دافع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع غزو روسيا لأوكرانيا، مؤكداً أن لا خيار أمام إدارة الرئيس جو بايدن سوى ممارسة المزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية وتصعيد العقوبات الاقتصادية والمالية على موسكو لحملها على وقف العدوان ضد أوكرانيا.
وكان بلينكن يتحدث مع عدد من الصحافيين في خضم أكبر أزمة دولية منذ سنوات يشهدها العالم في أوكرانيا، قائلاً إن «أحد المبادئ التي استلهمناها، هو أنه عندما لا ننخرط في العالم، وعندما لا تكون الولايات المتحدة في الصدارة على الطاولة، فعندئذ يكون هناك واحد من أمرين: إما أن يقوم طرف آخر بأمور بطريقة قد لا تؤدي إلى تعزيز مصالح الشعب الأميركي والقيم التي نتمسك بها، أو ربما لا يوجد أحد، ومن ثم يميل (الوضع) إلى الفراغ والفوضى، وهذا عادة ما يرتد علينا سلباً».
وعلى رغم التوافق بين الديمقراطيين والجمهوريين على ضرورة التصدي للعدوان الروسي وزيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية للحكومة الأوكرانية، فلا تزال واشنطن تشهد سجالات حول أفضل السبل الممكنة لتجنيب أوكرانيا المزيد من الخسائر والدمار، بما في ذلك مسألة فرض منطقة حظر طيران من أي نوع فوق أوكرانيا، ما يمكن أن يضع الطيارين العسكريين الأميركيين في مواجهة مع نظرائهم الروس.
وأوضح بلينكن سبب تردد وزارة الدفاع الأميركية في شأن شحن الطائرات المقاتلة البولندية من طراز «ميغ 29» إلى أوكرانيا، لأن «هذه لن تكون في الواقع أكثر الأشياء فاعلية التي يمكن أن تحصل عليها أوكرانيا»، مشيراً إلى تعهد بايدن الأسبوع الماضي بتقديم 800 مليون دولار أخرى كمساعدات أمنية لأوكرانيا، بما يرفع المجموع الإجمالي للمساعدات الأميركية إلى ملياري دولار. وستشمل أحدث الشحنات أنظمة مضادة للطائرات وأسلحة مضادة للدروع وطائرات بدون طيار وقاذفات قنابل وبنادق وذخيرة وسترات واقية وخوذات.
وقال بلينكن إنه «عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي تجعل الأوكرانيين أكثر فاعلية في التعامل مع هذه الهجمة الروسية، فإننا نقدمها»، مؤكداً أن الدول في كل أنحاء العالم تعمل في انسجام تام لمعاقبة روسيا انطلاقاً من مبدأ رئيسي واحد. وكرر أنه «لا يمكن لدولة أن تدخل وتغير حدود دولة أخرى بالقوة أو أن تملي عليها خياراتها ومستقبلها وسياساتها ومن سترتبط بها». وشدد على أنه عندما تحاول دولة ما القيام بذلك، يجب على الولايات المتحدة الرد، قائلاً: «من الواضح أن لدينا حافزاً لمحاولة إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وليس توسيعها».
وانتقد بلينكن بطريقة غير صريحة سياسة «أميركا أولاً» التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي لم يعر الكثير من الاهتمام للمنظمات الدولية، ومنها حلف (الناتو). وقال: «رأينا بالفعل تأثير هذه الحرب في أوكرانيا على كل شيء من أسعار الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية».
وفي إشارة إلى الخطوات الاستباقية لإدارة الرئيس بايدن لتمكين أوكرانيا من غزو محتمل من روسيا، ذكر بأن الولايات المتحدة أرسلت المزيد من المساعدات الأمنية خلال العام الماضي إلى أوكرانيا، فضلاً عن أن إدارة بايدن عملت مع الحكومات في كل أنحاء العالم لبناء استجابة دولية لعزل روسيا. وقال: «قمنا بذلك مع شركائنا الأوروبيين، بشكل تعاوني، في التعامل مع العدوان الروسي في أوكرانيا أكثر مما توقعه أي شخص أو بالتأكيد أكثر مما رأيناه في سنوات عديدة».
واعتبر أنه نتيجة لذلك، تمكن حلفاء أميركا الأوروبيون وشركاء آخرون حول العالم من فرض عقوبات اقتصادية على روسيا «كان لها تأثير كبير، إذ إننا نرى الاقتصاد الروسي في حالة انهيار حر».
بلينكن لا يرى بديلاً عن الضغوط والعقوبات على موسكو
دافع عن سياسة أميركا حيال غزو روسيا لأوكرانيا
بلينكن لا يرى بديلاً عن الضغوط والعقوبات على موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة