عناوين مهمة للأمهات

الأميرة تشارلوت تنعش الاقتصاد البريطاني وتُشعل حمى الأزياء الموجهة للأطفال

عناوين مهمة للأمهات
TT

عناوين مهمة للأمهات

عناوين مهمة للأمهات

لم تر النور سوى منذ بضعة أيام، إلا أن الكل يتحدث عن تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد البريطاني، إذ يؤكد المراقبون أن صناعة الأزياء وهدايا الأطفال شهدت ارتفاعا لافتا في الأسابيع الأخيرة. فقد وصلت المبيعات إلى 80 مليون جنيه إسترليني حتى قبل ولادتها. وبينما حقق أخوها، جورج، 247 مليون جنيه إسترليني في عام 2013. فإن الكل متأكد أن تأثير الصغيرة تشارلوت سيتعدى هذا الرقم بكثير، ليصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني سنويا. السبب حسب رأيهم، أن أزياء الإناث أكثر إغراء من أزياء الذكور نظرا لتنوعها وخضوعها لتغيرات الموضة العالمية، وفي الوقت ذاته يدوم تأثيرها طويلا، إلى أن تصل لسن الصبا والشباب. صحيح أن أزياءها وإكسسواراتها ستكون انعكاسا لذوق والدتها في الوقت الحالي، لكنها ما إن تصل إلى سن المراهقة والصبا حتى تبلور أسلوبها الخاص، وليس ببعيد أن ترث ذوق جدتها، الأميرة الراحلة ديانا، التي كانت أيقونة موضة بكل المقاييس. وحتى في حال ورثت ذوق والدتها، كيت، فإن الأمر ليس سيئا، بدليل أن كل ما تظهر به ينفد من السوق مباشرة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأزياء من المحلات المترامية في شوارع هذه الموضة المتاحة للعامة، مثل «ريس» أو «إل كي بينيت» وغيرهما، بل يعود لها الفضل في إنقاذ بعض الماركات التي كانت معرضة للإفلاس، كما في توسع بعضها الآخر عالميا. أما الفستان الذي ظهرت به بعد خروجها من المستشفى وهي تحمل الأميرة تشارلوت، فقد بيعت منه نسبة عالية قدرتها جيني باكام، مصممته بـ208 في المائة.
ورغم أنه لا أحد يختلف بأن الأميرة الصغيرة أكثر حظا من أخيها جورج، فإن قراءة في هوس الناس بأخبار الأمراء والأميرات والحمى التي أشعلها الأمير الصغير عندما ظهر في عيد ميلاده ببنطلون بلون أزرق داكن من القطن المضلّع من «آمايا كيدز» (36 جنيها إسترلينيا) بيع بالكامل بعد أيام، تؤكد أن كل ما ستظهر به تشارلوت لن ينفد هو الآخر من الأسواق فحسب، بل سيؤثر على الكثير من الأذواق على المدى الطويل، مثلها مثل هاربر، طفلة ديفيد وفيكتوريا بيكام أو بلو آيفي كارتر، ابنة بيونسي وجاي زي، أو نورث ويست، ابنة كيم كاردشيان. الفرق بينها وبين هؤلاء أن تأثيرها سيكون أقوى، لأنها ببساطة أميرة وهو ما سينعكس على أسلوبها. وإلى حين تكبر وتصبح صبية، فإن المحلات المتخصصة في أزياء الأطفال تريد أن تستمتع بهذه الفترة وأن تجني منها أكثر ما يمكن من الربح والشهرة العالمية، مثل:
