خاركيف... قصف متواصل وموجات نزوح

تقرير ميداني لـ«الشرق الأوسط» من المدينة المنكوبة

جانب من الدمار بعد القصف الروسي على خاركيف (رويترز)
جانب من الدمار بعد القصف الروسي على خاركيف (رويترز)
TT

خاركيف... قصف متواصل وموجات نزوح

جانب من الدمار بعد القصف الروسي على خاركيف (رويترز)
جانب من الدمار بعد القصف الروسي على خاركيف (رويترز)

الوسط التجاري لخاركيف، المدينة المحاصرة في شرق أوكرانيا التي يشعر أهلها بالفخر الشديد بجمالها وسعة طرقها، يحصل على جرعة شبه يومية من الصواريخ الروسية، فيزداد الدمار يوماً تلو آخر. لم يتبق الكثير من الزجاج صامداً في وسط المدينة، وحده المتحف العسكري في وسط الساحة لم يفقد بريقه الزجاجي.
يمكن أن تسير العديد من الدقائق بدون أن تصادف أحداً؛ المدينة شبه خاوية. يشير شرطي قرب محطة القطارات في شارع بولتافسكي شلياخ إلى كشك لبيع هدايا تذكارية بسيطة، ويقول: «هذا كل ما لدينا في هذا الشارع. لقد رحل الجميع».
في محطة القطارات، تجمع العديد من السكان، غالبيتهم يغادرون المدينة. ما زالت موجات النزوح تتوالى مع اشتداد المعارك على أطراف خاركيف.
القصف يطال أغلب الأحياء، بدون تمييز بينها وبين الأهداف العسكرية. في المحطة الكبيرة، تجد المئات ينتظرون قطارهم، غالبيتهم يتجهون نحو كييف، ليواصلوا منها طريقهم نحو مدن أخرى أو دول أوروبية.
القرى المحيطة بالمدينة لناحية الغرب والجنوب لا تزال تعج بالسكان. هناك طوابير انتظار أمام المحال التجارية أطول مما تشهده كييف.
أما في خاركيف، فلا طوابير، إذ بالكاد تجد دكاناً لشراء الطعام، وبالكاد تجد من يشتري منه أيضاً.
طوال النهار، تتناهى أصوات القصف. «بعض أجزاء المدينة في الشرق تدمرت بالكامل»، يقول فيتالي (28 عاماً). فيتالي يُعرف عن نفسه بأنه متطوع عسكري، وهو يعاني من وضع مالي صعب بعد أن فقد وظيفته بسبب الحرب، ويعيش إلى جانب المقاتلين بما يتوافر من طعام وشراب.
أصبحت العديد من الأشياء مجانية في خاركيف، إذ يمكنك أن تحصل على غرفة فندق مجاناً إذا حالفك الحظ بالعثور على فندق غير مدمر ولا يزال يستقبل الزبائن.
... المزيد


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تنشر المزيد من القوات الكورية الشمالية في كورسك

أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر المزيد من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إن موسكو بدأت في إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.