«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

القطاع المنكوب يستضيف فعاليات الدورة الثامنة بين الأنقاض

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
TT

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)

على عمود خرساني باقٍ من أطلال بيت محطم، انتصبت شاشة عرض «مهرجان القدس السينمائي» في غزة، لتقدّم مشاهد من مأساة يعيشها أهالي القطاع المنكوب منذ نحو 10 أشهر.

يعرض المهرجان، في دورته الثامنة، أفلاماً فلسطينية؛ من بينها مشروع أفلام «من المسافة صفر»، الذي يشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي، والذي شهد إقبالاً من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

ويقام مهرجان القدس السينمائي في غزة منذ عام 2009، لكنه توقّف بسبب الحروب التي عاناها القطاع، وعاد مرة أخرى عام 2017، وفق الدكتور عز الدين شلح، رئيس المهرجان، الذي شدّد على حرصه على تنظيم المهرجان رغم الحرب.

وأضاف شلح، لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «يشاهد العالم كلّه حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ويحاصرها الموت من كل الزوايا، ونحن نؤمن بأن السينما حياة، ففكرنا بمواجهة الموت بها».

أفلام المهرجان تحكي معاناة أهالي غزة (إدارة المهرجان)

واختير مكان المهرجان بعد اجتماع إدارته مع عدد من المثقفين والسينمائيين، الذين أجمعوا على إقامة الدورة الثامنة بشكل استثنائي، وبالفعل بدأت الفعاليات يوم 25 يوليو (تموز) الحالي، وتستمر لمدة 4 أيام.

وعن الصعوبات التي واجهها عز الدين شلح ورفاقه في تنظيم هذه الدورة الاستثنائية، يقول: «المقر الذي كنا نعرض فيه كان مدمَّراً، وهناك مكان آخر بديل وجدناه مدمراً أيضاً، حتى (البروجوكتور) الذي نعرض عليه كان في مؤسسة استهدفها القصف، فلا كهرباء أو إمكانيات، ورغم ذلك أصررنا على تنظيم المهرجان».

ولم يغِب عن منظميه أن يستعيدوا بعض مظاهر المهرجانات السينمائية، ولكن بطريقة «مأساوية»، إذ يقول رئيس المهرجان: «فردنا السجادة الحمراء بين الخيام، ولم تكن هناك أي إمكانيات متاحة».

أفلام مهرجان القدس تُعرض وسط الأنقاض (إدارة المهرجان)

وتابع شلح: «اخترنا موقع العرض في مركز إيواء بجواره منزل مدمَّر، وضعنا الشاشة على هذا المنزل، وحضر كل من في المخيّم المهرجان، وهناك أشخاص جاؤوا من خارجه، وافتتحنا المهرجان بأفلام (المسافة صفر)، وهي 22 فيلماً، عرضنا منها 10 أفلام في الافتتاح، وستُعرض الأفلام الباقية في الختام». وأوضح أن «هذه الأفلام لمخرجين من غزة، وصُنعت عن غزة والحرب، فالجمهور الموجود كان يرى نفسه من خلال هذه الأفلام، ولكن بعمق وبصورة مختلفتين، وبرؤية مخرج يفكر بإحساس آخر أكثر عمقاً».

ويضم المهرجان كثيراً من الأفلام الفلسطينية الأخرى التي تُعرَض في مراكز إيواء أخرى بدير البلح، وفق ما يؤكد رئيس المهرجان، ويشير إلى أنهم كانوا جاهزين لإطلاق الدورة الثامنة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و«بسبب الحرب لم نتمكن من إقامة الدورة، إلى أن قررنا تنظيمها، سواء انتهت الحرب أم لم تنتهِ».

المهرجان افتُتح وسط خيام الإيواء (إدارة المهرجان)

ونشر المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي صوراً من المهرجان، على صفحته بـ«فيسبوك»، وكتب معلقاً: «يسعدني عرض أفلام (من المسافة صفر) في غزة، خلال افتتاح (مهرجان القدس السينمائي)، على الرغم من كل ما يحدث هناك. وتُسعدني النقاشات التي تثيرها العروض حول العالم، وموضوعات الأفلام التي تؤكد، بلغة سينمائية، أننا شعبٌ اختار الحياة ويضحّي من أجلها في جميع المجالات، بما في ذلك السينما والفن والثقافة»، كما استعاد جملة شعرية لمحمود درويش تقول: «هزَمَتك يا موت الفنون جميعها».


