جهود أميركية وأممية لمعالجة الأزمة اليمنية قبل كامب ديفيد

«هيومان رايتس ووتش» تتهم الحوثيين بارتكاب جرائم حرب في اليمن

جهود أميركية وأممية لمعالجة الأزمة اليمنية قبل كامب ديفيد
TT

جهود أميركية وأممية لمعالجة الأزمة اليمنية قبل كامب ديفيد

جهود أميركية وأممية لمعالجة الأزمة اليمنية قبل كامب ديفيد

كثف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثاته في العاصمة السعودية الرياض، مع المسؤولين السعوديين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمسؤولين اليمنيين.
وقد التقى الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مع مبعوث الأمم المتحدة، وبحث معه جهود استئناف العملية السياسية في ضوء المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن. ويخطط ولد الشيخ أحمد للسفر من الرياض إلى عواصم إقليمية أخرى لإجراء مزيد من المشاورات، حيث تسعى الأمم المتحدة إلى تنظيم مؤتمر يتم عقده في «أرض محايدة» لمناقشة الأزمة اليمنية.
ورفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجريك التعليق على إمكانية أن يجري إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات في إيران. وقال «مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يجري محادثات مكثفة في المنطقة، ويتحدث إلى لاعبين أساسيين، لكني لا أستطيع تأكيد أنه سيقوم بزيارة طهران». وأكد دوجريك أن جهودا مكثفة تجري للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية وتحديد مكان لعقد المحادثات والمفاوضات.
بينما تهرب جيف راثكي، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، من الإجابة عن موقف الولايات المتحدة من قبول مشاركة إيران في أي مفاوضات تتعلق بتنفيذ الهدنة المقترحة أو مفاوضات لتسوية سلمية في اليمن. وقال راثكي «عملية التوصل إلى تسوية سلمية تتم وفق اتفاق إطاري تقوده الأمم المتحدة، وسيعقد مؤتمر في الرياض في السابع عشر من الشهر الحالي لمناقشة كيفية استئناف المفاوضات، وموقفنا هو دعوة كل من له نفوذ على الحوثيين لاستغلال هذا النفوذ للدفع في مسار التسوية السلمية».
ويأتي النشاط الدبلوماسي الأميركي قبل أيام قليلة من عقد قمة كامب ديفيد التي يستضيف فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تؤكد الإدارة الأميركية رغبتها في وضع حد للأزمة اليمنية وطمأنة دول الخليج حول نتائج المفاوضات التي تعقدها الولايات المتحدة ضمن مجموعة «5+1» مع إيران حول برنامجها النووي ومنعها من إمكانية امتلاك سلاح نووي. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن دول الخليج تطرح مطالبات حازمة للحصول على أنظمة أسلحة جديدة وضمانات أمنية من البيت الأبيض تشمل طائرات مقاتلة وبطاريات صواريخ ومعدات استطلاع إضافية متنوعة.
في غضون ذلك، حذرت 22 منظمة إغاثة إنسانية من أن عمليات توفير المساعدات وأعمال الإغاثة الطارئة في اليمن قد تتوقف بسبب نقص الوقود. وأوضحت النقص الكبير في الغذاء والماء والوقود مع انهيار الخدمات الأساسية في كل من عدن وصعدة والمحافظات الأخرى. وناشدت المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي وضع حد للحصار الجوي والبحري وفتح الطرق لوصول آمن للقوافل الطبية والإنسانية. وأشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى في اليمن قد بلغ 1200 شخص مند اندلاع الضربات العسكرية في 19 مارس (آذار) الماضي. واتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» القوات الموالية للحوثيين بارتكاب جرائم حرب ومنع عمال الإغاثة من تقديم الإمدادات الطبية للمصابين في عدن خلال الشهر الماضي.
بينما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن الجانب الأميركي يدفع لحث المتمردين الحوثيين على قبول عرض الهدنة التي عرضها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، والامتثال لمساعي إجراء المفاوضات السياسية التي يقودها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال موقفنا ثابتا، وهو أننا ندعو الحوثيين لوقف العدوان العسكري والعثور على طريق للعودة إلى طاولة المفاوضات».
وقد أرسل سفير اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، أول من أمس الأربعاء، رسالة إلى السفيرة ريموندا مورموكايتي، مندوبة ليتوانيا لدى الأمم المتحدة، التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن، مطالبا فيها المجتمع الدولي بالتدخل بقوات برية لإنقاذ اليمن، خاصة في مدينتي تعز وعدن. وطالب اليماني في رسالته المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بالعمل على توثيق الانتهاكات الهمجية التي تمارسها قوات الحوثي ضد السكان المدنيين. واتهم اليماني الحوثيين بقتل الأبرياء من المدنيين وعرقلة وصول الفرق الطبية والمساعدات الإنسانية. وتعهد بأن حكومته ستستخدم كل السبل لتقديم الحوثيين والقوات المؤيدة للرئيس السابق علي عبد الله صالح للعدالة الدولية كمجرمي حرب.
واستبعد دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة أن يناقش مجلس الأمن المقترح اليمني بالتدخل البري الدولي لإنقاذ اليمن، واستبعد أن يلقى المقترح أي استجابة من الدول الأعضاء بالمجلس وبصفة خاصة الدول دائمة العضوية، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس الأمن يلقون رهانا كبيرا على نجاح جهود المبعوث الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن للتوصل إلى حل سياسي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.