الصين تعتبر الاتهامات الأطلسية بدعم روسيا «نشراً للتضليل»

جونسون وبايدن يستمعان إلى كلمة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ببروكسل اليوم (أ.ف.ب)
جونسون وبايدن يستمعان إلى كلمة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ببروكسل اليوم (أ.ف.ب)
TT

الصين تعتبر الاتهامات الأطلسية بدعم روسيا «نشراً للتضليل»

جونسون وبايدن يستمعان إلى كلمة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ببروكسل اليوم (أ.ف.ب)
جونسون وبايدن يستمعان إلى كلمة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ببروكسل اليوم (أ.ف.ب)

اعتبرت الصين، اليوم الخميس أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «ينشر التضليل»، وذلك رداً على اتهامه لها بتوفير دعم لروسيا خلال غزوها لأوكرانيا، في ظل ضغوط غربية متنامية على بكين لإبعادها عن موسكو.
ورفضت الصين إلى الآن أن تدين بصراحة الهجوم الذي تشنه حليفتها روسيا على جارتها الغربية، كما تتأخر عن دول عدة في توفير مساعدة إنسانية لكييف.
واتهم ستولتنبرغ، أمس الأربعاء الصين بدعم روسيا سياسياً من خلال «نشر أكاذيب صارخة ومعلومات مضللة»، وحذّرها من توفير دعم مادي لنشاطاتها الحربية.
ورداً على ذلك، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين الخميس أن اتهام بكين بدعم موسكو «عبر الترويج لمعلومات خاطئة بشأن أوكرانيا، هو في ذاته نشر للتضليل».
وشدد خلال ندوة صحافية دورية على أن موقف الصين «يتناسق مع رغبات معظم الدول أي اتهامات غير مبررة أو شكوك حيال الصين ستُهزم».
وأضاف: «لقد كررنا مراراً بأن أوكرانيا يجب أن تصبح جسراً بين الشرق والغرب، بدلاً من أن تكون على الجبهة في لعبة بين القوى العظمى».
وسبق لواشنطن أن أثارت مخاوف بشأن إمكان لجوء بكين إلى مساعدة موسكو مع احتدام النزاع في أوكرانيا. إلا أن مسؤولاً أميركياً أكد الثلاثاء ألا دليل لدى الولايات المتحدة حتى الآن على إرسال بكين شحنات أسلحة إلى موسكو.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان: «لم نر أي تزويد بمعدات عسكرية من قبل الصين إلى روسيا. لكن بالطبع هذا أمر نقوم بمراقبته عن كثب».
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر نظيره الصيني شي جينبينغ خلال مكالمة الجمعة من «عواقب» ستواجهها الصين في حال ساعدت جارتها روسيا في حربها.
وقال ستولتنبرغ الأربعاء إن «الصين وفرت لروسيا الدعم السياسي ومن ضمنه نشر أكاذيب صارخة ومعلومات مضللة. الحلفاء قلقون من احتمال قيام الصين بتوفير الدعم المادي للغزو الروسي».
وأتت تصريحات الأمين العام للحلف عشية اجتماع قمة طارئ يعقده قادته الخميس بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأضاف ستولتنبرغ: «أتوقع أن يدعو القادة الصين لتحمل مسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن الدولي، والامتناع عن دعم جهود موسكو الحربية، والانضمام إلى باقي دول العالم في الدعوة إلى نهاية فورية وسلمية لهذه الحرب».
وأبدت بكين بعد بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط)، استعدادها لأداء دور في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».