مقالات ذات صلة

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

يوميات الشرق أطلت بفستان زهري لمّاع له روح فساتين «باربي» (خاص الشرق الأوسط)

نانسي عجرم أطلَّت كما «باربي» في «مهرجانات بيبلوس» وغنّت بين أهلها

ما كان لهذا الحفل اللبناني أن ينتهي من دون أن تختمه بأغنيتها «بيروت الأنثى» التي أبكت يوم صدورها بسبب الظروف العصيبة التي مرَّ بها لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)

«القومي للمسرح» يمنح أولوية لتكريم الفنانين على قيد الحياة

دافع الفنان المصري محمد رياض، رئيس المهرجان القومي للمسرح عن قرارته التي أحدثت جدلاً في الأوساط المسرحية ومن بينها أسماء المكرمين في الدورة الـ17 من المهرجان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

في حفل المايسترا اللبنانية الأخت مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر.

فاطمة عبد الله (بيروت)

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
TT

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

وأوضح الباحثون، بمعهد بوتانتان في البرازيل، أن هذا المزيج تمكّن من تثبيط الأورام السرطانية بطريقة غير تقليدية، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «Cancer Discovery».

ويعدّ السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم؛ إذ تسبب في وفاة حوالي 10 ملايين شخص خلال عام 2020، بمعدل وفاة واحدة من كل 6 وفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالسرطان حول العالم إلى 35 مليوناً بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات المنظمة؛ أي بزيادة نسبتها 77 في المائة عن 20 مليون حالة مشخّصة عام 2022.

وكانت بداية الطريقة العلاجية الجديدة حينما توصّل الفريق بمختبر معهد بوتانتان، بقيادة الدكتور هنريك دياس، إلى جين يسمى «FGF2» يُثبِّط تكاثر الخلايا السرطانية بدلاً من تحفيزها، كما يفعل في الخلايا السليمة، وهو اكتشاف كان مفاجئاً للباحثين.

وفي الدراسة الحالية، وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية لا تتكاثر بشكل أقل بسبب تثبيطها المباشر بواسطة الدواء، بل بسبب التحفيز الفائق لإشارات الخلايا السرطانية؛ مما يجعلها حساسة لأدوية معينة تستهدف هذه الحالة.

وأظهر الباحثون أن التحفيز الفائق لجين «FGF2» يُجهد الخلايا بشكل كافٍ لمنع تكاثرها، ويتم ذلك من خلال العقار التجريبي الذي يسمى «LB-100» الذي يتم اختباره سريرياً على البشر لجعل أورام الرئة حساسة لأدوية العلاج الكيميائي.

ولاستهداف الخلايا المُجهدة بواسطة دواء «LB-100»، اختار الباحثون أيضاً دواءً مثبطاً لبروتين «WEE1» المسؤول عن إصلاح تلف الحمض النووي في الخلايا السرطانية، وعندما لا تعمل هذا الآلية، تنقسم الخلايا السرطانية قبل اكتمال تكرار الحمض النووي وتموت نتيجة لذلك.

وشملت التجارب خلايا سرطانية في القولون والمستقيم، مأخوذة من خزعات بشرية وزُرعت في الفئران. وأدى العلاج بالعقارَين إلى تثبيط نمو الورم في الحيوانات.

واستناداً إلى النجاح في نماذج سرطان القولون والمستقيم، اختبر الباحثون المزيج على خلايا سرطان البنكرياس وسرطان القنوات الصفراوية في المختبر، وكانت النتائج واعدة.

وسيتم اختبار هذا النهج على مرضى سرطان القولون في هولندا في وقت لاحق من هذا العام.

كما يخطط الفريق لتطبيق النهج المستخدم في مواجهة السرطان، للقضاء على الطفيليات التي تسبب الأمراض الاستوائية المهملة. وتتصرف الطفيليات التي تسبب مرض شاغاس بشكل مشابه للخلايا السرطانية، إذ إنها تتكاثر بسرعة كبيرة داخل الخلايا المُضيفة.

ويقترح الباحثون استخدام دواء يحفز مسار إشارات الانتشار في الطفيليات بما يكفي لإحداث نفس النوع من تلف الحمض النووي، ثم إعطاء دواء آخر لإصلاح الحمض النووي، وهذا من شأنه القضاء على الطفيلي دون الإضرار بالخلايا المضيفة.