات كإجراء أساسي وحيوي لوقف التدهور. لكن الإسرائيليين أصروا على التجميد كإجراء تظاهري واضح ورسالة لكل الفلسطينيين مفادها أنها لن تقدم على خطوات إيجابية بلا ثمن.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرّت سلسلة إجراءات للتسهيل على حياة الفلسطينيين؛ بينها زيادة عدد تصاريح العمل وزيادة عدد المصلين في المسجد الأقصى من سكان الضفة الغربية، بحيث يسمح للإناث من جميع الأعمار وللذكور من فوق 45 عاماً وتحت 12 عاماً بلا تصاريح، ومنح تصاريح استجمام والسماح لأهالي الأسرى من سكان غزة بزيارة أبنائهم وزيادة كميات المنتوجات الزراعية والصناعية من وإلى القطاع والعودة إلى استكمال بناء مناطق صناعية على حدود التماس مع الضفة الغربية. وقررت أن تنفذ هذه التسهيلات بصورة تدريجية.
وجاءت هذه الإجراءات في حينها بتوصية وإصرار من قادة الجيش الإسرائيلي والمخابرات، الذين يؤمنون بأنها ستسهم في الأمن، وتقدم للفلسطينيين صورة واضحة عن السياسة الإسرائيلية بأنها تتعامل بشكل إيجابي مع مَن يعيش بشكل طبيعي وتتعامل بقسوة مع مَن يقف ضدها. ودخل هؤلاء في صدام مع اليمين في الحكومة المعارضة. وتدخل الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال اتصالات مع بنيت ومع وزير دفاعه، غانتس، ليحسنا الأوضاع خلال رمضان ويمتنعا عن فرض قيود على سن المصلين في المسجد الأقصى. وفي نهاية المطاف حسّن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، لصالح موقف أجهزة الأمن. ومنذ ذلك الوقت وهو يتعرض لحملة هجوم كاسحة في الشبكات الاجتماعية من قوى اليمين، بمن فيهم معسكر مؤيديه.
لكن، وبعد تنفيذ ثلاث عمليات في غضون أسبوع واحد (في بئر السبع والخضيرة وبني براك) ومقتل 11 إسرائيلياً فيها، رضخ بنيت من جديد لقوى اليمين وقرر تجميد التسهيلات. وترافق التجميد مع تعزيز قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية في جميع أنحاء البلاد واتباع سياسة القبضة الحديدية مع أي مظهر احتجاج فلسطيني وتنفيذ اعتقالات واسعة بطرق قمعية قاسية بشكل خاص وتعمد فعل ذلك أمام كاميرات الصحافة. ونزل بنيت إلى الميدان، وأمضى يومين في مقار المخابرات الإسرائيلية وقام وزير الخارجية يائير لبيد بجولة ميدانية في باب العامود في البلدة القديمة من القدس، حيث وقعت صدامات مع الشباب الذين قدموا لإحياء ليالي رمضان.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.