الخارجية الأميركية: استدعاء روسيا مقاتلين سوريين تصعيد غير مبرر

TT

الخارجية الأميركية: استدعاء روسيا مقاتلين سوريين تصعيد غير مبرر

رأت الولايات المتحدة أن نقل مقاتلين سوريين وأجانب للمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا يعد تصعيداً «غير مبرر»، مشيرة إلى ضرورة تركيز موسكو على «وقف الحرب».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول نقل مقاتلين سوريين أجانب، وإرسالهم للقتال في أوكرانيا، إذا صحت، يمثل «تصعيداً إضافياً للهجوم الروسي غير المبرر»، ضد أوكرانيا.
وأشار المتحدث الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أن هذه الأساليب الروسية تظهر «العقلية الروسية واستخدام سجلها المدمر والمزعزع للاستقرار في سوريا لتطبيقه في أوكرانيا»، مضيفاً أنه يجب أن يكون التركيز الروسي على «وقف الحرب التي بدأتها بدلاً من جلب مزيد من المعاناة للشعب الأوكراني».
وكانت تقارير إعلامية دولية عدة تحدثت عن رغبة روسيا في نقل العديد من المقاتلين الأجانب والأسلحة إلى أوكرانيا، للمشاركة في الحرب، وهو ما قاله الرئيس الروسي فيلادمير بوتين لمجلس الأمن الروسي في مكالمة فيديو، بأن روسيا «في حاجة لمساعدة المقاتلين الأجانب في الوصول إلى منطقة الصراع»، وأبلغ الرئيس بوتين، وزيره للدفاع سيرغي شويغو، خلال الاجتماع أن روسيا تلقت أكثر من 16 ألف طلب من سوريا ودول في منطقة الشرق الأوسط للمساعدة في القتال في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا.
كما وافق بوتين على اقتراح بإرسال مزيد من الأسلحة، بما في ذلك أنظمة مضادة للطائرات ومضادة للدبابات، إلى القوات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في الشرق الأوكراني، واللتين اعترفت روسيا باستقلالهما الشهر الماضي، وقال شويغو إن روسيا حصلت على صواريخ ستينغر وجافلين المحمولة على الكتف، وهي أسلحة حصلت عليها أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة، ويمكنها إرسالها مجدداً إلى أوكرانيا.
ويعتبر مراقبون ونقاد في الولايات المتحدة، أن قرار استدعاء «المقاتلين المرتزقة» من منطقة الشرق الأوسط وتحديداً من سوريا، «إشارة واضحة على أن روسيا لا تنوي التراجع» عن عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وأن بوتين يريد أن يظهر أنه لن يعكس مساره، إلا أن أوكرانيا نجحت في إبطاء التقدم العسكري الروسي لأكثر من أسبوعين منذ أمر بوتين بغزوها في 24 فبراير (شباط)، ووجهت بدورها دعوة للمتطوعين الأجانب للانضمام إلى الدفاع عن أوكرانيا، وقالت إن عشرات الآلاف من الأشخاص تقدموا بطلبات للمشاركة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الآونة الأخيرة بأن روسيا تعد قوائم من أكثر من 40 ألف مقاتل ينتمون إلى مجموعات «موالية لقوات النظام السوري»، ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في الحرب الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي. كما أكدت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مصادرها، فتح مراكز للتجنيد في سوريا تستهدف إيجاد عناصر يقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن» بناءً على دعوة موسكو، ولن تكون هذه المرة الأولى التي يُشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد، فمنذ نهاية 2019 أرسلت تركيا وروسيا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها كل منهما في ليبيا، وناغورني قره باخ. وأشار إلى أن «روسيا وافقت على 22 ألف مقاتل» منضوين ضمن القوات الحكومية أو مجموعات موالية للنظام، كما أن المجندين ينضوون في «الفرقة 25 المهام الخاصة» التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، والفيلق الخامس الذي أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين، ولواء القدس الفلسطيني، وهو مجموعة فلسطينية موالية للنظام السوري قاتلت خصوصاً في منطقة حلب في شمال البلاد.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».