«الخلايا الجذعية» تتدخل لإنقاذ وحيد القرن الشمالي من الانقراض

تعيش فاتو ونجين في محمية «أول بيجيتا» في كينيا
تعيش فاتو ونجين في محمية «أول بيجيتا» في كينيا
TT

«الخلايا الجذعية» تتدخل لإنقاذ وحيد القرن الشمالي من الانقراض

تعيش فاتو ونجين في محمية «أول بيجيتا» في كينيا
تعيش فاتو ونجين في محمية «أول بيجيتا» في كينيا

اقترب فريق بحثي ألماني خطوة من إنتاج خلايا بويضة صناعية من الخلايا الجذعية لحيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي، تمهيداً لاستخدامها في تكاثر الحيوان المهدد بالانقراض. ويعد هذا الحيوان من أبرز الأنواع المهددة بالانقراض، ولم يعد على قيد الحياة سوى اثنين من حيوانات هذا النوع، وهما «فاتو» و«نجين»، وكلاهما من الإناث، نتيجة لذلك، لم يعد بإمكان هذه الأنواع الفرعية التكاثر بشكل طبيعي، ويبدو الانقراض أمراً لا مفر منه. ويعمل «اتحاد الإنقاذ الحيوي» الألماني، بالتعاون مع مركز «ماكس ديلبروك» للطب الجزيئي في جمعية «هيلمهولتز» بألمانيا، جنباً إلى جنب مع شركاء في جامعات بميونخ وهولندا واليابان، ضد عقارب الساعة، لضمان عدم اختفاء وحيد القرن الأبيض الشمالي من كوكبنا إلى الأبد، عن طريق استخدام خلايا الجلد المأخوذة من وحيد القرن الأبيض الشمالي لإنشاء خلايا جذعية محفزة في المختبر، التي يمكن أن تتطور في النهاية إلى خلايا بويضات غير ناضجة.
واتخذ الفريق البحثي خطوة كبيرة نحو هذا الهدف، حيث أعلن الباحثون في دراسة نشرتها أول من أمس دورية «ساينتفيك روبورتيز»، عن «نجاحهم في استخدام طريقة تُعرف باسم (إعادة البرمجة العرضية) لإنتاج خلايا وحيد القرن الأبيض الجذعية المحفزة بنجاح».
وتضمن ذلك قيام الباحثين بإدخال جزيئات «دنا» أجنبية تسمى «بلازميدات» في خلايا الجلد التي حصلوا عليها. واحتوت هذه البلازميدات على جينات لإعادة برمجة خلايا الجلد إلى خلايا جذعية. ووجدوا «تشابهاً بشكل ملحوظ بين الخلايا الجذعية من وحيد القرن المتولدة بهذه الطريقة مع الخلايا البشرية المكافئة لها». ويقول ميشا دروكر، من مركز «ماكس ديلبروك» للطب الجزيئي في جمعية «هيلمهولتز» بألمانيا، إنه «إذا نجح التكاثر من الخلايا الجذعية، فيمكن استخدام هذه التقنية لإحياء العديد من الأنواع المهددة أو المنقرضة بالفعل».
ويتم تخزين أكثر من 10 آلاف خلية حية من أكثر من ألف نوع من الأنواع المهددة بالانقراض في حديقة الحيوانات المجمدة في مركز «أرنولد ومابيل بيكمان» لأبحاث الحفظ في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وفي بنك «أي زد دبليو» الحيوي في برلين. ويضيف دروكر في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمركز بالتزامن مع نشر الدراسة، «يمكن استخدام هذا المورد الثمين لإعادة الأنواع إلى حافة الانقراض، وسيكون وحيد القرن الأبيض حينئذٍ مجرد البداية».


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.