ألمانيا تسابق الزمن لتأمين إمدادات الغاز قبل فصل الشتاء

«غازبروم» تعلن استمرار التدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا

خزانات كبيرة تابعة لمصفاة «بريتيش بتروليوم» في ألمانيا (أ.ب)
خزانات كبيرة تابعة لمصفاة «بريتيش بتروليوم» في ألمانيا (أ.ب)
TT
20

ألمانيا تسابق الزمن لتأمين إمدادات الغاز قبل فصل الشتاء

خزانات كبيرة تابعة لمصفاة «بريتيش بتروليوم» في ألمانيا (أ.ب)
خزانات كبيرة تابعة لمصفاة «بريتيش بتروليوم» في ألمانيا (أ.ب)

في الوقت الذي تسابق فيه ألمانيا الزمن، لتأمين إمداداتها من الغاز الروسي، قبيل حلول فصل الشتاء، ذكر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أنه لم يتم حتى الآن تأمين إمدادات الغاز في ألمانيا بالكامل لفصل الشتاء المقبل.
وقال الوزير قبل توجهه إلى قطر أمس السبت، في تصريحات لمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية الإذاعية: «يعني هذا أنه إذا لم نحصل على مزيد من الغاز بحلول الشتاء المقبل، وتقلصت الإمدادات من روسيا، أو انقطعت، فلن يكون لدينا ما يكفي من الغاز لإبقاء جميع المنازل دافئة وتشغيل جميع الصناعات». علاوة على ذلك، أشار هابيك إلى أن «الغاز يُستخدم بشكل أساسي في الصناعة، في بداية سلسلة التوريد، ثم يكون هناك أو يمكن أن يكون هناك نوع من تأثير (الدومينو)». وعن الاعتماد على مورد واحد مثل روسيا، قال هابيك: «كان هذا -ببساطة- غباء».
وتوجه هابيك إلى قطر، في إطار مساعي تقليص اعتماد بلاده على واردات الطاقة من روسيا في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا. وقطر واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم؛ لكن معظم صادراتها من الغاز تذهب إلى آسيا.
ويواصل الوزير الألماني جولته الخليجية بزيارة الإمارات، اليوم الأحد؛ حيث يعتزم مقابلة عدد من الوزراء.
وبينما تريد ألمانيا مصادر بديلة للغاز الطبيعي المسال على المدى القصير، فإن هدف هابيك طويل المدى، هو التحول إلى مصادر طاقة أكثر نظافة.
لذلك تعتبر الإمارات شريكاً مهماً كمصدر محتمل للهيدروجين «الأخضر». وبحسب وزارته، سيرافق هابيك وفد اقتصادي رفيع المستوى في الجولة التي تستمر حتى يوم الاثنين المقبل.
وقال هابيك في تصريحاته لـ«دويتشلاند فونك»، إن السوق العالمية للغاز متوترة، وأضاف: «يمكن بالطبع زيادة كميات التسليم؛ لكن الدول الموردة في الواقع ليست مهتمة بذلك»، موضحاً أن الدول الموردة لديها الآن أقصى قدر من الأرباح؛ مشيراً إلى أن الأسعار مرتفعة مع ثبات تكاليف الإنتاج، وقال: «في ضوء ذلك، نجد بعض الممانعة».
وذكر هابيك أنه رغم ذلك يمكن التغلب على الأمر من خلال إبرام عقود توريد طويلة الأمد، على سبيل المثال، معرباً عن تفاؤله أيضاً إزاء إمكانية إبرام عقود قصيرة الأجل أيضاً. كما أشار إلى أن التعطش للغاز كبير، لدرجة أنه «سيُجرى بالتأكيد إيجاد حل جيد لأوروبا».
وقال ألفريد شتان، الرئيس التنفيذي لشركة «أو إم في» النمساوية، في هذا الصدد، إنها تسعى إلى تنويع مصادرها للطاقة، بينما تنتظر توضيحاً قانونياً حول كيفية التعامل مع صفقات التسليم مع شركة «غازبروم» الروسية الشريكة في توريد الغاز لفترة طويلة.
وفرض الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، عقوبات جديدة على روسيا لغزوها أوكرانيا، تضمنت حظر الاستثمارات في قطاع الطاقة الروسي؛ لكن لا يزال بإمكان أعضاء الاتحاد الأوروبي شراء النفط والغاز من كبار المنتجين الروس.
وقال شتان في مقابلة بثتها إذاعة «أو آر إف» أمس السبت: «تستمر عقود التسليم (الروسية) حتى عام 2040، وسنرى كيف تتطور البيئة القانونية وبيئة العقوبات على مدى السنوات القليلة المقبلة. وخلافاً لذلك، فإن أياً من هذه العقود قائم بالطبع».
وبعد الإلحاح عليه بشأن ما إذا كان الإنهاء المبكر لعقد مع «غازبروم» خياراً، قال: «يمكنك مراجعة ذلك قانونياً، ولهذا السبب سيكون من المهم معرفة ما تبدو عليه البيئة القانونية حقاً في هذا السياق. في الوقت الحالي نحن حقاً نهتم بشكل رئيسي بضمان أمن الإمدادات. وما هي العواقب الأخرى التي ستتضح خلال الأشهر القليلة المقبلة».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت «أو إم في» تُجري مثل هذه المراجعة القانونية، قال: «في الوقت الحالي نحن مهتمون بشكل أساسي بضمان تأمين الإمدادات هنا. نحن في مناقشات مع الحكومة حول كيفية حدوث ذلك، وكيف يمكننا تنويع مصادر التوريد لدينا، وكيفية زيادة المخزون للتأكد من أن لدينا إمدادات طويلة الأجل». وتحصل النمسا على 80 في المائة من احتياجاتها من الغاز من روسيا.
في غضون ذلك، أعلنت شركة «غازبروم» الروسية الحكومية للطاقة، أمس السبت، استمرار تدفق الغاز بكميات كبيرة عبر أوكرانيا إلى أوروبا.
وقال المتحدث باسم «غازبروم»، سيرجي كوبريانوف، إن الكمية التي سيتم ضخها عبر نظام الأنابيب في الدولة المجاورة تبلغ -وفقاً لطلبات العملاء الأوروبيين- 6.‏106 مليون متر مكعب أمس.
يذكر أن الحد الأقصى الذي يمكن ضخه عبر هذا النظام، وفقاً للتعاقدات، يبلغ 109 ملايين متر مكعب يومياً. وتحصل أوكرانيا على رسوم مهمة مقابل عبور الغاز من خلال أراضيها إلى أوروبا.
وبحسب ما ذكرته وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، فإنه لا يجري حالياً ضخ الغاز عبر خط «يامال-أوروبا» الذي ينقل الغاز من روسيا عبر بيلاروس وبولندا إلى ألمانيا. وأضافت: «إنترفاكس» أنه بدلاً من ذلك سيتم تحويل الغاز من منشآت التخزين الأوروبية من ألمانيا إلى بولندا، الأمر الذي يؤدي إلى أسعار الطاقة المرتفعة حالياً.


