كمال أبو رية: ما زلت أملك رفاهية رفض بعض الأعمال

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن مسلسله «الحلم» واعتبر أن الدراما {تعاني من انحدار خطير}

الفنان المصري كمال أبو رية
الفنان المصري كمال أبو رية
TT

كمال أبو رية: ما زلت أملك رفاهية رفض بعض الأعمال

الفنان المصري كمال أبو رية
الفنان المصري كمال أبو رية

دافع الفنان المصري كمال أبو رية، عن اختياراته الفنية، ورأى أنه متصالح مع نفسه، وأن كل ممثل يمر بمرحلة توهج في مشواره الفني، وهو «ما تحقق له في السابق»، رغم ذلك، قال إن «لديه القدرة على رفض ما لا يعجبه من أعمال».
وتحدث أبو رية إلى «الشرق الأوسط» عن مسلسله «الحلم»، ورأى أنه يحمل بعداً وطنياً، كما عقد مقارنة بين الفن في السنوات السابقة، وما يجري راهناً، وذهب إلى أن «الدراما أصبحت تعاني من انحدار خطير»، كما تطرق لصنّاعها، وقال إن الشباب منهم يركزون على التسلية بغضّ النظر عن المضمون... وهنا نص الحوار:

> لماذا ترى دورك في مسلسل «الحلم» مُهماً رغم محدوديته؟
- المسلسل يتناول التطور الحادث في العشوائيات خصوصاً حي «الأسمرات» وانتقال المواطنين لمستوى يحفظ لهم حياة كريمة، وهو في الحقيقة عُرض عليّ، وأراه ممتازاً جداً لكونه يحمل بُعداً وطنياً؛ ففي تفاصيله سنلاحظ أن الدولة المصرية حققت إنجازات كثيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. فضلاً عن أن الشخصية التي أجسدها جديدة، وتتمثل في الرجل الصوفي والرومانسي في ذات الوقت والراقي في تصرفاته وكان على علاقة حب قديمة لم تكتمل بسبب سفر حبيبته، وقد حدثني المخرج حسني صالح، وكان صريحاً معي بشأن أن الشخصية ليست لها مساحة كبيرة في العمل، ولكني وافقت عليها لأنها ذات تأثير قوي على مجريات الأحداث، فضلاً عن بنائها الدرامي بشكل سليم وصادق.
> وهل الأعمال التي تُعرض عليك تعوّض غيابك الطويل؟
- لديّ تصالح كبير مع نفسي؛ وأعي تماماً أن كل ممثل يمر بمرحلة توهج في فترة ما من حياته الفنية يستطيع فيها الاختيار بأريحية، وكان هذا متاحاً لي في التسعينات وبداية الألفينات عندما قدمت شخصيات «قاسم أمين» و«علي مبارك» في مسلسلات درامية؛ ولكن في معظم الأحيان يختار الممثل فقط مما يُعرض عليه، وقد يكون من ضمن المعروض الجيد فيوافق عليه وقد لا يكون على المستوى المطلوب فيرفض بعض أو كل الأعمال، وهذه سُنة الحياة وطبيعة مهنتنا، ولكن ما يهمني بالمقام الأول أنني لديّ القدرة على الرفض في حالة إذا لم يعجبني العمل. فأنا لست مضطراً للقبول بسبب دوافع صعبة كالاحتياج المادي على سبيل المثال.
> وما سبب عدم ظهورك خلال الأعوام الماضية بالشكل الكافي؟
- اختلاف النظرة إلى الفن وقضاياه في الوقت الراهن وراء هذا الأمر، فمسار الفن في مصر يرتبط بالظروف المحيطة به دوماً على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ونحن الآن نعيش في عصر يعاني فيه من ساهموا في تقديم فن جيد يرتقي بالعقول من التهميش، ما أسفر عن وجود نوعيات أخرى من المؤلفين والمخرجين، فضلاً عن تدخل الظرف الاقتصادي متمثلاً في تحكم بعض القنوات الفضائية فيما يقدَّم وبالتالي رأس المال قد حكم الأمر من زاوية أخرى.
ولكن أخيراً بدأ القائمون على الصناعة يدركون أن الدراما أصبحت تعاني من انحدار خطير والموضوعات ليست جيدة وتخلو من المصداقية ووجهات النظر، وتنبهوا لخطورة الوضع، ومنذ عامين تقريباً بدأتْ الاستعانة بأًصحاب القضايا ومن لديهم فكر حقيقي ومشغولين بتقديم قصص اجتماعية تحترم الناس، وأعتقد أني كنت من ضمن هؤلاء وغيري أيضاً.
> اكتفيت أخيراً بأداء أدوار ضيف الشرف؟
- هذا حدث بالفعل في عملين أو ثلاثة على الأكثر خلال الفترة الأخيرة، وأختار عادةً هذه النوعية لشعوري أنها قد تصنع فارقاً سواء معي أو مع شخص آخر، مثلما قررت تجسيد دور ضيف شرف مع الشاب أحمد مالك في أحد الأعمال كنوع من الدعم له، ولكن يبقى أهم شيء وهو أني لا أعمل هذه النوعية بدافع البحث عن الرزق ولقمة العيش فقط.
> ما وجه الاختلاف بين الفن قديماً وحديثاً في رأيك؟
- كانت لدينا قناعة أساسية فيما نقدمه من فن قديماً، أن المؤلف يأتي في البداية بقضية فنية أو قصة تشغله، ثم يتناقش مع مخرج يتبنى نفس القضية مثلما حدث في التعامل بين المؤلفين العظماء محمد جلال عبد القوي وأسامة أنور عكاشة ومخرجين أمثال مجدي أبو عميرة ومحمد فاضل وإسماعيل عبد الحافظ. فالمفترض أن المؤلف والمخرج هما عماد العمل الفني بما يقدمانه من أعمال فنية عظيمة تؤثر في أجيال كثيرة وما زال بعضها مؤثراً حتى وقتنا هذا.
وعندما ابتعد هؤلاء أو هُمشوا لأسباب لا أعلمها، خرج شباب جدد ليس لديهم النضج الكافي وأغلبهم يركزون على تقديم التسلية والترفيه فقط للناس بغضّ النظر عن مضمون المحتوى المقدم، ولذلك أجد أن الصدق الفني هو أساس النجاح، وبالتأكيد فاقد الشيء لا يعطيه.
> سبق وقلت إنك لا تتابع أغلب الأعمال الدرامية؟
- أتابع فقط الأعمال التي تُحدث صدى ورد فعل قوياً، مثلما بدأت من عامين في متابعة مسلسل «الاختيار» لأنه يتعرض لقضايا اجتماعية وسياسية مهمة؛ ولكن بصراحة أشعر عندما أفتح التلفاز وأشاهد مقاطع من بعض الأعمال أنها ليست جديرة بالمشاهدة ولا الاهتمام بها.
> ما حقيقة مشاركتك في الجزء الثاني من مسلسل «المداح»؟
- هذا صحيح بالفعل، وسبق وعُرضت عليّ المشاركة العام الماضي في الجزء الأول لكني اعتذرت لظروف خاصة، ولكن هذا العام حدّثني حمادة هلال وأخبرني بأنه يريد أن أعمل معه، وأحببت العمل مع المخرج أحمد سمير فرج، وقد بدأت التصوير معهم منذ 10 أيام. وأقدم شخصية رجل غامض للغاية، وبصراحة أنا من محبي العرض الرمضاني لأنه «وش الخير عليّا»، حيث عُرضت لي أعمال فيه لاقت نجاحاً كبيراً مثل «أم كلثوم» و«سوق العصر» و«قاسم أمين» و«جمهورية زفتى»، فضلاً عن أن العرض في رمضان يمثل إضافة للفنان.
> حدّثنا عن أحلامك الفنية المؤجلة؟
- أتمنى تقديم شخصيتي المثّال محمود مختار، ومؤسس الصناعة الوطنية في مصر طلعت حرب في عملَي سيرة ذاتية.
> وما أكثر عمل فني تعتز به في مسيرتك؟
- أعتز للغاية بمسلسل «أوراق مصرية»، فهو من الأعمال العظيمة ذات القضية والأهمية التاريخية.
> مَن الفنانون الذي تودّ العمل معهم؟
- أرحب جداً بالعمل مع الفنانة الشابة أمينة خليل فهي متميزة ولديها موهبة لافتة وسيكون لها مستقبل كبير.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
TT