- محل «آمايا كيدز» الكائن في منطقة تشيلسي جرين الراقية، وهو المفضل لدى دوقة كمبردج، كيت، كما تتسوق منه فيكتوريا بيكام والممثلة سيينا ميلر. السبب يعود إلى وفرة الأطقم المتكاملة بدرجات ألوان ترابية، فضلا عن قطع أنيقة مصنوعة من النسيج القطني الخشن (دانغري) وسترات صوفية تتناسب معها:
www.amaiakids.co.uk
- بما أن الفساتين المطبوعة بالزهور والمزينة بالكشاكش ستكون جزءا من خزانة أي طفلة صغيرة، فإن الإقبال سيزيد على المصممة البريطانية ريتشيل رايلي. فهي تشتهر بتصاميمها التقليدية والألوان المتوهجة التي تبعث على السعادة مثل الأصفر المرقط، فضلا عن قطع أخرى تزينها ياقات «بيتر بان» الكلاسيكية مع فيونكات طفولية تزين الخصر، وهو ما يعيد للأذهان أزياء العائلة المالكة في الخمسينات www.rachelriley.co.uk
- متجر «ستيلا ماكارتني كيدز» يوفر قطعا جذابة تأخذ بعين الاعتبار ذوق الأم والطفل في الوقت ذاته، لعل أكثرها شعبية: «بودي» بألوان قوس قزح (64 جنيها إسترلينيا) ملائم للأولاد والبنات مطرز عند الظهر
www.stellamccartney.com
- «توتسا ماكجينتي» ماركة بريطانية توفر تي – شيرتات ملونة وكنزات مع تصاميم حيوانات مرحة، مثل الكنزة الصفراء المقلمة برسمة الزرافة (35 جنيها إسترلينيا) والتي تعد مثالية لوقت اللعب www.footsamacginty.com
- هناك أيضا أزياء «روبي أند فريديز» المستوحاة من أيقونات لندن وتتضمن بيجامة «ليتل لندنرز آبلز آند بيرز» (99.‏17 جنيه إسترليني) التي تعزف أنغام كوكني الشعبية كلمسة مرحة على ملابس النوم التقليدية للمواليد.
www.rubyandfreddies.co.uk
- «كاث كدسون» ماركة بريطانية أخرى تفضلها العائلة المالكة، بدءا من حقائب الحفاضات التي يمكن تنظيفها بالمسح (تبدأ أسعارها من 75 جنيها إسترلينيا) إلى التصاميم المرحة بألوانها ونقشاتها. www.cathkidston.com
- حتى وقت استحمام الرضيع أخذه صناع الموضة بعين الاعتبار وتفننوا فيه، والمقصود هنا هو روب حمام من «ذي ليتل وايت كومباني» مثالي للف الرضيع بعد الاستحمام مباشرة (26 جنيها إسترلينيا). فهو مصنوع من القطن الناعم الذي يتميز بقدرة عالية على الامتصاص وسرعة الجفاف، كما يأتي مع غطاء للرأس مثبت عليه أذنا دب صغير لطيفتان. www.thewhitecompany.com
- جوجو مامون بيبي، - JoJo Maman Bebe ماركة بريطانية بلمسة فرنسية متوفرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتبيع كل شيء خاص بتجهيز حجرة المولود، بدءا من الأسرة والمهود المصنوعة على شكل سلة من الخيزران، وانتهاء بالمصابيح ذات الإضاءة الخافتة والأثاث.
www.jojomamanbebe.co.uk
- مثل ستيلا ماكارتني، تركز علامة «أرافور» Aravore على الصناعة الأخلاقية والمواد العضوية الراقية، وتعتبر العنوان المثالي لشراء أحذية خاصة بالرضع، لأنها منسوجة يدويا بطريقة الكروشيه أو مصنوعة من صوف المورينو العضوي 100 في المائة. www.aravore.com



هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
TT

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

إذا اتفقنا على أن مجلس الموضة البريطاني هو الربان الذي يقود دفة هذا القطاع بتقديم وسائل الدعم والأمان لصناعها والمبدعين فيها، فإن تعيين لورا وير رئيساً له، ذو أهمية قصوى. ربما الآن قبل أي وقت مضى. فهذا القطاع يعاني منذ عدة مواسم. محلات كبيرة أغلقت أبوابها واكتفت بتوفير منتجاتها عبر التسوق الإلكتروني، ومصممون شباب اختفوا من الساحة، أو على الأصح من الواجهة بسبب شح الموارد والإمكانات وغيرها من المشكلات التي لا تزال تبحث عن حلول.

شح الموارد والتغيرات الخارجية

حتى دار «بيربري» التي كانت أكبر قوة جذب لأسبوع لندن تعرضت لمشكلات كثيرة (بيربري)

لهذه الأسباب، كان من البدهي أن يفقد أسبوع لندن وهجه، إلى حد أنه بات يمر مرور الكرام من دون تهليل أو حماس في الآونة الأخيرة. المقياس هنا لا يقتصر على تراجع حجم التغطيات الإعلامية فحسب، بل أيضاً على عدد الحضور العالمي، الذي تقلص بشكل ملحوظ، بسبب الحجر أيام جائحة كورونا ومنع السفر بدايةً، ثم بسبب خفض الميزانيات المخصصة لمجلات الموضة، التي لم تسلم هي الأخرى من تبعات الأزمة الاقتصادية.

في ظل هذا التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً للحماس والفضول. فالمطلوب منها هو تحريك المياه الراكدة وقيادة الدفة بالاتجاه الذي تحتاج إليه الموضة البريطانية لتتجاوز العاصفة إلى بر الأمان.

مَن لورا وير؟

لورا وير الرئيس الجديد لمجلس الموضة البريطانية (مجلس الموضة)

السؤال الذي يمكن أن يطرحه البعض :هو كيف وصلت وير إلى هذا المنصب المؤثر؟ وما سيرتها الذاتية؟ والجواب أنها حتى عهد قريب عملت في محلات «سيلفردجز» اللندنية رئيساً في قسم الإبداع والتواصل. قبل ذلك ولعقدين من الزمن، عملت محررة أزياء متخصصة في عدة مجلات، نذكر منها «درايبرز» و«فوغ» النسخة البريطانية، وصحيفة «ذي صانداي تايمز». في عام 2015، عُيِنت رئيسة تحرير للملحق الأسبوعي ES لجريدة «إيفنينغ ستاندرد» الذي أعادت تصميمه بالكامل. بعد أن تركت المجلة ES أنشأت وكالة استراتيجية متخصصة في الاتصالات والتوجيه الإبداعي، وفي عام 2023، انضمت إلى محلات «سيلفردجز» للإشراف على فريق الإبداع والتسويق والاتصالات. هذا فضلاً عن مناصب أخرى شغلتها وكانت لها ذات الأهمية. كانت مثلاً عضواً في مجلس الموضة البريطاني قبل أن تكون رئيساً له. كما كانت مستشارة للأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون (بافتا).

هذه المناصب وغيرها فتحت أمامها أبواب التعامل المباشر مع صناع الموضة الكبار والصغار وأيضاً مع المواهب الصاعدة من شتى الفنون. تعرفت على طموحاتهم ومشكلاتهم. على خبايا الأمور وظاهرها. وهذا ما يجعلها خير خلف لكارولاين راش التي تبوأت هذه الوظيفة لـ16 عاماً، وأعلنت مغادرتها له في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

التحديات

كادت «روكساندا» تُعلن إفلاسها لولا تدخل مستثمرين (روكساندا)

رغم أهمية المنصب الذي ستبدأه بشكل فعلي في شهر أبريل (نيسان) المقبل، فإن التوقيت شائك ويحتاج إلى دراية عالية ونَفَس طويل. فصناعة الموضة البريطانية تعاني من تباطؤ وركود منذ سنوات، وأسبوعها الذي يعد الأوكسجين الذي يتنفس منه مبدعوها ويطلون من خلاله على العالم أصابه الوهن بشكل لم يشهده منذ انطلاقه في عام 1984. صحيح أنه مرَّ بعدة أزمات في السابق، لكنها كانت ماليّة في الغالب، إذ كان يشكو من شح التمويل والإمكانات، فيما هي الآن نفسية أيضاً بسبب التراكمات الاقتصادية والسياسية وما نتج عنها من ضغوط وقلق.

