أعلن معهد دبي للتصميم والابتكار عن تنظيم الدورة السادسة للمسابقة السنوية «مشروع فسحة التصميم»، وهي موجهة للطلبة في المراحل الثانوية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وتعمل المسابقة على تحفيز الطلبة في المراحل التعليمية السابقة للتعليم الجامعي لإبراز قدراتهم في مجال التصميم، حيث يكون عليهم تقديم الحلول لمجموعة من التحديات الواقعية التي تقدمها شركات عالمية في المنطقة.
متحف اللوفر أبوظبي وتحدي استغلال المساحات العامة (غيتي)
الحديث مع محمد عبد الله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، يأخذنا للبدايات وللأسس التي قام عليها المعهد المتميز على مستوى المنطقة العربية. يختار محدثي في بداية الحوار وقبل التعليق على المسابقة وتحدياتها التحدث عن معهد دبي للتصميم والابتكار ومدى اختلافه عن غيره: «نختلف عن الجامعات الأخرى في مجال التصميم، فالمعهد أساساً يركز على قطاع التصميم في الشرق الأوسط وحجم القطاع واحتياجاته والتحديات التي تواجهه». وبحسب دراسة أجريت في 2017، فهناك حاجة كبيرة لـ«متخصصين يعملون في قطاعات التصميم المختلفة، وقد حددت الدراسة الحاجة إلى نحو 30 ألف وظيفة مرتبطة بالتصميم في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وبالتالي كانت هناك حاجة لإيجاد مكان يُخرّج طلاباً ويرفد سوق العمل بمهارات قد لا تكون متوفرة في خريجي الجامعات في قطاع التصميم، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المعهد».
من إحدى الدورات السابقة لمسابقة «مشروع فسحة التصميم»
أنشئ المعهد بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية بارسونز للتصميم، ويوفر شهادة بكالوريوس في التصميم الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على مجالات تصميم المنتجات وتصميم الوسائط المتعددة وتصميم الأزياء وإدارة التصميم الاستراتيجي.
يشير إلى أن ما يميز المعهد أيضاً هو تعدد التخصصات لكل خريج: «اعتمدنا منهجاً يقوم على مفهوم cross concentration (التخصص المزدوج) وهو مزيج بين تخصصين ليراعي متطلبات سوق العمل». يضرب المثل بمجال تصميم الأزياء: إذا كان لدينا خريج أزياء Fashion، لكي يستطيع تصميم الملبوسات التقنية wearablesK لن يستطيع فقط بتخصص الأزياء، فمن الضروري هنا أن يدرس «مالتي ميديا ديزاين» (Multi Media Design) مع الأزياء لإنتاج الملبوسات التقنية.
يعرج بنا إلى فكرة برنامج «فسحة التصميم»، ويشير إلى أنها نبعت من الرغبة في توعية أولياء الأمور والطلاب بمتطلبات سوق العمل. ويضيف: «نسعى بشكل مستمر إلى تمكين الطلبة من امتلاك المهارات والإمكانات اللازمة. فمنذ انطلاقها في عام 2017، أسهمت مسابقة (مشروع فسحة التصميم) في توفير فرص لا مثيل لها للطلبة المبدعين لإبراز رؤاهم ووضع تصوّراتهم حول أفضل السبل لمواجهة التحديات من خلال تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشروعات قادرة على إحداث تغييرات إيجابية وفعالة، ونفخر بأن نكون جهة داعمة لإحداث نقلة نوعية على مستوى العالم».
أسأله عن أهم نتائج الدورات الـ6 للبرنامج، ويقول: «بالنسبة لنا على الأقل، الهدف الأساسي هو عملية استقطاب الطلاب». ويضيف: «نذهب لشركات أساسية، ونطلب منها تحديات أو مشكلات موجودة فعلياً تواجهها للحصول على مقترحات وحلول من هذه المرحلة العمرية (14 - 16 سنة)». الخطوة التالية هو التواصل مع المدارس «نطرح عليها الأفكار التي اقترحتها الشركات، ونبدأ معها عملية تدريب الطلاب التي تتم في مدارسهم «ليس لنا تواصل مباشر معهم، التواصل مع معلميهم الذين نقوم بتدريبهم، فنحن ندرب المدربين».
محمد عبد الله رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار
ما يكتسبه الطلاب خلال المسابقة هو تطوير مهارات أساسية، أولاها القدرة على حل المشكلات، ثم تطوير «مهارة التفكير النقدي والمناقشة، والمهارة الثالثة الابتكار والإبداع». ينهي عبد الله حديثه معي بالقول: «للأمانة أنا أفاجأ في كل سنة إلى أي مدى يصل هؤلاء الطلاب الذين تصل أعمارهم إلى 14 و15 سنة، فهم قادرون على أن يقدموا أفكارهم بشكل فيه نقد وتحليل، وحتى مهارة التقديم (البريزنتيشن) عندهم لا تقل عن المتمرسين في العمل بالشركات الكبيرة».
5 تحديات من أرض الواقع
تشارك خمس مؤسسات في وضع التحديات للطلاب في دورة هذا العام، وتضم هذه المجموعة «متحف اللوفر أبوظبي» و«مبادلة للرعاية الصحية» و«هنتر فودز» و«شنايدر إلكتريك» و«إتش بي».
بالنسبة لشركة «إتش بي» فتقدم تحدياً للطلاب لتصميم دورة تدريبية بعنوان «مستقبل الشباب من صنعهم»، ضمن منصّة التعلّم والتدريب «إتش بي لايف»، سعياً منها لتحفيز الريادة في الأعمال وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة ليصبحوا روّاد أعمال ناجحين.
وتدعو شركة «مبادلة للرعاية الصحية» الطلاب إلى تصميم حملة توعية لتشجيع عدد أكبر من سكان دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي على إجراء فحوصات طبية سنوية بشكل منتظم. وسعياً لضمان المشاركة الفعّالة للطلاب من مختلف الأعمار والأجناس والجنسيات، يجب أن يستعرض الحل الرابح الحواجز التي تحول دون إجراء الفحوصات الطبية السنوية، ويلقي الضوء على فوائد الرعاية الوقائية عبر التحفيز الإيجابي.
أما شركة «شنايدر إلكتريك»، الشركة العالمية المتخصصة في مجال إدارة الطاقة والتشغيل الآلي، فتسعى إلى تحفيز الطلاب على تصميم منزل ذكي يسخّر أحدث الوسائل التكنولوجية لتوفير معايير العيش المستدام والقائم على الاتصال، والمصمم وفقاً لاحتياجات المقيمين فيه.
وبالنسبة لتحدي «هنتر فودز»، الشركة العالمية الرائدة التي تصنيع وتغليف الوجبات الخفيفة والأطعمة المعبّأة، فيقوم على تحدي الطلاب لتصميم منتج بمواصفات عالمية لرقائق البطاطس. ويتعيّن على الطلاب تصميم منتج «عابر للحواجز والثقافات» يمكن للمتذوّقين حول العالم الاستمتاع بتناوله، وذلك عبر استحداث نكهات لذيذة واستخدام لغة مرئية تجذب مختلف فئات المستهلكين.