بطولة إيطاليا: ميلان مرشح للبقاء في الصدارة... وإنتر لوقف نزيف النقاط بصراع القمة

أليكسيس سانشيز ينقذ إنتر ويحرز هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في شباك تورينو (إ.ب.أ)
أليكسيس سانشيز ينقذ إنتر ويحرز هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في شباك تورينو (إ.ب.أ)
TT

بطولة إيطاليا: ميلان مرشح للبقاء في الصدارة... وإنتر لوقف نزيف النقاط بصراع القمة

أليكسيس سانشيز ينقذ إنتر ويحرز هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في شباك تورينو (إ.ب.أ)
أليكسيس سانشيز ينقذ إنتر ويحرز هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في شباك تورينو (إ.ب.أ)

يبدو ميلان مرشحاً فوق العادة للبقاء في الصدارة عندما يحل ضيفاً على كالياري السابع عشر اليوم في المرحلة الثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم. ويتصدر ميلان مع 63 نقطة بفارق ثلاث نقاط أمام مطارده المباشر نابولي الذي تنتظره مباراة سهلة نسبياً أيضاً اليوم، أمام ضيفه أودينيزي، وبفارق أربع نقاط أمام جاره إنتر ميلان حامل اللقب الذي يخوض اختباراً لا يخلو من صعوبة أمام ضيفه فيورنتينا اليوم أيضاً.
واطمأن ميلان على صدارته الأحد، بتعثر جاره إنتر الذي يملك مباراة مؤجلة ضد بولونيا، أمام مضيفه تورينو 1 - 1، كون الفارق بينهما اتسع إلى 4 نقاط. ويمني ميلان، الساعي إلى لقبه الأول منذ موسم 2010 - 2011 والتاسع عشر في تاريخه للحاق بجاره إنتر ميلان في المركز الثاني على لائحة الأندية الأكثر تتويجاً بالدوري خلف يوفنتوس (36 مرة)، النفس بتحقيق فوزه الثالث على التوالي ووضع حد لمعاناته أمام الفرق المتواضعة على غرار فوزه بشق الأنفس على إمبولي الثالث عشر 1 - صفر في المرحلة السابقة.
وغالباً ما يقدم ميلان أفضل عروضه في مواجهة الفرق القوية، تحديداً جاره إنتر بعد فوزه عليه في الدوري الشهر الماضي، وانتزاعه التعادل السلبي معه في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، ثم العودة بفوز ثمين على نابولي في عقر دار الأخير الأسبوع قبل الماضي. لكن مشكلة الفريق اللومباردي إهداره نقاطاً ثمينة أمام فرق متواضعة، كما حصل معه مع ساليرنتينا صاحب المركز الأخير (2 - 2) وأودينيزي 1 - 1، علماً بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط في فخ التعادل أمام إمبولي السبت الماضي، لولا تألق حارس مرماه الفرنسي مايك مينيان.
ويدرك ميلان جيداً أهمية النقاط الثلاث أمام كالياري الذي لم يذُق طعم الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة (ثلاث هزائم وتعادل واحد)، خصوصاً أنه قد يجد نفسه ثانياً بفارق الأهداف خلف نابولي، لأن النادي الجنوبي يلعب قبله بنحو ست ساعات أمام ضيفه أودينيزي.


بيولي مدرب ميلان يتابع فوز فريقه بشق الأنفس على إمبولي (أ.ب)

ويأمل نابولي في مواصلة صحوته وتحقيق الفوز الثاني على التوالي في سعيه إلى إنقاذ موسمه بلقبه الثالث في الدوري والأوّل منذ موسم 1989 - 1990، بعدما ودّع مسابقتي الكأس المحلية والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). ويطمح إنتر إلى استعادة التوازن عقب تعثره أمام تورينو في المرحلة الماضية، عندما كان في طريقه إلى تلقي خسارته الرابعة هذا الموسم قبل أن ينقذه التشيلي أليكسيس سانشيز في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. وتراجعت نتائج إنتر بشكل مخيف في الآونة الأخيرة بعدما كان يتربع على الصدارة بفارق مريح، حيث كسب ست نقاط من أصل 18 ممكنة (فوز واحد وثلاثة تعادلات وخسارتا
ن)، وبات يواجه ضغطاً قوياً من يوفنتوس الرابع بفارق ثلاث نقاط خلف حامل اللقب.
ويعود فريق «السيدة العجوز» إلى منافسات الدوري غداً بمواجهة سهلة أمام مضيفه ساليرنيتانا صاحب المركز الأخير، وذلك بعد خروجه المذل من مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارته المؤلمة أمام ضيفه فياريال الإسباني صفر - 3 الأربعاء، في إياب دور الـ16. وباتت طموحات يوفنتوس تجنب الغياب عن دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2011 - 2012، وهو يحتل حالياً المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية، بفارق 7 نقاط عن أتالانتا الخامس بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة وتجنبه الهزيمة لـ15 مباراة متتالية.
ويتخلف يوفنتوس بفارق 7 نقاط أيضاً عن ميلان المتصدر، ما يجعل حظوظه في المنافسة على اللقب قائمة. وليست خيبة الأمل القارية جديدة بالنسبة ليوفنتوس بعد الخروج المبكر من دور الـ16 أيضاً في الموسمين الأخيرين على يد ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي، لكن الطريقة المهينة التي خسر بها كانت بمثابة ضربة كبيرة له ولسمعته. وعلق قطب دفاعه المخضرم ليوناردو بونوتشي عن الخروج المخيب قائلاً: «الاعتذار هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به الآن»، فيما طالب مدربه ماسيميليانو أليغري لاعبيه بـ«ضرورة الفوز بمباراتنا المقبلة في الدوري، وإلا سيذهب سدىً كل شيء عملنا عليه منذ أشهر». وكان بونوتشي واحداً من بين عدد كبير من اللاعبين الذين غابوا عن مواجهة فياريال بسبب الإصابة أبرزهم القائد جورجو كييليني وفيديريكو كييزا والسويسري دينيس زكريا والأميركي ويستون ماكيني، ما أثر على أداء فريق «السيدة العجوز».
وتتجه الأنظار إلى الملعب الأولمبي في العاصمة غداً، حيث يقام ديربي روما وجاره لاتسيو. ويحتل لاتسيو المركز الخامس بفارق نقطة واحدة عن جاره المنتشي بتأهله إلى ربع نهائي مسابقة «كونفرس ليغ» والساعي إلى تعويض تعادله المخيب مع مضيفه أودينيزي 1 - 1 في المرحلة السابقة. واستفاد لاتسيو على أكمل وجه من تعثر أتالانتا وجاره روما في المرحلة السابقة وصعد إلى المركز الخامس بفوزه على فينيتسيا بهدف وحيد من ركلة جزاء سجلها هدافه التاريخي تشيرو إيموبيلي، رافعاً رصيده إلى 21 هدفاً أمام لاعب يوفنتوس الجديد الصربي دوشان فلاهوفيتش (20).
وبهدفه الـ144 بقميص لاتسيو في الدوري، بات إيموبيلي أفضل هداف في تاريخ نادي العاصمة على صعيد «سيري أ»، بفارق هدف أمام الأسطورة سيلفيو بيولا الذي يتصدر ترتيب أفضل هدافي الدوري بـ274 هدفاً خلال مسيرة امتدت لـ25 عاماً توجها بإحراز كأس العالم مع إيطاليا عام 1938. ويلعب غداً أيضاً فينيتسيا مع سمبدوريا، وإمبولي مع فيرونا، وبولونيا مع أتالانتا.


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».