بايدن: أميركا تجرّد روسيا من وضع «الدولة الأولى بالرعاية»

قال بايدن إن الخطوة ستسدد «ضربة ساحقة أخرى» لروسيا (أ.ب)
قال بايدن إن الخطوة ستسدد «ضربة ساحقة أخرى» لروسيا (أ.ب)
TT

بايدن: أميركا تجرّد روسيا من وضع «الدولة الأولى بالرعاية»

قال بايدن إن الخطوة ستسدد «ضربة ساحقة أخرى» لروسيا (أ.ب)
قال بايدن إن الخطوة ستسدد «ضربة ساحقة أخرى» لروسيا (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس (الجمعة)، إن الولايات المتحدة ستلغي وضع روسيا بوصفها «الدولة الأولى بالرعاية» لمعاقبتها على غزوها أوكرانيا. وسيمهد هذا التغيير، الذي قال بايدن إنه اتخذ بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، الطريق أمام واشنطن لفرض رسوم على قطاع عريض من السلع الروسية ويزيد الضغط على اقتصاد يقف على حافة ركود شديد.
وقال الرئيس الأميركي إن الدول الصناعية السبع الكبرى ستلغي وضع «الدولة الأولى بالرعاية» الممنوح لروسيا، وأعلن فرض حظر أميركي على المأكولات البحرية والمشروبات الروحية الروسية والألماس الروسي، في أحدث خطوات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
وقال بايدن إن هذه الخطوة ستسدد «ضربة ساحقة أخرى» لروسيا مع مواصلة عدوانها في أوكرانيا. وقال بايدن إن الرئيس فلاديمير بوتين «معتدٍ»، وعليه أن «يدفع الثمن». وأضاف أيضاً أن الولايات المتحدة ستضيف أسماء جديدة إلى قائمة النخبة الروسية الخاضعة لعقوبات وستحظر تصدير السلع الكمالية إلى روسيا. وقالت مجموعة السبع في بيان: «ما زلنا مصممين على عزل روسيا بشكل أكبر عن اقتصاداتنا والنظام المالي الدولي». وشكلت التجارة نحو 46 في المائة من الاقتصاد الروسي في عام 2020 ويرتبط كثير منها بصادرات الطاقة التي تعتمد عليها الدول الأوروبية في التدفئة والكهرباء، ما يجعل من غير الواضح مدى عمق تأثير هذه التحركات على الاقتصاد الروسي. وأضاف بايدن أن «هذه هي أحدث خطوات نتخذها، ولكنها ليست آخر الخطوات التي نتخذها». وحذر بايدن من أن روسيا ستدفع «ثمناً باهظاً» إذا استخدم الجيش الروسي أسلحة كيماوية ضد أوكرانيا. وأبدت الولايات المتحدة مخاوفها من أن تمهد روسيا الطريق لهجوم بالأسلحة الكيماوية دون أن تدعم ذلك بأدلة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، إنه إذا كانت روسيا تستهدف المدنيين في أوكرانيا «فسيكون ذلك جريمة حرب». وقال البيت الأبيض في بيان منفصل، إن بايدن سيحظر الاستثمارات الأميركية في روسيا خارج قطاع الطاقة، وإن دول مجموعة السبع ستتحرك لمنع روسيا من الحصول على أموال من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وتأتي هذه التحركات المنسقة لواشنطن ولندن وحلفاء آخرين بالإضافة إلى مجموعة من العقوبات غير المسبوقة وقيود التصدير والقيود المصرفية التي تهدف إلى الضغط على بوتين لإنهاء أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأدت هذه الإجراءات بالفعل إلى انهيار الاقتصاد الروسي ويتوقع صندوق النقد الدولي سقوطه الآن في «ركود عميق» هذا العام. وتوسع الولايات المتحدة نطاق العقوبات المفروضة على روسيا لتشمل المديرين التنفيذيين للبنوك الخاضعة للعقوبات والمصرفي الروسي يوري كوفالتشوك، فضلاً عن نواب روس. وقال البيت الأبيض في بيان: «لا يمكن لروسيا أن تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ وتتوقع الاستفادة من كونها جزءاً من النظام الاقتصادي الدولي». وسيتطلب إلغاء الوضع الذي تتمتع به روسيا إجراء من الكونغرس، لكن أعضاء كل من مجلسي النواب والشيوخ أشاروا بالفعل إلى دعمهم. وقالت مصادر بالإدارة إن البيت الأبيض سيعمل مع النواب على إصدار تشريع لإلغاء وضع روسيا. وتشمل أهم الواردات الأميركية من روسيا المعادن والأحجار الكريمة والحديد والفولاذ والأسمدة والمواد الكيماوية غير العضوية، وكل هذه السلع قد يتم فرض تعريفات جمركية أعلى عليها بمجرد قيام الكونغرس بإلغاء وضع الدولة الأولى بالرعاية لروسيا.


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».