سمر شِشّة: الحراك الفني في المملكة يبعث على الأمل

الفنانة السعودية تطمح للعالمية عبر أعمالها

الفنانة السعودية سمر شِشّة (حسابها على إنستغرام)
الفنانة السعودية سمر شِشّة (حسابها على إنستغرام)
TT

سمر شِشّة: الحراك الفني في المملكة يبعث على الأمل

الفنانة السعودية سمر شِشّة (حسابها على إنستغرام)
الفنانة السعودية سمر شِشّة (حسابها على إنستغرام)

قالت الفنانة السعودية سمر شِشّة إنّها تحمّست للمشاركة في مسلسل «جميل جداً»، الذي عُرض أخيراً على منصة «شاهد»، بسبب جودة النص.
وجسدت شِشّة في المسلسل دور «شهد» ابنة خالة «جميل» وصديقة الطفولة، التي تدرس بكلية الطب في نيوزيلندا، وكانت من أقرب الناس لـ«جميل» رغم اختلافهما في بعض الأمور.
ووصفت شِشّة، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، الحراك الفني الذي تشهده المملكة منذ فترة بأنّه «منعش ويبعث على الأمل والتطلع للمستقبل»، وأضافت أنّ «هذا الحراك حقق زخماً فنياً عاماً، وليس فقط في مجال صناعة الأفلام، خلال وقت قصير، وأتمنى أن تكتمل هذه الصورة بوجود نقاد موضوعيين، مع نشر ثقافة النقد وقبوله مجتمعياً».
وقالت الفنانة الشابة إنّها وقعت في غرام الكاميرا والتمثيل منذ عام 2013، لدى تعاونها الفني مع المخرج محمود صباغ، قبل أن تسافر لاحقاً إلى مدينة لوس أنجليس الأميركية، لدراسة التمثيل، من ثمّ شاركت بالتمثيل في الفيلم القصير «جدة بعد منتصف الليل» من إخراج عبد الله القرشي، وحينذاك قررت احتراف التمثيل بقية حياتي.
ونفت سمر شِشّة وجود معوقات واجهتها في بدايتها الفنية، مؤكدة أنّها «حظيت بدعم جميع الجهات السعودية».
وتطمح سمر للوصول للعالمية عبر أعمالها وتمثيل المملكة محلياً ودولياً، وذلك من خلال وجودها على الساحة مخرجة ومنتجة وممثلة، وقد كشفت أنّ أكثر لون فني تفضله هو «الكوميديا السوداء».
وتحدثت الفنانة السعودية عن تجربتها في الإنتاج، مشيرة إلى أنّها لا تحب الحديث عنها كثيراً لأنّها كانت تجربة واحدة، تهديها للفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
وترحّب سمر بالعمل خارج حدود الوطن لإيمانها الكامل بأن «الفن ليس له وطن، بل هو انفتاح على الثقافات كافة»، حسب تعبيرها؛ قائلة إنّ «العالم قرية صغيرة»، لافتة إلى أنّه يوجد «الكثير من القضايا التي تود طرحها، لكنّ أكثر ما يشغلها كممثلة هو القضايا التي تتعلق بالموت والحياة».
وتحرص سمر على الوجود عبر جميع الفنون، فقد شاركت في مسرحية «الدائرة المستقيمة»، وهي مسرحية عبثية ذات فصل واحد من كتابة أمل الحربي وإخراج فاطمة البنوي، وشاركت في إنتاج مسرحية «رحلة الست» التي كانت تعرض ضمن عروض موسم الرياض.
ولفتت سمر إلى إعجابها الشديد بتفاصيل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي شاركت في نسخته الأولى، عبر فيلمي «كيان»، و«مسكون»، معتبرة مشاركتها به «إيجابية للغاية»، قائلة: «لمست ردة فعل قوية من المتابعين، وتلقيت إشادات لافتة من الجمهور الذي شاهد العملين، لذلك أتطلع إلى أن تتكرر الحالة ذاتها مع عرض فيلم (كيان) من إخراج حكيم جمعة، وشريك البطولة أيمن مطهر، عبر منصة (شاهد) خلال الفترة المقبلة».
وأفادت بأنّها تعكف حالياً على كتابة بعض الأعمال الجديدة: «أعمل على كتابة فيلم قصير، ومسلسل قصير، بجانب التمثيل في أعمال لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيلها حالياً».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».