هدوء حذر في «الهول» شمال شرقي سوريا بعد اشتباكات دامية

«قسد» فرضت حظر تجول في المنطقة

TT

هدوء حذر في «الهول» شمال شرقي سوريا بعد اشتباكات دامية

ساد هدوء حذر في مخيم الهول شمال شرقي سوريا بعد اشتباكات دامية بين قوى الأمن الداخلي (أسايش) التابعة للإدارة الذاتية وخلايا موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي، أسفرت عنها سقوط قتلى وجرحى على خلفية تمرد مسلح قادها عناصر تلك الخلايا والاشتباكات والمواجهات العنيفة التي اندلعت قبل يومين، تركزت في القسمين الرابع والخامس من المخيم واستخدمت خلالها المجموعات النائمة قذائف من طراز (آر بي جي).
وفرضت قوات التحالف الدولي وقوات مكافحة الإرهاب والتدخل السريع التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) حظراً على بلدة الهول المجاورة للمخيم في ظل استمرار التوتر، تزامن مع تحليق طيران مروحي حربي وطائرات استطلاع تابعة للتحالف لحماية أجواء المنطقة، وقال علي حاجو رئيس دائرة الداخلية لدى الإدارة الذاتية لـ«الشرق الأوسط» إن مخيم الهول شهد تحركات مريبة لخلايا التنظيم: «لإحداث اختراق أمني يشبه التخطيطات التي جرت قبل عدة أشهر من أحداث سجن غويران».
وعن الحصيلة البشرية للاشتباكات التي استمرت لساعات، قال: «حصيلة الاشتباكات بين قوى الأمن وعناصر (داعش) أسفرت عن مقتل أحد أفراد الخلية وإصابة آخرين»، دون تحديد العدد، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار في تقرير نشر على موقعه الرسمي إلى أن الحصيلة النهائية بلغت بمقتل 3 مدنيين، وهم مواطنة وطفل ورجل وإصابة 4 نساء و6 أطفال، إضافةً إلى مقتل عنصر من خلايا التنظيم خلال المواجهات وإصابة 3 عناصر من (الأسايش) بجراح متفاوتة.
وتعرضت دورية أمينة في المخيم ليلة الاثنين 28 من الشهر الحالي أثناء تجولها ضمن أقسام المخيم؛ للاستهداف بأسلحة الكلاشنيكوف والمسدسات وقذائف من سلاح (آر بي جي)، لتدور اشتباكات بين قواتها وعناصر الخلية، وشدد المسؤول الأمني علي حجو: «الأجهزة الأمنية اتخذت جميع الإجراءات الأمنية والتدابير الاحترازية لمنع تفجير الأوضاع داخل المخيم، وتلاحق أنشطة الخلايا والمجموعات المتشبه به لحماية قاطنيه»، لافتاً إلى أن استمرارية تأمين المخيم تحتاج إلى جهود أمنية كبيرة وتتطلب تدخلاً دولياً من الحكومات المعنية بملف عائلات التنظيم القاطنين في المخيمات السورية شرق الفرات، وذكر المسؤول أن قوات الأمن حاصرت القسم الخامس أول من أمس وألقت القبض على شخص إرهابي كان يحاول تفجير نفسه بحزام ناسف، فيما دارت اشتباكات متقطعة باليوم نفسه مع مسلحين في القسم الرابع والخامس بمخيم الهول، «فرضنا تعزيز طوق أمني بشكل كامل حول المخيم لمنع هروب أي فرد من أعضاء الخلية لإلقاء القبض عليهم، ومنع حدوث تمرد وعصيان مسلح جديد».
وكرر مسؤولو الإدارة الذاتية والقيادة العامة لقوات «قسد» عن وجود معلومات استخباراتية تفيد بتحضيرات تقوم بها خلايا موالية لتنظيم «داعش» للسيطرة بشكل كامل على مخيم الهول، على غرار التمرد المسلح الذي شهده سجن الصناعة جنوب الحسكة قبل شهرين، وأكدت مصادر مطلعة أن جميع المنظمات الإنسانية العاملة الدولية منها والمحلية في المخيم، تعلق أنشطتها منذ بداية الهجوم نتيجة تدهور الوضع الأمني في المخيم المكتظ باللاجئين العراقيين والنازحين السوريين وعائلات وأسر عناصر التنظيم.
ويضم المخيم الواقع الذي يقع على نحو 45 كيلو متراً شرق محافظة الحسكة نحو 56 ألف شخصاً، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن 16 عاماً وفق الأمم المتحدة، كما يضمّ نحو 10 آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة، وشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تضمنت عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه.


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.