مادونا... خرافة الشباب الأبدي

صورها من دون «فوتوشوب» تفتح نقاش الخديعة

ملكة البوب مادونا في لقطة من شبابها
ملكة البوب مادونا في لقطة من شبابها
TT

مادونا... خرافة الشباب الأبدي

ملكة البوب مادونا في لقطة من شبابها
ملكة البوب مادونا في لقطة من شبابها

لم تسلم مادونا من الجدل. يوم قررت ملكة البوب الأميركية البدء من نيويورك، وضعت نفسها أمام مفاجآت الحياة. آنذاك عملت نادلة وراقصة، وعرضت الأزياء، قبل ضحكات القدر. ظلت الهواجس تتربص بها، أفظعها تلك المتعلقة بصورة مجد الثمانينات والخوف من تلاشيها. التصق العمر، أيضاً، بهواجسها. كانت في شبابها أيقونة استعراض وموضة، فتجرأت التجاعيد على التسلل. حين لمحتها، تجهزت لردعها. شكلت خصماً لا يستخف به، خصوصاً مع امتدادها وتراكمها. طوال سنوات، ومادونا تعيش من أجل صورة النجمة.
تتجنب تصريحات تراها عقيمة وتتعارض مع حريتها الشخصية، حيال ما أجرته من جراحات تجميل. منذ بداية التقدم في السن، والأسئلة تتكاثر في رأسها. كلها تدور حول خرافة الشباب إلى الأبد والصورة الخالدة. توصد الباب على فضول الآخرين ولا تعطي أجوبة حاسمة حول الجراحات وعددها ومواضعها. تهمل المنشغلين بالتكهنات، البارعين في التحليل والتضليل. يتحدثون عن شد ونفخ و«بوتوكس» و«فلير»، وعن إنفاقها مبالغ طائلة من ثروتها لتحسين المظهر. مادونا تتجاهل ولا تبالي. الصور الأخيرة لصحيفة «ميرور» أكدت قسوة الحقيقة.
لم تخف نظارتها السوداء ملامح وجهها المتغير. إنها مادونا من دون تلاعب في الصورة، امرأة ستينية، بترهلات وشرايين منتفخة. كانت خارجة من حانة في لندن ومعها ابنها روكو ريتشي. ما التقطته «ميرور» ليست صورة النجمة كما تفضلها عن ذاتها. فيها أكثر ما تخشاه: العمر. وهو يكمل زحفه ولا تفلح كمائنها في هزيمة جيوشه.

مادونا والخوف من العمر

تعتاد مادونا على تلقي السهام، فالمنتقدون كثر، وهي نفسها لا توفر فرصة لتهدئة الرشق. «إنستغرام» ميدانها المشتعل. ترميه بصور تلك الشابة العصية على الكبر، مستعينة بصياد الجمال المدعو «فوتوشوب». حاضر لخدمتها. ينفذ الأوامر ويلتزم حرفياً بها. لون العينين، تسريحة الشعر، انتفاخ الخدين، شكل الشفتين، والقوام الممشوق. يجعلها النسخة الحلم عن نفسها. امرأة لا تبلغ الشيخوخة.
«تعري» صور «ميرور» المظهر المتهاوي مع الوقت وتفتح النقاش حول استحالة الجمال الأبدي. وما يعني مادونا، يشمل كثيرات. المفارقة أنها قبل الصور الموصوفة بـ«الصادمة»، شاركت النجمة الإيطالية الأصل متابعيها البالغين نحو 18 مليوناً في «إنستغرام» صوراً مغايرة تماماً للواقع. تترك سنواتها الـ64 جانباً، وتتعمق بثلاثينياتها. خروجها من الحانة في لندن، واجهها بفجاجة العمر.
تخشى النجمة جمهوراً يريدها «على المسطرة». كأنه هو من فئة البشر، يتقدم في السن، تجتاحه التجاعيد، يمسه بياض الشعر؛ وهي من فئة الدمى، لا يعترضها جرف الزمن. نجمات يمضين حياتهن في محاولة استرضاء مستحيلة لجمهور يقيمهن بالشكل قبل المحتوى. المسألة ليست عربية فحسب، بل غربية أيضاً. لا تجد مادونا أمام دفع موجة التجاعيد عن يديها، سوى تغطيتهما بقفازات، فتخفف عن نفسها الوطأة. تعاسة من نوع آخر.
الفداحة في تمثل الملايين بصور نجمات هي في الحقيقة ليست صورهن! يكبر القناع على وجه العالم حتى يصبح هائلاً. يكاد يتحول بأكمله نسخاً متشابهة. إمبراطورية الـ«فوتوشوب» تفعل هذا وأكثر. والأكذوبة تلو الأكذوبة على «إنستغرام» على مرأى ملايين المتابعين، وملايين المراهقات الحالمات بجسد كجسد النجمة، وشعر كشعرها، ووجه لا يكبر كوجهها، ونضارة إلى الأبد. التأثير السلبي يصل بالبعض إلى الاكتئاب. وببعض آخر إلى الانتحار.
مصير الجلد الرخاوة، هذه طبيعة الإنسان. النقاش طويل في مسألة الحرية الشخصية وحق الفرد باختيار الصورة المفضلة عن نفسه. والأصوات منقسمة بين مدافع عن التجميل بكونه يرمم ما تراه للنفس «تشوهاً»، ومعترض عليه بكونه لا يبقي ملمحاً على حاله، فيأتي غالباً بنتيجة عكسية: بدل الجمال، فظاعة!
تفرض الإنسانية حذف صفات كالبشعة والممتلئة، حين تتوجه الأصابع للدلالة على امرأة. تعرض مادونا للتنمر، يرفقه المتنمرون بحجة: نشرها قبل أيام من صور «ميرور» صوراً لمادونا أخرى، بالكاد تلتقي وإياها ببقايا الشبه. بعض المنتقدين أنفسهم، لا يرحمون نجمة قد تنشر صورتها كما هي فور استيقاظها من النوم مثلاً. أو من دون مساحيق تجميل. أو في لحظة تعب وفترة مرض. سيسارعون إلى صب الزيت على النار: «زومبي» و«قبيحة» وعشرات الإهانات. تبدل وجهها، فالوجوه «المثالية» لا تبقى على حالها.

مادونا وابنها لحظة خروجهما من حانة في لندن

ليت المرء يحتفظ بجيوب يخبئ فيها العمر. فكلما تقدم سنوات، اقتطع بعضه وحفظه من الضوء والشمس وعواصف الشتاء، فلا يتأثر بالتخبط والتقلب ودورة الطبيعة. في مادونا إحساس قوي بالرغبة في الاستفزاز، يغذيه الفقدان الأليم لوالدتها المتوفية بالسرطان وهي صغيرة. كأنها ترد صفعات الحياة بالتعري أمامها والتمسك بصورها يوم كانت مذهلة، فاتنة الملايين حول العالم، وواحدة من أهم نجمات أميركا.
أحد ليس مخولاً بإدانة أحد، وإن بلغ الهوس بطمس العمر درجة حزينة في حياة مادونا، فـ«استعارت» جسد شابة أسترالية عشرينية، ووضعت عليها صورة رأسها لطرح ألبومها «Joy Division»! النقاش هنا ليس إفراط النجمة في عرض المفاتن حد استغراب معلقين تصرفاتها «برغم تقدمها في السن» واعتبارها «غير لائقة». هو في النظرة إلى الذات والرضى عن النفس وتقبلها. الأخطر، خديعة «إنستغرام» حين تكذب الصورة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.