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})

أكدت المطربة المصرية نوران أبو طالب أنها تحمست كثيراً لفكرة تقديم «ميدلي» من أغاني الأفلام في حفل افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» الذي شاركت فيه بالغناء مع المطربين محمد الشرنوبي وهنا يسري، مؤكدة أنها تتطلع لدخول مجال التمثيل وتقديم أعمال موسيقية في السينما.

وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت كمطربة بإعادة أغنيات معروفة، واختارت أغنية «شبابيك»، كما أن الفنان محمد منير دعاها لتغني معه الأغنية، وأشارت إلى أنها تعمل بشكل مستقل مع فرقتها بعدما رفضت احتكار بعض شركات الإنتاج، وتجمع نوران بين الغناء وتأليف وتلحين بعض أغنياتها، وتؤكد أنها لا تسعى لتقليد نجوم الأغنية العربية.

نوران والفنان محمد الشرنوبي في حفل افتتاح مهرجان الجونة ({الشرق الأوسط})

وتقول عن حفل افتتاح مهرجان الجونة: «تحمست له لأنني من محبي أغاني الأفلام وتترات المسلسلات التي تظل في وجدان الناس رغم مرور السنوات، كما أن المُلحن ماهر الملاخ أعدّ الموسيقى بشكل لطيف، وقدمنا عرضاً موسيقياً متكاملاً مع الراقصين؛ لمحاكاة المشاهد الدرامية التي تخللت الغناء».

