«موهبة» و«الألكسو» تكرمان «الموهوبون العرب»

يمثلون 11 دولة عربية

جانب من تكريم «الموهوبون العرب» (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم «الموهوبون العرب» (الشرق الأوسط)
TT

«موهبة» و«الألكسو» تكرمان «الموهوبون العرب»

جانب من تكريم «الموهوبون العرب» (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم «الموهوبون العرب» (الشرق الأوسط)

كرمت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» اليوم (الخميس)، الطلبة الفائزين بمبادرة «الموهوبون العرب» الحاصلين على أعلى الدرجات في مقياس المبادرة، وذلك في الحفل الختامي للنسخة الأولى من المبادرة التي أطلقت في أبريل (نيسان) العام الماضي، والذي أقيم مساء أمس في مدينة الرياض تحت رعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وزير الثقافة.
‏وقال الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لمؤسسة «موهبة» بكلمته في الحفل إنه لا بد من برنامج عربي للاستفادة من المعطيات التي أفرزها عصر الذكاء الصناعي‬ والتقنية والإنترنت، لافتاً أن ذلك يبدأ من الطالب والأسرة والمدرسة والدولة التي ينتمي إليها هذا الطالب.
وأكد الدكتور المتحمي أن موهبة قصة نجاح انطلقت من المملكة لتشاركها مع الدول العربية في اكتشاف ورعاية واستثمار المواهب، سعياً لازدهار العالم العربي.
وقدم ثلاث رسائل في كلمته الأولى للطلاب والطالبات في العالم العربي والعالم، وقال إن طريقة التعلم اختلفت عن الطرق التي تعود عليها، وانتهى عصر التركيز على المعلم وعلى التلقي والوسائل القديمة، وانتقلت المهمة من المعلم والمدرسة ‏إلى الطالب نفسه الذي سينقل بموهبته المجتمع الذي يعيش فيه إلى آفاق التقدم والرقي. ووجه رسالته الثانية إلى الأسرة، مؤكداً أنها تتحمل مسؤولية كبيرة لاكتشاف مواهب أبنائها منذ الصغر.
وتابع الأمين العام لمؤسسة «موهبة»، رسالته الثالثة للمعلم والمدرسة وطالبهما بالاهتمام بالطالب الذي يمل من مستوى ما يدرس له، وتقديم مواد إضافية وإعطائه وقتاً أكثر لتنمية قدراته وتوجيه موهبته للمجال المناسب.
وأكد أمين عام موهبة أنه من خلال الممارسة في الميدان، اكتشفت مؤسسة موهبة أن عملية الاكتشاف يجب أن تسبق الرعاية، لأنها الأهم، فعندما يصنف الطالب أنه موهوب في مجال من المجالات، فستتغير شخصيته تغيراً جذرياً بشكل تلقائي، لأنه بمجرد معرفته بموهبته سترتقي همته وتفكيره، وسيصبح شخصاً آخر يفتخر بنفسه وتقاخر به مدرسته، لأنه ‏أصبح لديها منظومة صفية خارج منظومة الصف تنمي شغفه.
وأشار الدكتور سعود المتحمي إلى أن السعودية ممثلة في «موهبة»، أرادت أن تنقل تجربتها في اكتشاف ورعاية الموهوبين للعالم العربي، ولكل بيت عربي، باعتبارها أمانة في عنقها للإسهام في ازدهار العالم العربي بتقديم برامج نوعية لتنمية القدرات العربية الشابة والمبدعة.
وألقى البروفسور ‏نادر المصمودي الفائز بجائزة الملك فيصل 2022 كلمة، استعرض فيها مسيرته العلمية وشغفه بالرياضيات منذ الصغر، مقدماً مجموعة من النصائح للطلاب الموهوبين لتحفيزهم على مزيد من التفوق، متمنياً أن يشهد المستقبل القريب علماء عربا ومسلمين من الموهوبين العرب يحصلون على جوائز عالمية.
ثم كرم الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لمؤسسة «موهبة» والمدير التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» هاني المقبل، الطلاب الفائزين بجوائز المبادرة من الطلبة الموهوبين وكذلك تكريم ممثلي وزارات التربية والتعليم في المبادرة من الدول العربية المشاركة: السعودية وتونس وفلسطين وقطر واليمن وليبيا والأردن، والعراق وموريتانيا والبحرين وسلطنة عمان، ومنحهم دروعاً تكريمية تقديرية نظير جهودهم وتفوقهم.
وقبل الختام أعلنت «موهبة» ومنظمة «الألكسو» تدشين الدورة الثانية من مبادرة «الموهوبون العرب 2022»، داعين كل الموهوبين العرب للتسجيل فيها والاستفادة من الفرص التي تقدمها لبناء جيل واعد من علماء المستقبل، ودعم التنمية المستدامة والازدهار في الوطن العربي والعالم، من أجل مستقبل مشرق للبشرية جمعاء.
وتعد مبادرة «الموهوبون العرب» والتي أطلقت في السعودية بشراكة بين مؤسسة «موهبة» و«الألكسو» في أبريل (نيسان) 2021 الأولى من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين على مستوى العالم العربي؛ حيث تم اكتشاف 230 موهبة عربية حصلوا على أعلى الدرجات في مبادرة «الموهوبون العرب 2021»، يمثلون 11 دولة عربية.