من تشكيلة إيرديم الأخيرة (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

ما لا يختلف عليه اثنان أن أسبوع لندن لا يزال يتمتع بروح الابتكار، وأنه لا يزال أكثر واحد من بين العواصم العالمية الأخرى، نيويورك وميلانو وباريس، احتضاناً للآخر. يفتح الأبواب على مصراعيها لكل الجنسيات، ويمنح فرصاً لكل من توسّم فيه الإبداع، إلا أنه يتعثَّر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فنسبة عالية من العاملين في صناعة الموضة من جنسيات مختلفة. كأن هذا لا يكفي، جاءت جائحة كورونا ثم حرب أوكرانيا وغيرها من الأحداث التي كان لها أثر مباشر على كثير من المصممين وبيوت الأزياء. روكساندا إلينشيك، مثلاً، وهي مصممة صربية الأصل ومن أهم المشاركين في أسبوع لندن، كادت تتعرض للإفلاس العام الماضي، لولا تدخل أحد المستثمرين. وإذا كانت «روكساندا» محظوظة في هذا الجانب، فإن غيرها تواروا عن الأنظار بصمتٍ لأنه لا أحد أمدَّهم بطوق نجاة.

دار «بيربري» لم تنجُ من تبعات الأزمة الاقتصادية وتغيرات السوق (بيربري)

بل حتى دار «بيربري» التي كانت تتمتع بأكبر قوة إعلانية في بريطانيا، الأمر الذي يجعلها عنصر جذب مهماً لوسائل إعلام وشخصيات عالمية تحرص على حضور الأسبوع من أجلها، تشهد تراجعاً كبيراً في المبيعات والإيرادات. بدأت مؤخراً تراجع استراتيجياتها وتُعيد النظر في حساباتها.

استثمار في المواهب

ومع ذلك فإن قوة الموضة البريطانية تكمن في شبابها. هم الورقة الرابحة التي تُعوِّل عليها للإبقاء على شعلة الإبداع من جهة، وعلى سمعة أسبوعها العالمي منبعاً للابتكار وتفريخ المصممين من جهة ثانية. قد يجنحون إلى الغرابة أو حتى إلى الجنون أحياناً لكنه جنون يغذّي الخيال ويحرِّك الأفكار الراكدة، وهذا ما تعرفه لورا جيداً بحكم تعاملها الطويل معهم.

من عرض «روكساندا» لربيع وصيف 2025 (روكساندا)

والدليل أن لورا لا تقبل التحدي فحسب، بل تعده مثيراً. في بيان صحفي وزَّعه مجلس الموضة البريطاني قالت: «يشرفني أن أقود الفصل الجديد في وقت مثير ومحوري لصناعة الأزياء البريطانية... إني أتطلع إلى العمل مع فريق المجلس لدعم الثقافة والإبداع، وتحفيز نمو الأزياء البريطانية، محلياً وعالمياً، وكذلك دعم المصممين الناشئين والمخضرمين على حد سواء».

ما مهمات الرئيس؟

رغم موهبة «روكساندا» وبراعتها الفنية تعثّرت مؤخراً وتدخُّل مستثمرين أعاد لها قوتها (روكساندا)

ما خفيَ من مسؤوليات منصب رئيس مجلس الموضة البريطانية أكبر من مجرد دعم الشباب وتحريك السوق. من بين ما على لورا وير فعله، عقد شراكات مجدية مع صناع الموضة، من رجال أعمال وأصحاب مصانع وحرفيين من شتى المجالات، إلى جانب التواصل مع جهات حكومية. فقطاع الموضة من أهم القطاعات الصناعية في بريطانيا، ويعد الثاني بعد صناعة السيارات، وهو ما يجعله من أعمدة الاقتصاد الأساسية.

في دورها الجديد أيضاً، ستشرف لورا على المعاهد الدراسية والأكاديميات المتخصصة، بتوفير منح للمتفوقين أو من ليست لديهم الإمكانات لدفع رسوم الدراسات العليا من خلال برامج عدة جرى إنشاؤها منذ سنوات، وكل ما عليها الآن هو إمدادها بطاقة جديدة تُعيد لها حيويتها وديناميكيتها.