تحصد الأغنية الجديدة للفنانة جنى روحانا «رومانسية» نجاحاً كبيراً، خاصة أنها اخترقت أكثر من 26 قائمة للأغاني العربية الأكثر استماعاً على تطبيق «أنغامي».
كما تخطت الأغنية ربع مليون مشاهدة على قناتها الرسمية على «يوتيوب»، بعد تحميلها عبر شركة «وتري». هذا العمل الفني الذي تؤديه روحانا بالمصرية هو من كلمات عمرو المصري وألحان سامر أبو طالب، وزعها موسيقياً محمود صبري وسجلت في إستوديوهات روجيه أبي عقل في لبنان.
وعن عملها الجديد تقول جنى روحانا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اللحظات الأولى لسماعي الأغنية أغرمت بها، وصرت أرددها باستمرار. وقد تواصلت مع مؤلفي الأغنية عبر (إنستغرام). فهم يستقرون في مصر وأنا في لبنان، وكان من البديهي أن نتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وتصف روحانا «رومانسية» بالأغنية الفرحة التي تنثر طاقة إيجابية في مستمعها. وتعلق في سياق حديثها: «في ظل أوضاع غير مستقرة نعيشها في لبنان والعالم، كان لا بد من التفكير بخطوة فنية تزيح عن قلبنا الأجواء القاتمة، التي تسود حياتنا، فقررت أن أتوجه بها إلى الناس كي تزودهم بحفنة سعادة وحب. فإيقاعها السريع يبعث على التفاعل معها لاشعورياً».
لم تصور الفنانة اللبنانية عملها الجديد على طريقة الفيديو كليب، بل اكتفت بإطلاقه في الأسواق بالصوت على خلفية مجموعة صور لها: «الفيديو كليب برأيي ليس شرطاً أساسياً لإنجاح أغنية ما. هناك نجوم عرب كثر يكتفون بإصدار الأغنية بالصوت فقط لأن الكليب هو بمثابة تكملة للدور الترويجي لها». وتتابع في سياق حديثها: «أعتقد أن المستمع بهذه الطريقة يركز أكثر على العمل الفني بدل أن تأخذه الصورة والشكل الخارجي للفنان، فيشرد عن اللحن والكلام». وتضيف: «أركز اليوم أكثر على نوعية الأغنية بشكل عام، وسأصدر قريباً أغنية جديدة بحيث لا أطيل الغيبة كثيراً عن الساحة».
جنى التي تأثرت كثيراً بقصائد والدها الشاعر مارون روحانا، تؤكد أنها لا تزال تحضر لعمل تتعاون فيه معه: «بالتأكيد سأغني واحدة من قصائده، ومرات كثيرة وأنا على المسرح أؤدي أغاني من تأليفه كـ(بقعد من دون شمس ومي) و(معليش الله يسامحك) و(شافتني وصارت تضحكلي). فهي أغاني لا تنسى ويحب الجمهور سماعها. وقريباً سأقدم أغنية من كلماته وألحان ملحم أبو شديد باللهجة اللبنانية. ولكني أركز اليوم على الأغنية المصرية، ولذلك تأخرت ولادتها».
وعن الأغنية الخليجية، تقول: «سبق أن قدمت أغنية من هذا النوع مع عمر صباغ بـ(اللهجة البيضاء)، ولعلي أعيد الكرة في المستقبل القريب».
ومن الخطوات الفنية التي تفكر جنى بولوجها قريباً، بالتعاون مع شركة «ميوزك إز ماي لايف» التي تتولى إدارة أعمالها، إصدارها خليطاً من أغنيات تركية وعربية: «هي من نوع الـ(كوفر) كما نسميها في عالم الغناء، أي سبق أن غناها أحد الفنانين المعروفين. فيتم إعادة غنائها بلحن وتوزيع جديدين يواكب العصر. سأختار عدداً من هذه الأغاني بالتركية والعربية تطبعها الشبابية. ولكنها تنتمي إلى (ريبرتوار) فني قديم وحديث معاً. فجميعنا نشعر بالحنين تجاه زمن الفن الجميل، وكذلك تلفتنا أغنيات جديدة إلى حد ما. فمن هذا المنطلق سأجمعها في عمل فني واحد أطلقه قريباً».
