مرشحان جديدان للحزب الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركية

سيدة وأميركي من أصول أفريقية ينضمان إلى لائحة طويلة من المتنافسين

كارلي فيورينا (أ.ب)
كارلي فيورينا (أ.ب)
TT

مرشحان جديدان للحزب الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركية

كارلي فيورينا (أ.ب)
كارلي فيورينا (أ.ب)

اتسع سباق المرشحين الطامحين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 أمس، مع انضمام كارلي فيورينا الرئيسة السابقة لمجلس إدارة شركة «إتش بي» وطبيب جراحة الأعصاب الأميركي بن كارسون إلى اللائحة الطويلة للمرشحين للانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين. وتتوقع الأوساط السياسية ترشيحات رسمية إضافية من جيب بوش وريث عائلة بوش وحاكم ويسكونسن سكوت ووكر اللذين يعتبران من أبرز الشخصيات التي ستخوض السباق، ولكنهما لم يعلنا الترشيح رسميا حتى الآن.
وقدم ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ رسميا ترشيحاتهم هم تيد كروز وراند بول وماركو روبيو فيما يستفيد منافسون غير معروفين كثيرا من الفراغ النسبي لإعلان ترشيحاتهم. وفي العام 2007، أعلن المرشحون للانتخابات التمهيدية من الحزبين نواياهم مبكرا، وغالبيتهم اعتبارا من الشهرين الأولين للسنة. وكارلي فيورينا هي المرأة الوحيدة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فيما بن كارسون هو الوحيد من أصول أفريقية. وهما غير معروفين على الصعيد الوطني.
لكن فيورينا تقدم نفسها على أنها البديل النسائي من المرشحة الديمقراطية الأبرز، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، من جهة الجمهوريين. وفي فيديو ترشيحها تظهر من الخلف وهي تتابع هيلاري كلينتون على شاشة التلفزيون ثم تقوم بإطفاء الجهاز. ورسالتها: «الولايات المتحدة بحاجة لقائد لا يكون منبثقا من الطبقة السياسية المهنية».
وقالت فيورينا في مؤتمر صحافي طويل عبر الهاتف بأن كلينتون «تجسد الطبقة السياسية المهنية» مضيفة «لقد أمضت مع زوجها كل حياتهما في السياسة».
وكانت فيورينا (60 عاما) الرئيسة السابقة لمجلس إدارة «إتش بي» بين عامي 1999 و2005 حين أرغمت على الاستقالة بعد أداء سيئ جدا لأسهم الشركة في البورصة. وكانت حاولت الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا عام 2010 دون أن تنجح.
ووصفها الديمقراطيون على الفور بأنها «إحدى أسوأ رؤساء مجالس الإدارة في التاريخ» في إشارة إلى إلغاء 30 ألف وظيفة في شركة «إتش بي» في ظل إدارتها.
أما الطبيب كارسون المبتدئ أيضا في المجال السياسي، لكنه يحظى بدعم بعض المحافظين المتشددين، فقد أعلن أمس ترشحه خلال خطاب في ديترويت قلب صناعة السيارات الأميركية حيث مسقط رأسه. وكارسون، أميركي من أصول أفريقية نشأ في ديترويت وأصبح رئيس قسم جراحة الأعصاب الخاصة بطب الأطفال في مستشفى جون هوبكنز في بالتيمور بين عامي 1984 و2013.
وبعد خطاب انتقد فيه سياسات الرئيس الأميركي بحضور باراك أوباما عام 2013 خلال الفطور الوطني للصلاة، أصبح كارسون يحظى بدعم حزب حركة الشاي وبين المحافظين الأكثر معارضة لأوباما. وارتفعت نسب التأييد له منذ ذلك الحين وقام بتكثيف خطاباته أمام أوساط المحافظين ونشر كتابا جديدا عنوانه «أمة واحدة» وأكد أخيرا ترشحه للانتخابات التمهيدية.
ومن المرتقب أن يعلن اليوم مرشح جديد خوضه السباق الجمهوري، هو حاكم اركنساو السابق والقس المعمداني السابق مايك هاكابي (59 عاما). وكان ترشح عام 2008 وبعد فشله عمل معلقا لدى شبكة التلفزيون اليمينية «فوكس نيوز».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.