«إهانة للإنسانية»... ضحايا إبستين ينتقدون ظهور أندرو إلى جانب الملكة إليزابيث

الملكة البريطانية إليزابيث تظهر إلى جانب ابنها الأمير أندرو في حفل تأبين لزوجها الراحل فيليب (أ.ب)
الملكة البريطانية إليزابيث تظهر إلى جانب ابنها الأمير أندرو في حفل تأبين لزوجها الراحل فيليب (أ.ب)
TT

«إهانة للإنسانية»... ضحايا إبستين ينتقدون ظهور أندرو إلى جانب الملكة إليزابيث

الملكة البريطانية إليزابيث تظهر إلى جانب ابنها الأمير أندرو في حفل تأبين لزوجها الراحل فيليب (أ.ب)
الملكة البريطانية إليزابيث تظهر إلى جانب ابنها الأمير أندرو في حفل تأبين لزوجها الراحل فيليب (أ.ب)

ظهر الأمير البريطاني أندرو علناً لأول مرة منذ تسوية قضية اغتصاب مع فيرجينيا روبرتس جوفري، إحدى ضحايا عصابة الاتجار بالبشر الخاصة بجيفري إبستين - التي اتهمت أيضاً الأمير البالغ من العمر 62 عاماً بالاعتداء الجنسي، وفقاً لصحيفة «ديلي بيست».
اصطحب دوق يورك والدته، الملكة إليزابيث الثانية، إلى حفل تأبين لزوجها الراحل، الأمير فيليب، في وستمنستر آبي - وهي خطوة اعتبرها مراقبو العائلة المالكة بمثابة عرض من الملكة لدعم ابنها الثاني، الذي غالباً ما يوصف بأنه المفضل لديها، ومحاولة مستعجلة لإعادة تأهيله.

نظراً لأن ظهور أندرو أثار الدهشة والجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول بعض الناجين من مخططات إبستين للاتجار بالبشر، بالإضافة إلى محامي الضحايا، إنهم شعروا بالانزعاج أيضاً من خطوة الملكة.
جولييت براينت، إحدى الناجيات من إساءة معاملة إبستين، رأت أن أول ظهور لأندرو بعد التسوية ومرافقة والدته في هذا الحدث يشكل «صفعة على وجه الضحايا».
وقالت براينت لصحيفة «ديلي بيست»: «إنها ليست إهانة للضحايا فقط - إنها إهانة كاملة للإنسانية... من الواضح أنهم لا يشعرون بأي شيء رغم كل الألم الذي تسببوا فيه. ولكن مرة أخرى، ألم يفعلوا دائماً كما يحلو لهم؟».

ماريا فارمر، التي تقول إن إبستين وشريكته المدانة الآن وصديقته السابقة غيسلين ماكسويل أساء معاملتها في التسعينيات، وصفت قرار الملكة دعم أندرو على أنه «إهانة رهيبة»، وقالت إنها تشعر بأن ذلك «يدعم» الاعتداء الجنسي الذي اتُهم به.
وقالت فارمر لموقع «ديلي بيست»: «هذه المجموعة معتادة جداً على فعل ما تريد... الآن أصواتنا تغير ذلك... اعترف بالذنب... هذا انتصار كبير للضحايا. أنا فخور جداً بفيرجينيا. كلنا ندعمها، فهي تستحق أن تُعامل باحترام».
في غضون ذلك، قال سبنسر كوفين، المحامي الذي يمثل العديد من ضحايا إبستين: «من المؤسف أن الملكة لا تأخذ على محمل الجد القضايا المتعلقة بابنها. بينما يحزن العالم على فقدان الأمير فيليب، يجب عليها فصل نفسها عن أي إشارة ضمنية إلى موافقتها على سلوك ابنها».

وعبرت ماريجكي تشارتوني، ضحية أخرى لإبستين، عن الموقف بصراحة، وقالت: «إن التقاط صورة عامة مع أمه لا ينفي حقيقة عدم تعاطف أي منهما مع ضحايا إبستين... هذا فقط يعزز الحجة القائلة بأن العائلة المالكة غير مرتبطة بهذا اليوم والعصر».

قبل ستة أسابيع فقط، وافق أندرو على دفع نحو 14 مليون دولار لجوفري لإنهاء الدعوى القضائية. وكانت قد اتهمته باغتصابها ثلاث مرات عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.
كجزء من التسوية، أصدر الدوق بياناً قال فيه إنه «يأسف لارتباطه بإبستين» و«يتعهد بإظهار أسفه لارتباطه بإبستين من خلال دعم مكافحة شرور الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي، ودعم الضحايا».


مقالات ذات صلة

ضحية حادث الاغتصاب الجماعي في فرنسا تتحدث عن «محاكمة جبانة»

أوروبا جيزيل بيليكو (أ.ف.ب)

ضحية حادث الاغتصاب الجماعي في فرنسا تتحدث عن «محاكمة جبانة»

انتقدت ضحية حادث الاغتصاب الجماعي، جيزيل بيليكو، بشدة شهادة عدد من المتهمين في المحاكمة المتعلقة بعدد من جرائم الاغتصاب في جنوب فرنسا.

«الشرق الأوسط» (أفينون (فرنسا))
الولايات المتحدة​ بيت هيغسيث خلال مقابلة سابقة مع ترمب في 2017 (رويترز)

فريق ترمب يراجع ترشيح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع

استُبعد هيغسيث من حفل تنصيب بايدن في عام 2021، بسبب وشم لشعار يرفعه متطرفون بيض.

إيلي يوسف (واشنطن)
شمال افريقيا محمد الفايد (رويترز)

3 نساء يتهمن شقيق محمد الفايد باغتصابهن

اتهمت 3 نساء كنّ يعملن في متجر «هارودز» في لندن، صلاح الفايد، شقيق محمد الفايد، باغتصابهن عندما كان الرجلان يملكان المتجر الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم محمد الفايد (أ.ف.ب)

موظفة سابقة في «هارودز» تتهم الفايد بالاتجار بالبشر

في سياق الاتهامات الأخيرة المثيرة للجدل ضد الملياردير الراحل محمد الفايد، رفعت موظفة سابقة دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة، تتهم فيها…

العالم  
المديرة التنفيذية لـ«يونيسف» كاثرين راسل (الأمم المتحدة)

«يونيسف»: تعرّض واحدة من كل 8 نساء لاعتداء جنسي قبل ‏بلوغها 18 عاماً

تعرّضت أكثر من 370 مليون فتاة وامرأة في مختلف أنحاء العالم للاغتصاب أو لاعتداءات جنسية خلال طفولتهن أو مراهقتهن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.