مقالات ذات صلة

الكرملين: الرئيس الصربي سيحضر عرض يوم النصر في موسكو

أوروبا طائرات «ميغ - 29» و«سو - 30 إس إم» المقاتلة تحلّق في استعراض جوي خلال «يوم النصر» في موسكو (رويترز) play-circle

الكرملين: الرئيس الصربي سيحضر عرض يوم النصر في موسكو

أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قبل دعوة لحضور الاحتفالات في موسكو بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري صورة مركبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع الرئيسين الروسي والصيني فلاديمير بوتين وشي جينبينغ (إ.ب.أ)

تحليل إخباري نظام ترمب العالمي الجديد... الأقوياء يضعون القواعد

يتعرَّض النظام الدولي الذي تَشكَّل بعد الحرب العالمية الثانية لضغط شديد من جميع الجهات، بسبب عودة الزعماء الأقوياء والقومية ودوائر النفوذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال حضورهما حفلاً موسيقياً في مايو الماضي بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (أ.ب) play-circle

الرئيس الصيني يقبل دعوة لحضور احتفالات روسيا بيوم النصر

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، الاثنين، أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل دعوة من روسيا لحضور الاحتفالات بذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري شريحة معالج مركزي من أشباه الموصلات بين علمَي الصين والولايات المتحدة (رويترز)

تحليل إخباري «الداتا»... الصراع الجيوسياسي العالمي الجديد

ما يبشّر به خطاب ترمب أن الصراع الجيوسياسي الجديد سيدور حالياً وحتى إشعار آخر، على الشريحة، وفي الوقت نفسه تشريح الجغرافيا لتغيير الحدود.

المحلل العسكري
آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT
20

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

خفض مورغان ستانلي، بنك الاستثمار الأميركي، توقعاته للنمو الاقتصادي للعام الحالي في أميركا.

وقال البنك في تقرير حديث، السبت، إن هناك تأثيراً سلبياً على الاقتصاد الأميركي، نتيجة الرسوم الجمركية، وعلى سوق العمل، الذي ما يزال ضيقاً؛ ما أدى إلى ارتفاع التضخم.

وأوضح التقرير أنه يجب أن تترجم التعريفات إلى نمو أكثر مرونة، العام الحالي، في حين افترضنا سابقاً أنها ستؤثر على النمو بشكل رئيسي في عام 2026.

وقال الاقتصاديون في بنك مورغان ستانلي، بقيادة مايكل تي جابن، إنه تم تخفيض التوقعات للنمو في الربع الرابع من العام الجاري، إلى 1.5 في المائة من 1.9 في المائة في وقت سابق، كما خفضت توقعاتها للنمو لعام 2026 إلى 1.2 في المائة من 1.3 في المائة.

وتوقع التقرير أن تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى ارتفاع التضخم وستزيد الضغط على البنك المركزي الأميركي حيث يتطلع إلى السيطرة على الضغوط التضخمية المستمرة.

ويرى البنك أن «الأسواق ستحصل في نهاية المطاف على هذه التخفيضات، ولكن في وقت متأخر بكثير عما تتوقعه»، في إشارة إلى توقعات السوق الحالية لما يقرب من 3 تخفيضات في أسعار الفائدة العام الحالي.

وفي الوقت نفسه، خفض «غولدمان ساكس» أيضاً توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2025 إلى 1.7 في المائة، من 2.2 في المائة سابقاً، ورفع احتمال الركود لمدة 12 شهراً إلى 20 في المائة من 15 في المائة.