مقالات ذات صلة

«الاتحاد السعودي» و«نيكو بارتنرز» يقودان استراتيجية توطين الألعاب بالمنطقة

رياضة سعودية تزايد عدد المستخدمين للألعاب الإلكترونية في المنطقة يتطلب استراتيجية مثالية لتلبية رغباتهم (الشرق الأوسط)

«الاتحاد السعودي» و«نيكو بارتنرز» يقودان استراتيجية توطين الألعاب بالمنطقة

تعاونت شركة «نيكو بارتنرز» مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لمساعدة الشركات على فهم خصوصية منطقة الشرق الأوسط في مجال توطين الألعاب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب

«بيلبورد عربية» تطلق 4 قوائم جديدة وتحتفي باللهجات

أعلنت «بيلبورد عربية» عن إطلاقها 4 قوائم جديدة خاصة باللهجات الخليجية، والمصرية، والشامية، والمغاربية، للإضاءة على تنوّع اللغة العربية.

يوميات الشرق جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

مهرجان عمّان السينمائي الدولي ملتقى للمواهب السينمائية العربية الصاعدة

خليّة مواهب سينمائية عربية صاعدة تنبض بشغف وتسير يداً بيَد مع «مهرجان عمّان السينمائي الدولي».

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق العضل صدى أنوثة جويا خير الله، لا يتعارض مع رقّتها الداخلية (حسابها الشخصي)

جويا خير الله بطلة لبنان في رفع الأثقال... العضل صدى الأنوثة

سمعت بطلة لبنان في رفع الأثقال جويا خير الله إحباطاً من نوع: هذه الرياضة ليست لكِ. إنها للرجال. أي أنوثة ستبقى؟ لا تخفي أن التعليقات موجعة، لكنها لم تردع وصولها

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق زكريا جابر يصل بفيلمه البيروتي إلى «مهرجان شنغهاي الدولي» الموازي آسيوياً لـ«الأوسكار» (صور المخرج)

«قَلِقٌ في بيروت»: المقبرة المتنقّلة عارية من أشجارها

كثرٌ عاتبوا: «يا زكريا ما حالك؟ تبدو مثل ورقة نعوة!». هذا مصطلح دارج في لبنان، يُرمَى بوجه الشاكين من الأحوال. عددهم إلى تزايُد وصنفهم يغزو.

فاطمة عبد الله (بيروت)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
TT

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

القبلات المتطايرة التي تدفّقت من هاني شاكر إلى أحبّته طوال حفل وداع الصيف في لبنان، كانت من القلب. يعلم أنه مُقدَّر ومُنتَظر، والآتون من أجله يفضّلونه جداً على أمزجة الغناء الأخرى. وهو من قلّة تُطالَب بأغنيات الألم، في حين يتجنَّب فنانون الإفراط في مغنى الأوجاع لضمان تفاعل الجمهور. كان لافتاً أن تُفجّر أغنية «لو بتحبّ حقيقي صحيح»، مثلاً، وهو يختمها بـ«وأنا بنهار»، مزاج صالة «الأطلال بلازا» الممتلئة بقلوب تخفق له. رقص الحاضرون على الجراح. بارعٌ هاني شاكر في إشعالها بعد ظنّ أنها انطفأت.

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

تغلَّب على عطل في هندسة الصوت، وقدَّم ما يُدهش. كان أقوى مما قد يَحدُث ويصيب بالتشتُّت. قبض على مزاج الناس باحتراف الكبار، وأنساهم خللاً طرأ رغم حُسن تنظيم شركة «عكنان» وجهود المتعهّد خضر عكنان لمستوى يليق. سيطر تماماً، بصوت لا يزال متّقداً رغم الزمن، وأرشيف من الذهب الخالص.

