مسؤولون في الأنبار: صد هجمات على الرمادي من 3 محاور

مد جسور مؤقتة بدل المدمرة لتأمين تنقلات القوات العسكرية

مسؤولون في الأنبار: صد هجمات على الرمادي من 3 محاور
TT

مسؤولون في الأنبار: صد هجمات على الرمادي من 3 محاور

مسؤولون في الأنبار: صد هجمات على الرمادي من 3 محاور

بعد أسبوع من الهدوء النسبي، تجددت المعارك داخل مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وفي أطرافها بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي تنظيم داعش الذين شنوا سلسلة من الهجمات على مدينة الرمادي من جهاتها الشرقية والغربية والشمالية.
وأبلغ فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، «الشرق الأوسط» بأن «القوات الأمنية وأبناء العشائر تمكنوا من صد هجوم واسع النطاق شنه مسلحو (داعش) على مناطق البوجليب وزنكورة وطوي (غرب الرمادي)، وتكبيد عناصر التنظيم عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن تدمير آليات ومعدات عسكرية». وأضاف أن «مسلحي التنظيم حاولوا الحصول على موطئ قدم لهم في تلك المناطق، إلا أن المقاومة العنيفة من قبل القوات الأمنية وأبناء العشائر أجبرت المهاجمين على الانسحاب»، مشيرا إلى أن «طائرات التحالف الدولي وطائرات الجيش استهدفت تجمعات وأوكار المسلحين في تلك المناطق وقتلت الكثير منهم».
وفي الجهتين الشرقية والشمالية لمدينة الرمادي، أفاد نائب قائد الفرقة الذهبية الثالثة، العميد عبد الأمير الخزرجي، بصد هجومين من منطقة الصوفية ومنطقة السجارية، مشيرا إلى «مقتل العشرات من مسلحي التنظيم».
بدوره، كشف مصدر أمني عن تفجير «داعش» عددا من المباني في الرمادي بما فيها عشرات المنازل العائدة لضباط ومنتسبي شرطة الرمادي، شرق المدينة، وبناية القسم الداخلي لإعدادية الصناعة. وأضاف أن «جميع تلك المنازل كانت خالية من ساكنيها الذين نزحوا قبل أسابيع».
يذكر أن المسلحين فجروا عددا كبيرا من البنايات والجسور ومنشآت البنى التحتية في المناطق التي دخلوها في الأنبار. وفي هذا السياق، أوضح أركان خلف الطرموز، رئيس لجنة الإعمار في مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التقديرات الأولية لحجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمناطق السكنية في مدينة الرمادي تتجاوز 60 في المائة، بما فيها تدمير أكثر من 18 جسرا وأكثر من 20 حيا سكنيا والعشرات من المباني الحكومية». وأضاف الطرموز «مدينة الرمادي وحدها شهدت تدمير أكثر من 38 ألف دار سكنية». وتقدر لجنة الإعمار في الأنبار الكلفة التخمينية لإعادة إعمار وتأهيل الأحياء السكنية والجسور والمباني الحكومية المدمرة بما يزيد على 8 مليارات دولار.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الإعمار والإسكان عن مد جسور مؤقتة في المحافظة لتأمين تنقل الوحدات العسكرية. وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الواحد الشمري، لـ«الشرق الأوسط»، إن أغلب المشاريع في المحافظة «توقفت جراء الحرب، بينها 60 جسرا»، مشيرا إلى أن الفرق الهندسية للوزارة ترافق الآن القطعات العسكرية من أجل مد جسور مؤقتة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.