كاترين دينوف تعود إلى «كان» في جبة القاضية

آخر نجمات الستينات في فرنسا دخلت دورة في المحاكم

في «الرأس المرفوع» تؤدي دينوف دورًا جديدًا عليها ويتناسب مع سنها
في «الرأس المرفوع» تؤدي دينوف دورًا جديدًا عليها ويتناسب مع سنها
TT

كاترين دينوف تعود إلى «كان» في جبة القاضية

في «الرأس المرفوع» تؤدي دينوف دورًا جديدًا عليها ويتناسب مع سنها
في «الرأس المرفوع» تؤدي دينوف دورًا جديدًا عليها ويتناسب مع سنها

بعد أن كانت عضوًا في لجنة التحكيم قبل عقد من الزمان، تعود الممثلة كاترين دينوف، إيقونة السينما الفرنسية، إلى مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ68 التي تبدأ قريبًا، بطلة لفيلم الافتتاح الذي يحمل توقيع المخرجة إيمانويل بيركو. والفيلم يعرض خارج المسابقة الرسمية التي تضم 4 أفلام فرنسية.
في «الرأس المرفوع»، تؤدي دينوف دورًا جديدًا عليها ويتناسب مع سنها (71 عامًا)، وهو دور قاضية في محكمة للأحداث. وبهذه المناسبة، أدلت الممثلة بحديث إلى مجلة «إيل» الباريسية التي نشرتها مع صور التقطها المصور البريطاني ديفيد بيلي، الرجل الوحيد الذي كانت قد تزوجته في عام 1965 وعاشت معه سنتين ثم انفصلا ليتطلقا رسميًا بعد ذلك بخمس سنوات. وكان شاهدا الزواج المغني مايك جاغر، رئيس فريق «رولينغ ستون»، والممثلة فرنسواز دورلياك، شقيقة دينوف التي رحلت مبكرًا. ولم تلتقِ الممثلة الفرنسية بزوجها البريطاني منذ 20 عامًا. لذلك فإن لقاءهما والصور التي التقطها لها في المقابلة كانت هي الحدث، لا السين والجيم.
ارتبطت دينوف بالمخرج روجيه فاديم وأنجبت منه ابنها كريستيان. كما أنجبت ابنة من النجم الإيطالي الراحل مارشيلو ماستروياني هي كيارا، التي احترفت التمثيل مثل أبويها. لكن النجمة الشقراء ضربت ستارًا من التكتم على علاقاتها العاطفية، بعد ذلك، وكان من بين عشاقها الإعلامي بيير ليسكور، رئيس مهرجان «كان» حاليًا. وهي رغم شهرتها كامرأة جليدية المظهر، فإن دينوف شاركت في كل المعارك التي خاضتها الفرنسيات في سبيل المساواة، وناصرت المعارضين للنظام الكوبي، واستخدمت شهرتها للدفاع عن الصحافيين الفرنسيين المخطوفين، ودعمت المرشحة سيغولين روايال في حملتها للفوز بالرئاسة، عام 2007، ودافعت عن المهاجرين غير الشرعيين، وكانت حاضرة في قضايا المعاقين والمرضى المزمنين وغيرها من سجالات الحرية والحقوق المدنية.
عن آخر أفلامها الذي سيعرض في «كان»، ذكرت الممثلة في مقابلتها مع «إيل» أنها حضرت دورة تدريبية في محكمة للقاصرين، راقبت خلالها على مدى أيام عمل المدعين العامين والقضاة والمحامين، وتبادلت الحديث مع المربين والأطباء النفسيين. أما عن شريكها في البطولة، الفتى الذي ترك المدرسة بسبب صعوبات عائلية، فقالت إن المراهق لا يدرك الخطأ الذي يقع فيه حين يتخلى عن الدراسة، وهي ما زالت تشعر بالندم، لأنها قد قطعت تعليمها الثانوي لتعمل في السينما. أما عن تجربتها كعضو في لجنة تحكيم المهرجان، عام 1994، فيبدو أنها لم تكن مشجعة لأنها، بشكل عام، لا تميل إلى «المنافسة من أجل المنافسة»، أما الجوائز فهي لحظة قصيرة من السعادة لكنها لا تنفع في شيء، ولا تجعل من أحد ممثلاً جيدًا.
في تلك الدورة، كان رئيس اللجنة هو الممثل الأميركي كلينت إيستوود، وكانت اللغة الإنجليزية هي الدائرة في المداولات رغم أن عددًا من أعضاء اللجنة لا يفهمونها بشكل جيد، وقد وجدوا صعوبة في التعبير عن آرائهم، وبالتالي فإن الأفلام لم تأخذ حقها من الجدل وتبادل وجهات النظر. وللعلم، فإن الفيلم الفائز، يومها، كان أميركيًا وهو «بالب فيكشن».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».