الأسد: الحقد الغربي تجاه روسيا لا مثيل له في التاريخ

TT

الأسد: الحقد الغربي تجاه روسيا لا مثيل له في التاريخ

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الحقد الغربي تجاه روسيا لا مثيل له في التاريخ»، وإن «الغرب أظهر عنصريته وحقده الدفين على كل من ليس مثله»، في وقت بحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مع ستيفين بريتشارد رئيس البرامج والتخطيط في دائرة الأمم المتحدة لنزع الألغام «أونماس» آفاق ونشاط الدائرة في مجال نزع الألغام في سوريا.
وأضاف في كلمة له أمام عدد من معلمي سوريا بمناسبة عيد المعلم، أن «الحرب الأوكرانية أتت لتجعل الغرب ينزع أقنعته وأصبح عارياً تماماً».
واستعرض الأسد بعض الإجراءات الغربية تجاه روسيا، سواء حين «سمحوا بالعنف تجاهها» في وسائل التواصل الاجتماعي، أو حين «صادروا كل الأملاك لروسيا في الخارج سواء للدولة أو لرجال الأعمال» عندما غضبوا منها، ووصف ما يقوله الغرب عن حرية الملكية بأنه في الحقيقة «حرية ملكية الغرب لأملاك الآخرين».
وكان الأسد قد التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في قاعدة حميميم الروسية قبل أيام من بدء الهجوم على أوكرانيا.
وقال الأسد: «أظهر الغرب عنصريته وحقده الدفين على كل من ليس مثله، هذا كلام لا ينطبق على المسلمين أو العرب كما نعتقد، بل على الجميع... الحقد الذي رأيناه على روسيا اليوم لم نره على أي دولة في التاريخ، هذا الحقد تجاه روسيا والآخرين عمره قرون». واستذكر الأسد في هذا السياق الحرب العالمية الثانية قائلاً إن الغرب كان «سعيداً بدخول هتلر إلى روسيا... ولا أحد يتحدث عن أكثر من 26 مليون ضحية في روسيا، ولم يكن لديهم أي مشكلة معه أو القيام بأي هجوم ضده، بل قاموا بذلك عندما بدأ يخسر».
وأضاف الأسد: «لا نشكك في تقدم الغرب تقنياً وعلمياً وإدارياً، لكن لا شك لدينا في أن الغرب السياسي هو غرب منحط أخلاقياً، وهذه الصورة هي التي ستشكل رؤيتنا للغرب في المستقبل، وطريقة تعاملنا معه».
إلى ذلك، بحث المقداد، مع ستيفين بريتشارد رئيس البرامج والتخطيط في دائرة الأمم المتحدة لنزع الألغام «أونماس» آفاق ونشاط الدائرة في مجال نزع الألغام في سوريا.
وأكد المقداد أهمية «دعم الجهود الوطنية التي تقوم بها سوريا لإزالة الألغام بهدف إنقاذ أرواح المواطنين من التبعات الخطيرة للألغام والذخائر المتفجرة والتي خلفتها التنظيمات الإرهابية المسلحة وكذلك تمكين المهجرين من العودة إلى مدنهم وبلداتهم ومنازلهم وأراضيهم لممارسة حياتهم الطبيعية دون أي مخاطر».
ولفت المقداد إلى أن «سوريا بحاجة إلى جهود مخلصة من المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة لإنجاز هذا التحدي الكبير في الوقت الذي تستمر الدول الغربية بفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب تقوض جهود الدولة السورية في توفير الخدمات اللازمة لمواطنيها».
وأوضح المقداد أنه «تم مؤخراً تشكيل لجنة وطنية معنية بنزع الألغام هدفها تسهيل التعاون بين الجهات الدولية المعنية والمؤسسات الوطنية المختصة في هذا المجال ما يعكس مدى اهتمام الدولة السورية بهذا الملف ذي البعد الإنساني.
على صعيد آخر، أكد وزير التجارة السوري عمرو سالم، أن بلاده تسعى لاتخاذ إجراءات للحد من انعكاس ارتفاع الأسعار عالمياً عليها، مشدداً على أنه لن تنقطع.
وقال إن «سوريا تتأثر بارتفاع الأسعار العالمية، لكن الوزارة تعمل على اتخاذ مجموعة إجراءات للحد من هذا التأثير ولن تنقطع أي مادة أساسية من السوق، لكن لا بد من بعض الارتفاعات في الأسعار محلياً».
وأوضح أن «سوريا تتأثر بارتفاع الأسعار العالمية بالنسبة للمواد المستوردة خصوصاً أنها تستورد بكميات صغيرة ومتلاحقة بسبب الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على البلاد والتي تؤثر بدورها على عدد السفن والبواخر التي تصل إلى المرافئ».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.