قافلة مساعدات إنسانية تصل إلى إدلب من مناطق الحكومة

تعد الثالثة منذ صدور قرار مجلس الأمن بتفاهم روسي ـ أميركي

قافلة مساعدات إنسانية على الطريق بين حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
قافلة مساعدات إنسانية على الطريق بين حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
TT

قافلة مساعدات إنسانية تصل إلى إدلب من مناطق الحكومة

قافلة مساعدات إنسانية على الطريق بين حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
قافلة مساعدات إنسانية على الطريق بين حلب وإدلب (الشرق الأوسط)

دخلت قافلة إنسانية جديدة مؤلفة من شاحنات محملة بمواد غذائية تابعة لـ«برنامج الأمم المتحدة» أمس، عبر «الخطوط» من مناطق سيطرة النظام السوري، إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، بعد محاولة عرقلة مسيرها من قبل النظام في منطقة سراقب، الفاصلة بين مناطق المعارضة والنظام، شرق إدلب، بحسب ناشطين.
وقال نشطاء في إدلب، إنه «دخلت، صباح الأربعاء، 14 شاحنة تحمل كميات من المواد الإنسانية والغذائية، مصدرها مكتب الأمم المتحدة في دمشق، إلى منطقة إدلب شمال غربي سوريا، عبر معبر الترنبة - سراقب 17 كلم شرق إدلب، وهي ثالث قافلة أممية تدخل عبر الخطوط من مناطق النظام إلى شمال غربي سوريا، بحماية من عناصر أمنية تابعة لـهيئة تحرير الشام، واصلت الشاحنات مسيرها إلى مستودعات خاصة في إدلب، ليتم توزيعها لاحقاً من قبل منظمات في المنطقة (شريكة لبرنامج الأمم المتحدة) على النازحين والمستحقين من المدنيين».ويأتي هذا بموجب قرار مجلس الأمن 2585 الذي صدر بتفاهم أميركي - روسي في يوليو (تموز) الماضي، وسمح بتسليم المساعدات «عبر الخطوط» بين مناطق النفوذ، إضافة إلى المساعدات «عبر الحدود» من تركيا. وقال أسعد الحسين، وهو ناشط في إدلب، إن «قافلة المساعدات الأممية التي دخلت إلى إدلب، (عبر الخطوط)، التي تفصل مناطق النظام السوري والمعارضة، هي الثالثة من نوعها خلال عامي 2021 و2022، حيث دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية أممية إلى مناطق الشمال السوري في 30 و31 من أغسطس (آب) 2021، عبر معبر ميزناز في ريف إدلب الشرقي الواقع تحت سيطرة قوات النظام السوري إلى مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا مؤلفة من 15 شاحنة تنقل 12 ألف حصة غذائية، فيما دخلت القافلة الثانية من المساعدات الإنسانية بذات الصورة إلى مناطق المعارضة أيضاً في 9 ديسمبر (كانون الأول)، ومؤلفة من 14 شاحنة عبر معبر الترنبة قرب مدينة سراقب شرق إدلب».
وأوضح أن «عملية دخول المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة عبر مناطق يسيطر عليها النظام السوري إلى مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، أثار جدلاً واسعاً بين الناشطين السوريين واحتجاجات واسعة منذ بدء عملية دخول المساعدات بهذه الصورة، واعتبار ذلك عنصراً يدعم شرعنة النظام السوري ويعزز دوره في التحكم بحجم وكمية المساعدات الإنسانية القادمة من مناطقه إلى مناطق المعارضة والتدخل بعملية مراقبة المساعدات وتوزيعها، فضلاً عن أن روسيا تسعى من خلال ذلك وبشكل تدريجي لتقويض الملف الإنساني وسحبه كاملاً لصالح النظام عبر مراحل، وبدأت بوقف دخول المساعدات من جميع المعابر وحصرها بمعبر واحد مع تركيا وهو (باب الهوى) شمال إدلب، ثم المطالبة بفتح معابر مع النظام من باب إنساني باسم (عبر الخطوط أو خطوط التماس)، وتوسيع دور النظام في مختلف الأصعدة الإنسانية والسياسية كنوع من فرضه أمراً واقعاً على الجميع». ولفت إلى أن «قوات النظام السوري في مدينة سراقب، اعترضت مسير قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في أثناء توجهها إلى الشمال السوري وقامت بتفتيشها بشكل دقيق واستفزازي، وتفريغ حمولتها على الأرض، وتأخير مسيرها لأكثر من 4 ساعات».
وكانت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية التابعة لـ«حكومة الإنقاذ»، الذراع المدنية لـ«هيئة تحرير الشام»، عقدت مؤتمراً صحافياً، قالت فيه إن «دخول المساعدات الأممية عبر خطوط التّماس، يدفع باتجاه تجديد قرار إدخال المساعدات عبر معبر (باب الهوى) مع تركيا، وإن (تحرير الشام) أبدت رفضها مشاركة أي طرف مقرب من النظام بما فيه (الهلال الأحمر السوري)، في أي عملية إنسانية في المنطقة، وإنه لا تكون قوافل المساعدات الإنسانية (عبر الخطوط)، بديلاً عن المساعدات الأممية القادمة (عبر الحدود)».
وأكدت أن «المساعدات التي تدخل عبر (خطوط التماس) هي حصة إضافية للمنطقة في شمال غربي سوريا، تقدر بـ14 شاحنة، بينما تتجاوز الشاحنات عبر (باب الهوى) شهرياً الـ1000 شاحنة».
ويعيش في مناطق شمال غربي سوريا نحو 4 ملايين ونصف المليون نسمة، نصفهم نازحون من مناطق مختلفة في سوريا، ويقيمون في مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، ويعتمدون في معيشتهم، على المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من «برنامج الأمم المتحدة»، ونحو 83 في المائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.