أُدخل قالب حلوى للاحتفاء بأغنيته الجديدة «يا ويل حالي» باللهجة اللبنانية في بيروت التي تُبادله الحبّ. قبل لقائه بالآتين من أجله، كرَّرت شاشة كبيرة بثَّها بفيديو كليبها المُصوَّر. أعادتها حتى حُفظت. وحين افتتح بها أمسيته، بدت مألوفة ولطيفة. ضجَّ صيف لبنان بحفلاته، وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات، فكان الغناء بلهجته وفاءً لجمهور وفيّ.

بقيادة المايسترو بسام بدّور، عزفت الفرقة ألحان العذاب. «معقول نتقابل تاني» و«نسيانك صعب أكيد»، وروائع لا يلفحها غبار. الأغنية تطول ليتحقّق جَرْف الذكريات. وكلما امتّدت دقائقها، نكشت في الماضي. يوم كان هاني شاكر فنان الآهات المستترة والمعلنة، وأنّات الداخل وكثافة طبقاته، وعبق الورد رغم الجفاف والتخلّي عن البتلات. حين غنّى «بعد ما دابت أحلامي... بعد ما شابت أيامي... ألقاقي هنا قدامي»، طرق الأبواب الموصودة؛ تلك التي يخالها المرء صدأت حين ضاعت مفاتيحها، وهشَّم الهواء البارد خشبها وحديدها. يطرقها بأغنيات لا يهمّ إن مرَّ عُمر ولم تُسمَع. يكفيها أنها لا تُنسى، بل تحضُر مثل العصف، فيهبّ مُحدِثاً فوضى داخلية، ومُخربطاً مشاعر كوَقْع الأطفال على ما تظنّه الأمهات قد ترتَّب واتّخذ شكله المناسب.

هاني شاكر مُنتَظر والآتون من أجله يفضّلونه جداً (الشرق الأوسط)

تتطاير القبلات من فنان يحترم ناسه، ويستعدّ جيداً من أجلهم. لا تغادره الابتسامة، فيشعر مَن يُشاهده بأنه قريب ودافئ. فنانُ الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى، وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى، وللندبة فتتوارى قليلاً. ولا بأس إن اتّسم الغناء بالأحزان، فهي وعي إنساني، وسموّ روحي، ومسار نحو تقدير البهجات. ابتسامة هاني شاكر المتألِّمة دواخلَه، إصرار وعناد.

تراءى الفنان المصري تجسيداً للذاكرة لو كان لها شكل. هكذا هي؛ تضحك وتبكي، تُستعاد فجأة على هيئة جَرْف، ثم تهمد مثل ورقة شجر لا تملك الفرار من مصيرها الأخير على عتبة الخريف الآتي. «بحبك يا هاني»، تكرَّرت صرخات نسائية، وردَّ بالحبّ. يُذكِّر جمهوره بغلبة السيدات المفتتنات بأغنياته، وبما تُحرِّك بهنّ، بجمهور كاظم الساهر. للاثنين سطوة نسائية تملك جرأة الصراخ من أجلهما، والبوح بالمشاعر أمام الحشد الحاضر.

نوَّع، فغنّى الوجه المشرق للعلاقات: «بحبك يا غالي»، و«حنعيش»، و«كدة برضو يا قمر». شيءٌ من التلصُّص إلى الوجوه، أكّد لصاحبة السطور الحبَّ الكبير للرجل. الجميع مأخوذ، يغنّي كأنه طير أُفلت من قفصه. ربما هو قفص الماضي حين ننظر إليه، فيتراءى رماداً. لكنّ الرماد وجعٌ أيضاً لأنه مصير الجمر. وهاني شاكر يغنّي لجمرنا وبقاياه، «يا ريتك معايا»، و«أصاحب مين»؛ ففي الأولى «نلفّ الدنيا دي يا عين ومعانا الهوى»، وفي الثانية «عيونك هم أصحابي وعمري وكل أحبابي»، لتبقى «مشتريكي ما تبعيش» بديع ما يُطرب.

ضجَّ صيف لبنان بحفلاته وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات (الشرق الأوسط)

استعار من فيروز «بحبك يا لبنان» وغنّاها. بعضٌ يُساير، لكنّ هاني شاكر صادق. ليس شاقاً كشفُ الصدق، فعكسُه فظٌّ وساطع. ردَّد موال «لبنان أرض المحبّة»، وأكمله بـ«كيف ما كنت بحبك». وكان لا مفرّ من الاستجابة لنداء تكرَّر. طالبوه مراراً بـ«علِّي الضحكاية»، لكنه اختارها للختام. توَّج بها باقة الأحزان، كإعلان هزيمة الزعل بالضحكاية العالية.