أسعار النفط ترتفع 7 % لاحتمالية توقف أوروبا عن شراء الخام الروسي

تتغير أسعار النفط بشكل يومي تبعاً للتحركات الدولية ضد روسيا التي تنتج نحو 10 % من الإنتاج العالمي (رويترز)
تتغير أسعار النفط بشكل يومي تبعاً للتحركات الدولية ضد روسيا التي تنتج نحو 10 % من الإنتاج العالمي (رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع 7 % لاحتمالية توقف أوروبا عن شراء الخام الروسي

تتغير أسعار النفط بشكل يومي تبعاً للتحركات الدولية ضد روسيا التي تنتج نحو 10 % من الإنتاج العالمي (رويترز)
تتغير أسعار النفط بشكل يومي تبعاً للتحركات الدولية ضد روسيا التي تنتج نحو 10 % من الإنتاج العالمي (رويترز)

قفزت أسعار النفط أكثر من 7 دولارات خلال تعاملات أمس الاثنين، ليتجاوز خام برنت 115 دولاراً للبرميل، بينما تدرس دول الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى الولايات المتحدة في فرض حظر على النفط الروسي، وبعد هجوم في مطلع الأسبوع على منشآت نفطية سعودية.
وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي 7 في المائة، إلى 115.09 دولار للبرميل بحلول الساعة 16.21 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 5.9 في المائة، إلى 110.73 دولار للبرميل.
وحذر على الفور نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، من أن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل، إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.
وتقول مصادر تجارية، إن بعض المشترين يحجمون عن شراء النفط الروسي لتفادي التعرض للعقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال نوفاك، إن من المتعذر على أوروبا أن تتفادى شراء النفط والغار الروسيين في الوقت الحاضر، مضيفاً أن الدعوات الغربية لوقف المشتريات هي لفتات سياسية لاجتذاب الاهتمام.
وأضاف قائلاً: «في الوقت الحاضر من المستحيل» على أوروبا أن ترفض النفط والغاز الروسيين. «سنرى كيف ستسير الأمور في المستقبل». وقال إن روسيا تعمل للحفاظ على أحجام تصدير النفط بمعالجة مشاكل لوجيستية وستواصل إنتاجها من النفط والغاز كما كان قبل العقوبات.
يقول ريكاردو إيفانجليستا - محلل أول في شركة «أكتيف تريدس» للوساطة المالية، إن أسعار خام برنت ارتفعت أمس، فيما تحاول السوق تقييم احتمالية فرض حظر غربي على صادرات النفط الروسية.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم تزد الهجمات الأخيرة على منشآت النفط السعودية توترات السوق القائمة إلا سوءاً»، وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن هذا الهجوم، مما أدى إلى هبوط مؤقت في نسب الإنتاج، ورفع سعر برميل خام برنت لمستويات لم يشهدها منذ أكثر من أسبوع، متوقعاً استمرار الاتجاه الصعودي للنفط. تتوقع شركة «فيتول»، تاجر الطاقة العالمي، أن يتجاوز الطلب على النفط في 2022 مستويات ما قبل الجائحة لعام 2019، وإن من المرجح أن تبقى أسعار الخام مرتفعة لبعض الوقت.
وتناقش حكومات الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا مع تجمعها هذا الأسبوع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في سلسلة من اجتماعات القمة التي تهدف إلى تشديد رد الغرب على موسكو. ويترك هذا الاتحاد الأوروبي أمام أصعب خيار اقتصادي، وهو ما إذا كان يستهدف النفط الروسي مثلما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن ليس الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، نظراً لاعتماده على الغاز الروسي للحصول على الطاقة.
في غضون ذلك، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن البيت الأبيض دعا مسؤولين تنفيذيين من مجموعة من القطاعات والشركات الأميركية، منها الطاقة والغذاء والبنوك، إلى مناقشة بشأن الصراع الروسي الأوكراني.
وقال مصدر مطلع على الخطة، وفق «رويترز»، إن مسؤولي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء سيناقشون قضايا سلسلة التوريد المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا، وسبل تخفيف الصدمات الاقتصادية. وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الإحاطة السرية سيقودها مدير المجلس الاقتصادي الوطني برايان ديس، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، ووزيرة التجارة جينا رايموندو.
سيضم الاجتماع ممثلين من شركة «باترن إنرجي» وشركة «إنفنرجي» و«إكسون موبيل» و«كونوكو فيليبس» و«فيزا» و«بنك جيه. بي مورغان تشيس» و«بنك أوف أميركا»، فضلاً عن شركات وبنوك أخرى، وفقاً لمسؤول طلب عدم الكشف عن هويته.
ويضغط الرئيس جو بايدن وزملاؤه في الحزب الديمقراطي على الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الكبرى لزيادة الإنتاج، وسط ارتفاع الأسعار في محطات الوقود.


مقالات ذات صلة

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

الاقتصاد العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت دون الهدف المحدد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عامل في صناعة النفط والغاز يسير أثناء عمليات منصة حفر في حقل زيتيباي في منطقة مانجستاو بكازاخستان (رويترز)

النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأميركية... والعين على اجتماع «أوبك بلس» الأحد

تراجعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات الآسيوية، الخميس، بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

السعودية وروسيا وكازاخستان تشدد على الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية لـ«أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا وكازاخستان، يوم الأربعاء، أهمية الالتزام الكامل بتخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي اتفق عليها تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.