القضاء الجزائري يلتمس السجن 10 سنوات ضد وزيرة سابقة

الوزيرة المتهمة خليدة تومي (الشرق الأوسط)
الوزيرة المتهمة خليدة تومي (الشرق الأوسط)
TT

القضاء الجزائري يلتمس السجن 10 سنوات ضد وزيرة سابقة

الوزيرة المتهمة خليدة تومي (الشرق الأوسط)
الوزيرة المتهمة خليدة تومي (الشرق الأوسط)

طالبت النيابة بأحد محاكم العاصمة الجزائرية، أمس، بسجن وزيرة الثقافة السابقة، خليدة تومي، 10 سنوات مع التنفيذ، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة تعادل 7 آلاف دولار، بتهم مرتبطة بالفساد في تظاهرات ثقافية؛ بعضها يعود إلى 10 سنوات.
وواصل ممثل النيابة مرافعاته طول النهار، وخصت أيضاً مسؤولين بقطاع الثقافة متهمين بالفساد كذلك. ويرتقب أن تنطق المحكمة بأحكامها في غضون أيام، بعد أن وضعت القضية في المداولة.
وتتعلق التهم أساساً بـ«تبديد المال العام، وسوء استغلال الوظيفة، ومنح امتيازات غير مستحقة»، وهي أفعال تقع تحت طائلة «قانون مكافحة الفساد والوقاية منه»، الذي يستثني المدانين بالرشوة من العفو الرئاسي، بعكس المتهمين في قضايا أخرى كثيرة.
وتمثلت الوقائع في تمويل تظاهرات «الجزائر عاصمة الثقافة العربية» عام 2007، و«المهرجان الأفريقي» عام 2009، و«تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية» في 2011، وكذا مشروع فيلم حول «الأمير عبد القادر» قائد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي في القرن الـ19، الذي أوقف تصويره.
وأكدت تومي خلال دفاعها عن نفسها أنها بصفتها وزيرة «وضعت الخطوط الكبيرة لهذه الأحداث الثقافية، ولم أتدخل مطلقاً في الجوانب المالية، بدليل أن التحقيقات الأمنية والقضائية لم تذكر إطلاقاً أنني حصلت على منافع مادية شخصية من وراء هذه التظاهرات، التي أرادها الرئيس (الراحل) عبد العزيز بوتفليقة». كما قالت إنها «ضحية جهات سياسية استهدفتني لأنني امرأة».
وطالب فريق الدفاع، برئاسة المحامي الحقوقي بوجمعة غشير، بتبرئة تومي من تهمة الفساد. وعد محاموها التماسات النيابة «قاسية جداً قياساً إلى فراغ الملف من أي وقائع تفيد بأن موكلتنا ضالعة في وقائع رشى».
وفي قضية فساد أخرى، استعاد رجل الأعمال عمر حمادي حريته أمس، على أثر حكم يغطي العقوبة التي قضاها في السجن. وقد أدانته محكمة الاستئناف بالعاصمة، أول من أمس، بالسجن 5 سنوات؛ منها عامان ونصف موقوفة التنفيذ. كما حكمت على أخويه عبد الرحمن وإسماعيل، وهما من رجال الأعمال أيضاً، بالسجن عامين مع وقف التنفيذ. وقد كانا في حالة إفراج أثناء مثولهما للمحاكمة. واتُّهم الإخوة مالكو «مجموعة كوندورز إلكترونيكس»، المختصة في المنتجات الإلكترونية، بالفساد والتهرب من الضرائب. وحاكم القضاء معهم مسؤولين بمحافظات تابعين للجمارك ومصالح أملاك الدولة.
وكان أكبر «الأشقاء بن حمادي»؛ موسى، وزير الاتصالات سابقاً، متهماً في القضية نفسها، وتوفي في يوليو (تموز) 2020 في السجن متأثراً بمضاعفات الإصابة بفيروس «كورونا»، وقد كان أحد المقربين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
ومنذ استقالة بوتفليقة في أبريل (نيسان) 2019 تحت ضغط الحراك الاحتجاجي، أطلق القضاء الجزائري تحقيقات، وأصدر أحكاماً في حق مسؤولين سياسيين سابقين ورجال أعمال. واتهم معظم هؤلاء في قضايا تتعلق بالفساد، والاستفادة من العلاقات مع رئيس الدولة السابق ومحيطه للحصول على امتيازات، أو إبرام صفقات مع الدولة.
إلى ذلك، شدد الرئيس عبد المجيد تبون، في ختام اجتماع مجلس الوزراء مساء أول من أمس، على «إحداث قطيعة تامة ونهائية مع كل التناقضات والممارسات التي عرفتها الجزائر في العهد السابق، للمرور بنجاح إلى مرحلة اقتصادية وتنموية جديدة».
وبحث الاجتماع «توفير كل الشروط التنظيمية والمؤطِرة لمختلف النشاطات الاقتصادية، باعتبار أن هذا المجال يُعد عهداً جديداً في التعاملات، ولا سيما مع المحيط الأفريقي وأسواقه»، حسبما جاء على لسان الرئيس، الذي أمر حكومته بـ«إيلاء أهمية قصوى لمحاربة حيل التهريب، حفاظاً على قدراتنا الاقتصادية، خصوصاً في ظل التقلبات العالمية غير المسبوقة». وأكد على «أهمية التنفيذ الصارم لإجراءات منع تصدير المواد الغذائية الأساسية».
وخلفت هذه الإجراءات قلقاً وسط المصدرين الخواص، النشطين في مجال الصناعات الغذائية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.