كبار الشخصيات في العائلة المالكة ببريطانيا

كبار الشخصيات في العائلة المالكة ببريطانيا
TT

كبار الشخصيات في العائلة المالكة ببريطانيا

كبار الشخصيات في العائلة المالكة ببريطانيا

* دوق إدنبره
* زوج الملكة دوق إدنبره: ولد فيليب شليسفيغ هولشتاين سوندربرغ غلاكسبرغ في جزيرة كورفو اليونانية في يونيو (حزيران) 1921.
* تزوج فيليب والأميرة إليزابيث في كنيسة وستمنستر في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947 في حفل حضره رجال دولة وعائلات ملكية من جميع أنحاء العالم.
* يعرف فيليب بذكائه الحاد لكنه تسبب أيضا في إثارة مشكلات بتصريحاته العفوية غير المعدة سلفا. فقد قال لطلاب بريطانيين في الصين ذات يوم «إذا بقيتم هنا لفترة أطول فستصبحون من أصحاب العيون المغولية».
* خضع الأمير فيليب (92 عاما)، وهو الشخص الذي أمضى أطول فترة زواج مع ملكة أو ملك في بريطانيا، لعملية جراحية خلال عيد الميلاد لعلاج انسداد بأحد شرايين القلب.

* أمير ويلز ودوقة كورنوول
* أمضى الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا عمره ينتظر شيئين: العرش والظفر بحبه الحقيقي. وتحقق أحد هذين الهدفين بزواجه بكاميلا باركر باولز عام 2005 لتصبح كاميلا دوقة كورنوول.
* وجد الأمير تشارلز الذي تم إعداده منذ مولده لتولي العرش نفسه لسنوات يتوارى خلف بريق ديانا ومحط سخرية باعتباره من جيل قديم. لكنه اكتسب التعاطف تدريجيا بعد موت ديانا في حادث سيارة في باريس عام 1997.
* وصعدت باركر التي كان يحبها منذ فترة طويلة إلى بؤرة الضوء تدريجيا لكسب قبول أكبر، وظهر تشارلز كأب رصين وحنون بسبب الطريقة التي ربى بها ولديه الأميرين ويليام وهاري.

* دوق ودوقة كمبردج
* في أعقاب زواجه من كاثرين ميدلتون أنعمت الملكة إليزابيث الثانية على الأمير ويليام بلقب دوق كمبردج لتصبح كاثرين دوقة كمبردج.
* وويليام هو الابن الأكبر للأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا والأميرة الراحلة ديانا، والوريث الثاني للعرش البريطاني.
* التقى ويليام مع كاثرين في جامعة سان أندرو في اسكوتلندا حيث بدآ معا الدراسة في سبتمبر (أيلول) 2001. وقالت الكثير من المصادر إن تطفل وسائل الإعلام الذي لا يطاق أدى إلى انهيار علاقتهما عام 2007، ولكن سرعان ما استأنفاها مرة أخرى وتزوجا في أبريل (نيسان) 2011.

* الأمير هاري
* ولد الأمير هاري في سبتمبر 1984، ولقبته وسائل الإعلام باسم الأمير العابث. أطلق هاري مشروعا للأعمال الخيرية في أبريل عام 2006 تخليدا لذكرى والدته الراحلة لمساعدة الأطفال الذين تيتموا بسبب مرض الإيدز في ليسوتو.
* خدم هاري في أفغانستان عام 2008، ويعمل حاليا طيارا لطائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي». وانتقدته الصحافة ذات يوم ووصفته بأنه شاب عابث يشتبك مع المصورين المتطفلين أمام النوادي الليلية.
* الأمير هاري وشقيقه الأكبر ويليام ضابطان بالجيش. وخدما أيضا كسفيرين ثقافيين لبريطانيا، وعملا مع مؤسسة «السير مع الجرحى» الخيرية التي جمعت أموالا لتدريب وتعليم الجنود المصابين ومساعدتهم في العودة للعمل في الحياة المدنية.

* الأميرة آن
* رفضت الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث استمالة محبة المواطنين، لكنها حظيت بدلا من ذلك بإشادة واسعة كمؤيدة قوية للمؤسسات الخيرية العالمية.
* وحتى عند طلاقها عام 1992 من الفارس مارك فيليبس وزواجها مرة أخرى من تيموثي لورانس لم يؤثر ذلك على سمعتها التي اكتسبتها من أعمالها العامة.
* وكانت الأميرة آن ونجم منتخب إنجلترا السابق لكرة القدم ديفيد بيكام ورئيس الألعاب الأولمبية بلندن سيباستيان كو من بين الذين جلبوا الشعلة الأولمبية إلى بريطانيا من اليونان قبل أولمبياد لندن 2012.

* دوق يورك
* تخلى الأمير أندرو العام الماضي عن دوره كسفير تجاري متجول لبريطانيا بعد أشهر من تشهير وسائل الإعلام به لصداقته لشخص أميركي أدين في قضية استغلال أطفال جنسيا ولصلاته بنجل العقيد الليبي السابق معمر القذافي.
* وكان الابن الثاني للملكة إليزابيث ممثلا خاصا لهيئة حكومية تروج للتجارة البريطانية بالخارج وتسعى لاجتذاب الاستثمار الأجنبي منذ عام 2001.
* وتعرض أندرو، الذي طلق زوجته السابقة سارة فيرغسون عام 1996، لانتقادات لفترة طويلة من الصحف لقيامه برحلات خارجية تتسم بالبذخ الشديد وبسبب حياة «الانغماس في الملذات» التي يعيشها.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)