قتلى في اشتباكات بين القوات الكردية و{خلايا داعش} في مخيم الهول

«قسد» تفرض حظراً للتجول في ريف دير الزور الشرقي

مقاتل من {قوات سوريا الديمقراطية} يراقب من منطقة الهول في الحسكة عملية إنشاء جدار اسمنتي على الحدود العراقية (أ.ف.ب)
مقاتل من {قوات سوريا الديمقراطية} يراقب من منطقة الهول في الحسكة عملية إنشاء جدار اسمنتي على الحدود العراقية (أ.ف.ب)
TT

قتلى في اشتباكات بين القوات الكردية و{خلايا داعش} في مخيم الهول

مقاتل من {قوات سوريا الديمقراطية} يراقب من منطقة الهول في الحسكة عملية إنشاء جدار اسمنتي على الحدود العراقية (أ.ف.ب)
مقاتل من {قوات سوريا الديمقراطية} يراقب من منطقة الهول في الحسكة عملية إنشاء جدار اسمنتي على الحدود العراقية (أ.ف.ب)

قتل ثلاثة أشخاص بينهم امراة وطفل خلال اشتباكات بين قوات الأمن الكردية و{خلايا} تابعة لتنظيم {داعش} داخل مخيم الهول المكتظ في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء.
ويؤوي المخيم الواقع في محافظة الحسكة نحو 56 ألف شخص، أكثر من نصفهم دون 18 عاماً، وفق الأمم المتحدة. ويضمّ نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه.
وأفاد المرصد عن توتر في مخيم الهول منذ الإثنين على خلفية اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن الكردية (الأسايش) المسؤولة عن أمن المخيم، و{خلايا} تابعة للتنظيم المتطرف.
وأسفرت المواجهات التي استخدمت خلالها بحسب المرصد قذائف صاروخية، عن مقتل امرأة وطفل، إضافة الى عنصر من خلايا التنظيم. كما أدت إلى إصابة أربع نساء وستة أطفال.
وفرضت قوات التحالف الدولي و{قوات سوريا الديمقراطية} حظر تجوال في المخيم ومحيطه، وفق المرصد، تزامناً مع تحليق مروحيات وطائرات استطلاع تابعة للتحالف في المنطقة.في غضون ذلك، واصلت المدارس والمجمعات التربوية، للأسبوع الثاني، إضراباً عاماً يتجه للاستمرار في بعض المدن والبلدات الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرق الفرات، بعد إعلان عدد من المعلمين والمجمعات التربوية بريف دير الزور الشرقي وأرياف الرقة والحسكة التوقف عن التدريس والدوام، احتجاجاً على تردي الواقع التعليمي، وتدني الرواتب الشهرية، وتدهور الأوضاع المعيشية.وأعلن الكادر التدريسي في بلدة منبج وريفها بريف محافظة حلب الشرقي عن بدء إضراب شامل، وطالبوا في بيان برفع رواتب المعلمين وتحسين العملية التربوية، ونشرت صفحات محلية وحسابات نشطاء صوراً قالوا إنها من الإضراب، جاءت بعد أيام من إعلان مماثل من الكادر التعليمي في مدارس بلدات سويدان جزيرة ودرنج والجرذي والبحرة وجديدة عكيدات بريف محافظة دير الزور الشرقي، حيث نشرت صفحات ومواقع إخبارية سورية مقاطع فيديو تظهر مجموعة من المعلمين يقرأون بياناً وإعلاناً عن إضراب عام حتى تحقيق مطالبهم.
ومن بين تلك المطالب التي أعلنها الكوادر التدريسية، زيادة الأجور والرواتب حتى تتماشى مع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل انخفاض الليرة السورية، وتتماشى بالحد الأدنى مع تدهور الوضع المعيشي الذي تشهده المنطقة وسوريا عموماً، التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في السلع والمواد التموينية والأساسية، كما طالبوا بتوفير نقابة للمعلمين، وأن تكون الطبابة مجانية، وإصلاح دورات المياه، وتوظيف حراس وعاملين لحماية المدارس والمجمعات التربوية، وضرورة تطبيق قانون العاملين، والسماح للمنظمات المدنية بالمساعدة في القطاع لتحسين واقع التعليم والمدارس.
وشارك معلمو ريف الرقة الغربي وبلدة الطبقة في الإضراب مطالبين برفع الأجور والرواتب الشهرية، حيث أغلقت كافة المدارس والمجمعات التربوية في تلك المناطق لتشارك في الإضراب، وقالوا في بيان منشور، إنه مستمر حتى إشعار آخر حتى تلبية مطالبهم من قبل هيئة التربية والتعليم التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، لتحمل واجباتها ومسؤولياتها تجاه القطاع التعليمي والكوادر التدريسية.
ويتقاضى المدرس راتباً شهرياً نحو 260 ألف ليرة سورية، ما يعادل 60 دولاراً أميركياً، ويبلغ عدد الطلاب في ريف دير الزور 300 ألف موزعين على 400 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، أما عدد المعلمين فيبلغ نحو 1667 معلماً ومعلمة، ونقل كمال الموسى رئيس لجنة التربية والتعليم بريف دير الزور التابعة للمجلس المدني، أنهم رفعوا شكاوى المعلمين لإدارة التربية والتعليم في الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية: «هناك نقاشات جدية من أجل الوقوف على مطالب المعلمين، ما زلنا نستكمل لقاءاتنا لإيجاد حلول مناسبة بهدف تحسين سير العملية التعليمية».
وقال مصدر تربوي مسؤول بريف دير الزور الشرقي، إنهم طالبوا لجنة التربية بزيادة كمية القرطاسية المرسلة للمراكز التربوية، وتزويد المدارس بوسائل تعليمية حديثة لرفع مستوى العملية التعليمية، وتخصيص ميزانية مالية لتبديل وتغير المقاعد، وشراء نثريات مالية للمدارس، وتعبئة مياه صالحة للشرب في دورات المياه، إضافة إلى صرف رواتب بدل الأمومة، إلى جانب تعويض المدرسين في مدارس بعيدة، وتأمين سيارات نقل، واستكمال أثاث المدارس من خزانات الأوراق، وتعيين مرشد نفسي واجتماعي لمساعدة الطلاب على تجاوز الأطفال سنوات الحرب، وإدخال مادة التربية الإسلامية في المناهج الدراسية.
في سياق متصل، شاركت أربعة مجمعات تربوية بريف محافظة الحسكة الجنوبي في الإضراب الذي دخل أسبوعه الثاني، وأعلنت بلدات الشدادي ومركدة وأبو حامضة والعريشة في الإضراب، وقال مصدر مشارك، إن هنالك أكثر من 1500 معلم في الشدادي لوحدها موزعين على 200 مدرسة، في حين يوجد في مركدة نحو 600 معلم يتوزعون على أكثر من 50 مدرسة، ويوجد 300 معلم في بلدة أبو حامضة يدرسون في أكثر من 30 مدرسة ، وتوجد أعداد مماثلة في مجمع العريشة التربوي، وطالب المصدر ذاته بإنشاء مشروعات تنموية لدعم المعلمين وتنمية مهاراتهم واختصاصاتهم، وتجهيز صيدلية نقابية مدعومة من قبل اتحاد المعلمين في كل منطقة، وتأمين دعم للأنشطة الرياضية والثقافية للمعلمين والتلاميذ.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.