تتابع روحانا الساحة الفنية، ولكنها تنتقي ما تريد سماعه من أغنيات: «أبتعد عن الأغاني التي تلوث أذني، ولو كانت رائجة. ولكني أثابر على سماع رموز فنية عربية، كعمرو دياب وسميرة سعيد ووائل كفوري وحسين الجسمي، ومؤخراً رحمة رياض».
في الماضي القريب، تمنت أن تقدم ديو غنائي مع الفنان أدهم النابلسي. ولكن مع إعلانه اعتزال الفن، فمن تختار اليوم لتشاركه الغناء؟ ترد: «ليس هناك اسم معين في ذهني، فهذا الموضوع تلزمه دراسة تامة، كي تأتي طبقات الصوت متناغمة. وحالياً أعمل على إثبات هويتي الفنية وشق طريقي بناء على موهبتي الغنائية».
أغنيتها «رومانسية» حصدت ربع مليون مشاهدة
تجمع جنى إلى جانب الغناء موهبة كتابة وتلحين الأغاني، وتقول: «هو أمر أحبه كثيراً، ولكنه لا يحدث معي بشكل دائم. فالأمر يتعلق بمزاجي كي أكتب كلاماً أو أؤلف لحناً. وولادة هذه الموضوعات يمكن أن تحصل معي من دون تحضير أو تحديد وقت معين لها».
وتشير إلى أنها أحياناً تستيقظ من نومها لتكتب لحناً أو كلاماً، ومرات يأتيها الوحي من كلمة سمعتها أو موقف واجهته في يومياتها: «حالياً كتبت أغنية استوحيتها من أمور تصادفنا كل يوم، وهي خفيفة وقريبة إلى القلب.
كما أنه عندي تعاون مع ملحنين وموزعين موسيقيين كجمال سليمان وسليمان دميان. فقد سبق أن كتبت أغنيات لغيري، أمثال نهوى وميليسا وناجي أسطا، وسأكمل في هذا الطريق».
أخيراً، انتسبت جنى روحانا إلى جمعية «ساسيم» التي تضم تحت جناحها جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى. وهدفها الأساسي الحفاظ على حقوق المؤلفين من أجل تخليد الإبداع والعمل الموسيقي. وتعلق: «هي خطوة أفتخر بها كثيراً، خاصة أن شركات (وتري) و(ميوزك إز ماي لايف) و(أربو بلاس) دعموني لتحقيقها».
وعن الساحة الغنائية، تقول: «يمكنني وصفها بالمجنونة، فيها كل ما يخطر على البال من موضوعات وألحان ولهجات مختلفة. لم تعد هناك معايير معينة تحدد نجاح أغنية أو العكس. لفتتني مؤخراً أغنية (الغزالة رايقة)، ولكني مرات أتساءل، ماذا لو عرضت عليّ مثلاً هذه الأغنية؟ هل كنت وافقت على أدائها؟ لا أعتقد، لأن أحداً لم يتوقع أن كلامها سيضرب، ويحقق كل هذا النجاح، ويصبح على كل شفة ولسان. ولكن القالب الذي وضعت فيه، ضمن كادر كوميدي، كما يتطلب الفيلم (من أجل زيكو) أسهم في انتشارها من دون شك، إضافة إلى أن شخصية الطفل الذي يؤديها أسهمت بذلك».
وبرأي جنى، أن الناس ملّت الكلاسيكية والأداء التقليدي، وصارت تبحث عما يولد عندها مشاعر إيجابية. ولكنها تستطرد: «في المقابل، نرى أنه مهما بلغت الأغاني من نجاحات وانتشار، لا تلبث أن تموت على الساحة، وينساها الناس بسرعة. فأمنيتي أن أستطيع صنع أغنيات تصمد أمام الزمن، ترددها الأجيال تماماً كما إنجازات عمالقة الفن الجميل».