«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» يبحث عن التغيير الكمي والنوعي

دورته الـ23 تشهد عرض أكثر من مائة عمل

أعضاء لجنة التحكيم
أعضاء لجنة التحكيم
TT

«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» يبحث عن التغيير الكمي والنوعي

أعضاء لجنة التحكيم
أعضاء لجنة التحكيم

يراهن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ23 التي انطلقت مساء أول من أمس، وتستمر حتى 23 مارس (آذار) الحالي، على التغيير الكمي والنوعي في اختيارات الأفلام، ويشهد توسعاً داخل فعالياته، مع إدارة جديدة متحمسة لإحداث تطور بالمهرجان، إذ ترأست قبل عدة أشهر، كاتبة السيناريو زينب عزيز، المركز القومي للسينما، الذي ينظم المهرجان، كما تولى المخرج سعد هنداوي منصب رئيس المهرجان، وقد أعد برنامجاً يذخر بعرض107 أفلام من بينها تسعة في عرضها العالمي الأول، و57 عملاً متميزاً لمسابقاته الرسمية الخمس، وتم اختيار دولة كوريا الجنوبية لتكون ضيف شرف هذا العام، مع ترميم الفيلم النادر «كرسي توت عنخ آمون» للمخرج شادي عبد السلام.
وتحتفي هذه الدورة بذكري مئوية ميلاد جوناس ميكاس، الذي يوصف بأنه «الأب الروحي للسينما التجريبية»، بعرض مجموعة من أهم أفلامه.
واعتبرت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم خلال كلمتها بحفل الافتتاح، أن المهرجان يعد محفلاً عالمياً لطرح ومناقشة كثير من القضايا الإنسانية التي يذخر بها برنامج مميز من الأفلام في مدينة تعد ممراً للسلام والمحبة، وأشادت الوزيرة بجهود رئيسة المركز القومي للسينما، ووجهت تحية شكر وتقدير للمخرج سعد هنداوي، منوهة إلى أنه «تخطى عقبات كثيرة ليحقق رؤية جديدة للمهرجان».
فيما أكدت السينارست زينب عزيز في كلمتها، أن الأفلام التسجيلية والقصيرة يقف وراءها سينمائيون من نوع خاص أفنوا جزءاً كبيراً من حياتهم في خلق عالم مليء بالأحلام والخيال، وأن أفلامهم تبحث عن الحقيقة وتحمل بين صورها ومضات من الإبداع الفني الراقي، ربما لم ينالوا ما يستحقون من شهرة، ونحن هنا نحاول أن نستعيد شذى المبدعين الذي لا يمكن أن ننساهم أمثال شادي عبد السلام وفؤاد التهامي وعاطف الطيب.
واقتصر حفل الافتتاح الذي أقيم بقصر ثقافة الإسماعيلية على عرض برومو للأفلام المشاركة في الدورة الحالية، وتقديم أعضاء لجان التحكيم وفي مقدمتهم المخرج الفرنسي لادج لي الحائز على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان 2019 عن فيلمه «البؤساء»، كما شهد تكريم المخرج عواد شكري أحد كبار مخرجي الأفلام التسجيلية.
ورغم تأجيل إدارة المهرجان تكريم المخرج الكبير خيري بشارة إلي حفل الختام، فإنها خصصت له برنامجاً للاحتفاء ببداياته الفنية، وسيعرض له ضمن الدورة الجارية ثلاثة من أفلامه الأولى، كما سيصدر المهرجان كتاب «السينما والواقع» الذي قام بكتابته بشارة عن تجربته في السينما التسجيلية قبل أن يتجه إلى السينما الروائية، ويحتوي على نماذج من سيناريوهات أفلامه التسجيلية والمقالات المهمة التي تم نشرها عن هذه الأعمال.
وعرض في حفل الافتتاح أربعة أفلام قصيرة بالتعاون مع مهرجان «كليرمون فيران»، الذي يعد أحد أهم المهرجانات العالمية المختصة بالأفلام القصيرة، وهي أفلام اعتمدت جميعها على الأداء الحركي بالدرجة الأولى، دون حوار وتضم الفيلم الفرنسي «جزر الهند الغرامية»، والسويسري «حاسة اللمس»، والهولندي «الشقيقات»، والإسباني «تايم كود».
تشهد هذه الدورة تنظيم 9 برامج موازية لمسابقاته وفعالياته، منها برنامج أفلام الأطفال الذي يقام للمرة الأولى، وبرنامج الاحتفال بمئوية المخرج الأميركي من أصل ليتواني جوناس ميكاس، وبرنامج السينما التجريبية، وبرنامج «حتى لاننسى» وهي أفلام تجمع ثيمة «كوفيد 19»، وبرنامج مئوية المخرج صلاح التهامي، وعرض أفلامه المرممة، وبرنامج الأفلام الكورية (ضيف شرف المهرجان)، وبرنامج مئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وعرض فيلم «كرسي توت عنخ آمون الذهبي» إخراج شادي عبد السلام،
وأكد المخرج سعد هنداوي، رئيس المهرجان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ارتباطه بهذا المهرجان منذ حصوله على أول جائزة دولية منه عن فيلم تخرجه بمعهد السينما «زيارة في الخريف»، وأنه ظل منشغلاً به متسائلاً: «لماذا مهرجان تعدى عمره العشرين عاماً، يظل طموحه محدوداً، فهو يستحق أن يكون في مكانة أفضل؟».
ويواصل: {جربت هذا الأمر مع نفسي حينما توليت لثلاث دورات برنامج «سينما الغد» بمهرجان القاهرة السينمائي، مستعيناً بخبراتي في البرمجة التي اكتسبتها من خلال عملي في مهرجانات «دبي وكليرمون فيران ولوكارنو»، وأوجدت جمهوراً لم يكن موجوداً للفيلم القصير، لذا فكرت بشكل متواز في كل ما يتعلق بالمهرجان سواء اختيارات الأفلام أو الفعاليات التى تصاحبها وهذا أمر اكتسبته من عملي كمخرج، ولا شك أن تولي السينارست زينب عزيز، رئاسة المركز القومي للسينما كان أحد أسباب قبولي لهذه المهمة لأن تفاصيل العمل الحكومي صعبة، في وقت تتطلب فيه المهرجانات السينمائية استقلالية وسرعة في القرار، وقد أنجزنا كل ما يخص هذه الدورة في 4 أشهر}.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».