إهداءات مسلسلات مصرية تُعيد أسماء راحلين إلى الواجهة

إهداء مسلسل «الكبير أوي 6» للفنان سمير غانم
إهداء مسلسل «الكبير أوي 6» للفنان سمير غانم
TT

إهداءات مسلسلات مصرية تُعيد أسماء راحلين إلى الواجهة

إهداء مسلسل «الكبير أوي 6» للفنان سمير غانم
إهداء مسلسل «الكبير أوي 6» للفنان سمير غانم

أعادت إهداءات بعض المسلسلات المصرية في موسم دراما رمضان الحالي، أسماء عدد من المشاهير الراحلين إلى الواجهة مجدداً، بعد إهداء صناع المسلسلات الأعمال لهم عبر شارات البداية والنهاية كنوع من تكريمهم وتقديرهم.
ورغم أن إهداء الأعمال الدرامية للفنانين الراحلين، ليس تقليداً جديداً، فإنه يعد لافتاً في موسم رمضان الحالي، حسب متابعين، إذ حرص صناع نحو ستة أعمال درامية على كتابة أسماء سمير غانم، ودلال عبد العزيز، ووحيد حامد على تترات المسلسلات.
وترى الكاتبة والناقدة المصرية ماجدة خير الله، أن «مسيرة الفنان الحافلة بالعطاء هي الوسيلة الفعالة لتحديد مكانة النجوم الراحلين في قلوب الناس»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «إن ما حدث أمر طبيعي كنوع من تذكير الناس بهم، ولكن لا بد أن تكون هناك علاقة وثيقة بين أسماء الراحلين وبين صناع العمل الفني». واستشهدت ماجدة خير الله بواقعة حدثت بين المخرج الراحل محمد خان والفنانة نجلاء فتحي، بسبب رغبة نجلاء فتحي في كتابة إهداء لوالدتها عبر شارة فيلم (سوبر ماركت) التي أنتجته، مما تسبب في حدوث خلاف بينها وبين خان، الذي قال لها لا بد من وجود علاقة بين العمل والشخصية التي تُهدى لها». وقدم مسلسل «الاختيار 3» إهداءً للكاتب الراحل وحيد حامد، الذي رحل عن عالمنا في شهر يناير (كانون الثاني) 2021. وتضم سيرته عدداً كبيراً من الأعمال السياسية والوطنية على غرار مسلسل «الجماعة» بجزأيه الأول والثاني، ولم يمهله القدر لاستكمال الجزء الثالث من العمل.

دلال عبد العزيز مع فريق مسلسل «في بيتنا روبوت 1»

وكتب صناع العمل في شارة المسلسل: «تهدي أسرة الاختيار هذا العمل إلى روح الكاتب والسيناريست القدير وحيد حامد الذي كتب فيلم (سري للغاية) ولم يعرض بعد». أما الفنانة الراحلة كريمة مختار، التي غيبها الموت في شهر يناير «كانون الثاني» من عام 2017. فكانت بطلة الحلقة الأولى من مسلسل «راجعين يا هوى»، من خلال ظهور صورتها ضمن أحداث المسلسل، وكتبوا على شارة النهاية، «شكراً لأسرة الفنانة كريمة مختار، لموافقتهم على ظهورها ضمن أحداث العمل من خلال صورتها المعلقة على الجدران». وشاركت كريمة مختار في عام 2014. الذي شهد آخر ظهور فني لها، في أكثر من عمل فني درامي على غرار «المرافعة، ودلع بنات، وكيد الحموات».
وترى ماجدة خير الله أن «ما حدث ليس له علاقة بمعنوية أسر الراحلين، فالإهداء ليس أمراً وقتياً، ولكنه بمثابة تقدير مستمر عبر شارة العمل مدى الحياة». لافتة إلى أنه يتم عادة تقديم فيلم تسجيلي بالمهرجانات العريقة، لاستعراض الأسماء التي رحلت في الوسط الفني كتحية تقدير لمن عملوا بالصناعة كافة، وليس النجوم فقط. كما قدم مسلسل «في بيتنا روبوت»، إهداءً للفنانة دلال عبد العزيز، لا سيما أنها كانت ضمن أبطال الجزء الأول من العمل، حيث أدت دور والدة الممثل هشام جمال، وكان آخر ظهور لها، من خلال مسلسل «ملوك الجدعنة»، الذي عرض في موسم رمضان 2021، وتوفيت متأثرة بمضاعفات فيروس كورونا في شهر أغسطس (آب) 2021، وكتب صناع العمل، «إهداء إلى روح الأم العظيمة والفنانة الكبيرة، وأول من دعمت هذا العمل... دلال عبد العزيز». ومع عودة مسلسل «الكبير أوى» في موسمه السادس، كتب صناعه إهداءً للراحل سمير غانم، الذي توفى في شهر مايو (أيار) 2021، وشارك في أحد أجزاء العمل بدور والد زوجة الكبير (هدية) الشخصية، التي قدمتها ابنته الفنانة دنيا سمير غانم، قبل أن تترك العمل بعد الجزء الرابع وكتبوا، «إهداء إلى من أضحكنا وعلمنا الضحك، الأستاذ سمير غانم». وكان آخر أعمال الفنان الراحل من خلال مسرحية «الزهر لما يلعب» في عام 2020. بجانب مشاركته في عدد من الإعلانات التجارية عام 2021.
وتشير ماجدة خير الله إلى أن، «تقديم مسلسل (سوتس بالعربي)، إهداء إلى نقيب المحامين المصرين الراحل رجائي عطية، الذي وافته المنية في شهر مارس (آذار) الماضي، أثناء تأدية عمله في إحدى المحاكم المصرية، مرتبط بأحداث المسلسل ومهنة المحاماة». في السياق ذاته، قدم مسلسل «أحلام سعيدة»، بطولة الفنانة يسرا، إهداءً للفنان سامي العدل الذي رحل في شهر يوليو (تموز) من عام 2015. ويعد العدل من أكثر الفنانين الراحلين الذين أُهديت أعمال لهم، خصوصاً المسلسلات التي أنتجتها شركة العدل غروب. وكان آخر ظهور فني له في عام 2015، عبر مسلسلي «بين السرايات، وحارة اليهود» في عام 2015.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».