أعراض «كورونا طويل الأمد» تختلف حسب السلالة

مصاب بفيروس كورونا يتلقى العلاج داخل أحد المستشفيات بلندن (أ.ب)
مصاب بفيروس كورونا يتلقى العلاج داخل أحد المستشفيات بلندن (أ.ب)
TT

أعراض «كورونا طويل الأمد» تختلف حسب السلالة

مصاب بفيروس كورونا يتلقى العلاج داخل أحد المستشفيات بلندن (أ.ب)
مصاب بفيروس كورونا يتلقى العلاج داخل أحد المستشفيات بلندن (أ.ب)

أكدت دراسة جديدة أن أعراض «كورونا طويل الأمد» تختلف باختلاف سلالة الفيروس التي أصيب بها الشخص.
ويعني «كورونا طويل الأمد» استمرار بعض أعراض الفيروس لدى المصابين به بعد أشهر من التعافي.
وأبلغ معظم المرضى عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.
وتم الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.
وبحسب صحيفة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أجرت الدراسة الجديدة بواسطة باحثين في جامعة فلورنسا ومستشفى جامعة كاريغي في إيطاليا.
وشملت الدراسة 428 مريضاً عولجوا من فيروس كورونا في مستشفى جامعة كاريغي بين يونيو (حزيران) 2020 ويونيو 2021. في تلك الفترة، كان الفيروس في شكله الأصلي، جنباً إلى جنب مع متغير «ألفا» هما المهيمنان على الإصابات.
وأفاد ما لا يقل عن ثلاثة أرباع المرضى بوجود عرض واحد مستمر على الأقل بعد أشهر من التعافي. وكانت الأعراض الأكثر شيوعاً بين أولئك المرضى هي ضيق التنفس (37 في المائة) والإرهاق المزمن (36 في المائة)، ومشاكل النوم (16 في المائة)، وضباب الدماغ (13 في المائة) ومشاكل بصرية (13 في المائة).

وبعد إجراء مزيد من التقييم لأعراض «كورونا» طويلة الأمد، اكتشف الباحثون تغيراً جوهرياً في نمط المشكلات التي أبلغ عنها المرضى المصابون خلال الفترة بين مارس (آذار) وديسمبر (كانون الأول) 2020. عندما كان الفيروس الأصلي هو السائد، مقارنة مع تلك التي تم الإبلاغ عنها بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) 2021 عندما كان متغير «ألفا» هو السائد.
فقد اشتكى معظم المصابين بمتغير «ألفا» من آلام العضلات، والأرق، وضباب الدماغ، والقلق والاكتئاب، في حين لم يشكوا من فقدان حاسة الشم، وتشوه حاسة التذوق وضعف السمع، والتي عانى منها الكثير من المصابين بالسلالة الأصلية.
وأشار تحليل الباحثين أيضاً إلى أن الأفراد الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية الشديدة، والذين يحتاجون إلى عقاقير مثبطة للمناعة مثل توسيليزوماب، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض طويلة الأمد بست مرات، وأولئك الذين عولجوا باستخدام أجهزة الأكسجين عالية التدفق كانوا أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة للمعاناة من أعراض طويلة المدى.
وأشار البيان أيضاً إلى أن النساء كانوا أكثر عرضة مرتين من الرجال للإبلاغ عن الأعراض المستمرة لأشهر.
ومن جهة أخرى، لاحظ المؤلفون أن مرضى السكري من النوع الثاني كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض «كورونا» طويلة الأمد، وقالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه النتيجة بشكل أفضل.
وقال الدكتور ميشيل سبينيسي، الذي قاد فريق الدراسة، في البيان: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين (كورونا طويل الأمد) والمتغيرات المختلفة من الفيروس. يجب أن تركز الأبحاث المستقبلية على الآثار المحتملة للمتغيرات المثيرة للقلق على المدى الطويل، وكيفية تأثير التطعيم على هذه الآثار المحتملة والأعراض المستمرة».
ومن المنتظر أن تعرض الدراسة في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ECCMID 2022) في لشبونة الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.