عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> ماديار مينيليكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات، التقى رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عبد الله محمد المزروعي، لبحث علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دولة الإمارات وجمهورية كازاخستان، وجرى خلال اللقاء استعراض تعزيز مجالات التعاون التجاري وتوسيع الأعمال التي شهدت تطورات إيجابية ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدين أهمية تعزيز جهود مجتمع الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص لفتح آفاق ومجالات جديدة أمام رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين الصديقين.
> طارق عثمان العثمان، القائم بالأعمال بالإنابة لدولة قطر (غير مقيم) لدى غواتيمالا، استقبله الرئيس الخاندرو جياماتي رئيس جمهورية غواتيمالا، أول من أمس، وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين. حضر المقابلة، سعادة السيد ماريو بوكارو وزير الخارجية بجمهورية غواتيمالا.
> برنارد لينش، سفير أستراليا في الأردن، زار أول من أمس، جامعة آل البيت، حيث التقى خلال الزيارة بالدكتور هاني الضمور رئيس الجامعة، الذي استعرض العلاقات الثنائية المميزة ما بين أستراليا والأردن وكيفية تعزيز التعاون بين الجانبين. كما التقى السفير بعمداء كليات العلوم التربوية والآداب والعلوم الإنسانية والشريعة والأساتذة الذين درسوا في الجامعات الأسترالية، وعلى هامش اللقاء تم التطرق إلى عدد من أوجه التعاون ما بين السفارة الأسترالية والجامعة كتنفيذ برامج للتبادل الطلابي.
> حمد الكعبي، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدولة الإمارات لدى جمهورية النمسا، إلى الدكتور ألكسندر فإن دير بيلين رئيس جمهورية النمسا، في قصر هوفبرج الرئاسي في فيينا، وتمنى الرئيس للسفير التوفيق في مهام عمله، وتطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم كل دعم ممكن لتسهيل مهامه. من جهته، أعرب السفير عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات لدى جمهورية النمسا، وحرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
> محمد تيجاني حبيبو، سفير جمهورية غانا لدى المملكة العربية السعودية، التقى أول من أمس، برئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد بن سالم العامري، في مكتبه، بحضور عدد من قيادات الجامعة، وطلاب جمهورية غانا، وجرى خلال اللقاء، مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين جامعة الإمام وجامعات غانا.
> مارجن كوبياك، سفير بولندا لدى العراق، التقى أول من أمس، برئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية الوزير المفوض طارق عادل الشاهر، لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية وأهمية إيجاد آفاق جديدة للتعاون بين العراق وبولندا بما يخدم مصالح البلدين، وقدم الشاهر الشكر لموقف الحكومة البولندية باستقبال القادمين العراقيين من أوكرانيا. من جانبه، أشار السفير البولندي إلى أن الحكومة البولندية على استعداد لمساعدة العراق وكافة الدول الأخرى بشأن مواطنيهم الذين يقيمون في أوكرانيا.
> خالد السهيلي، سفير تونس لدى الأردن، التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية خلدون حينا، وقال رئيس اللجنة إن الأردن وتونس يتمتعان بسياسة متقاربة ونهج معتدل في التعامل مع القضايا الدولية والسياسية، وأكد أن الأردن يقف ويؤيد جميع القرارات التي من شأنها المحافظة على مصلحة وحقوق الشعب التونسي. فيما أشاد السفير باهتمام اللجنة بما يدور على الساحة التونسية، مؤكدا أن العلاقات التونسية الأردنية تتمتع بمتانة وخصوصية عالية، كونها تستمد قوتها من الشراكة الفاعلة بين البلدين.
> دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، التقى أول من أمس، وفد اتحاد المحامين العرب، برئاسة الأمين العام النقيب المكاوي بنعيسى، ورحب السفير بزيارة الوفد مثمنا الجهود المتواصلة والتعاون الدائم بين السفارة والاتحاد ومواقفه الوطنية المشرفة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الرسمية والشعبية، مؤكدا على الاستفادة من خبرات الاتحاد في القضايا الحقوقية التي تعرضها دولة فلسطين على المحكمة الجنائية الدولية وكافة المنابر الحقوقية.
> أوكا هيروشي، سفير اليابان بالقاهرة، استقبلته أول من أمس، وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، لمناقشة أوجه التعاون الثنائي في ملفي الحد من مخلفات البلاستيك ومشروعات المناخ، في إطار التحضير لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ، وأثنت الوزيرة على التعاون المصري الياباني الممتد في مجالات البيئة، ودور الجانب الياباني في تقديم الدعم الفني للوزارة، مرحبةً ببحث سبل التعاون الثنائي في مجال الحد من مخلفات البلاستيك خاصةً في المناطق البحرية، في ظل اهتمام مصر وجهودها في مواجهة هذا التحدي.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)