وتلفت نوران إلى أن أول أغنية خاصة بها كانت «تتر» مسلسل «علامة استفهام» الذي عُرض في رمضان 2019، وقامت هي بوضع ألحانها مع الموسيقي سامر جورج، كما غنت تتر مسلسلين آخرين هما «بيت فرح» و«كل يوم».

تكتب وتلحن بعض أغنياتها لكنها لاتحتكر موهبتها ({الشرق الأوسط})

وتؤكد المطربة الشابة أن «الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي، بتأثير والدتي الدكتورة نسرين رشدي عميدة معهد الكونسرفتوار حالياً، ووالدي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق»، وتضيف: «أراد والدي أن يوجهني للشعر والموسيقى، وقال لي (جربي أن تلحني أحد الدواوين)، وكان عمري 9 سنوات حيث قمت بتلحين عدة قصائد من ديوان للشاعر سيد حجاب».

ورغم دراستها القانون، فإنها كانت تدرس أيضاً الموسيقى طوال الوقت؛ فدرست آلة العود وتعرفت على موسيقيي الفرق المستقلة، وتقول: «في لحظة شعرت أنني لا بد أن أغني، كان ذلك بتشجيع من موسيقيين كبار مثل الراحل صلاح عرام، وراجح داود ويحيى خليل وفتحي سلامة، كما كانت والدتي تشجعني لكنها لم تتوقع أن أحترفه».

عندما غنت شبابيك مع المطرب محمد منير ({الشرق الأوسط})

بدأت نوران الغناء بإعادة تقديم أغنيات مطربين آخرين ولكن بشكل مختلف، وكانت أول أغنية تقدمها هي «شبابيك» لمحمد منير التي تراها «أغنية حزينة جداً لكن موسيقاها بها قدر من الحماس»، وقد عرفها الجمهور من خلالها ونشرتها على حسابها بـ«فيسبوك»، وسمعها المطرب الكبير محمد منير فدعاها لتشاركه غناءها في حفل عُرض «أونلاين» خلال جائحة «كوفيد 19».

وتشير نوران إلى أن أحدث أغنياتها المصورة التي طرحتها عبر مختلف المواقع الموسيقية «ليلة» هي من كتبت كلماتها، وقبلها قدمت أغنية «في ظروف تانية»، وأنها سجلت 8 أغانٍ تنوي طرحها ضمن ألبوم، خصوصاً بعد نجاح ألبوم أنغام والمطرب «تو ليت» اللذين طرحا أخيراً عبر «السوشيال ميديا»، مما يشجع لعودة فكرة الألبوم مجدداً، وفق قولها.

الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي

نوران أبو طالب

وقدمت نوران حفلات عدة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية ومسارح الجامعة الأميركية، كما غنت قبل أيام في روما خلال حفل المنتدى السنوي لمنظمة «الفاو» كأول مصرية وعربية تقدم أغنية المنتدى، وتقول عن ذلك: «سعدت جداً بهذا الحفل وقدمت خلاله أغنية حماسية للشباب الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم وتضمنت جزءاً بالعربية وآخر بالإنجليزية، وأحدثت صدى أسعدني»، كما أحيت حفلات بالدنمارك والأردن والبحرين، وأكدت أنه «من المهم لكل مغنٍ أن يكون له تواجد على الأرض بين الجمهور».

وكونت المطربة المصرية فرقة موسيقية تضم 5 عازفين، وتوضح أنها «لا تعتبر فرقتها مجرد موسيقيين يصاحبونها بل هم جزء مما تقدمه».

جديدي أغنية «كان لك معايا» وستطرح على جميع المنصات الموسيقية

نوران أبو طالب

وعن خوضها تجربة تلحين بعض أغنياتها تقول: «وجدت نفسي أرغب في خوض هذه التجربة، وقد شجعني عليها موسيقيون لديهم خبرة مثل سامر جورج وهاني بدير ومصطفى سعيد، خصوصاً أن التلحين اختلف عما كان عليه في الماضي، حين كان المطرب يذهب للملحن ويبحث لديه عن أغان جديدة، الآن هناك فنانون يجمعون بين الغناء والتلحين، وفي الفرق المستقلة بعض المطربات يضعن ألحانهن، سواء في مصر أو العالم العربي، لكنني أيضاً أحب التعامل مع ملحنين آخرين».

تؤكد نوران اعتزازها بأنها قدمت أعمالاً تشبهها لكنها قد تتغير في أي وقت؛ لأن الإنسان نفسه يتغير، كما تعتز بأنها لم تسع لتقليد أحد ولم تقدم أي أغنية لإحداث «فرقعة»، مؤكدة: «لدي مشروعي الفني الذي أشعر بالمسؤولية تجاهه، لأنني أتعامل مع تجربتي بشكل مستقل».

وكشفت المطربة المصرية عن طرحها أغاني جديدة من بينها «كان لك معايا» من كلمات مصطفى ناصر وألحان تيام، وستطرحها على كل المنصات الموسيقية، كما تخوض تجربة التمثيل عبر أعمال تختار من بينها، مشددة على «ضرورة عودة العروض المسرحية الموسيقية وكذلك الأفلام الغنائية».