تجسيد «تشكيلي» لنهضة المرأة السعودية يجمع 18 فنانة

يحكين لـ«الشرق الأوسط» كيف يبدو حراك النساء بعيون فنيّة

زوار المعرض في رحلة تأمل للوحات المشاركة
زوار المعرض في رحلة تأمل للوحات المشاركة
TT

تجسيد «تشكيلي» لنهضة المرأة السعودية يجمع 18 فنانة

زوار المعرض في رحلة تأمل للوحات المشاركة
زوار المعرض في رحلة تأمل للوحات المشاركة

كيف يبدو حال المرأة السعودية بعيون فنية؟ هذا ما أجابت عنه 18 فنانة تشكيلية في معرض جمع 35 لوحة، تجسّد قوة وعطاء المرأة السعودية بالألوان والريشة، حيث قدمن رؤية عميقة لمرحلة التحوّل التي تعيشها اليوم نسوة البلاد، في المعرض الذي حمل اسم «سعوديات»، ويقام في «ورد آرت غاليري» بمدينة الرياض، مستمراً إلى يوم الأحد المقبل.
ويوضح متعب المنيع، مالك الغاليري، أن المعرض جاء دعماً للفنانات السعوديات ودعماً للحركة الفنية التشكيلية، مبيناً أن افتتاحه تزامن مع يوم المرأة العالمي، وأشار إلى أن الأعمال المشاركة جميعها تُعبر عن المرأة الفنانة. وحفل المعرض بأجيال فنية مختلفة، جامعاً فنانات من رائدات الفن التشكيلي وأخريات من المبتدئات، وهنا يؤكد المنيع الحرص على تنوّع التجارب الفنية، إلى جانب مساندة وتشجيع المبتدئات منهن ودمج لوحاتهن مع الأسماء التي وضعت بصمتها في حراك الفن التشكيلي.
وامتد هذا التنوع أيضاً للمدارس التشكيلية المختلفة التي يقدمها هذا المعرض، ما بين الواقعية والتجريدية وغيرها، الأمر الذي جذب الكثير من الزوار منذ اليوم الأول. وهنا يشير المنيع إلى تضاعف الاهتمام في الآونة الأخيرة بحراك الفن التشكيلي، وتزايد الوعي بأهميته لدى المتلقي، وشغف متابعة أعماله وارتياد المعارض واقتناء اللوحات، بما يشمل ذلك أعمال الفنانات المبتدئات أيضاً.


لوحتا تغريد البقشي في المعرض

تغريد البقشي: المرأة على كفي وردة وعصفور
الفنانة التشكيلية تغريد البقشي شاركت بلوحتين؛ الأولى «على كفي وردة» والأخرى «على كفي عصفور»، قائلة: «هما ترمزان للجانب الجميل في المرأة، حيث أردت أن أسلط الضوء على التقاط النواحي الجمالية، في العصافير والزهور، ونوعاً ما أنا أميل لهذه الأيقونات في أعمالي الفنية»، مشيرة إلى رغبتها في أن تُظهر اللوحتين بطابع حالم ومشاعري، لأن هناك جانباً آخر من أعمالها تُظهر قوة المرأة.
وتضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «الوقت الذي نعيشه مع تمكين المرأة جعلنا نرى الأمر أمامنا وجهاً لوجه وبشكل أقرب، وكيف يبدو أن لدى المرأة موازنة حقيقية لكل الأمور، بما أظهر تفوقها»، مبينة أن هاتين اللوحتين تعكسان حبها للأزهار والعصافير، ما دعاها للتأكيد أنهما تشبهها كثيراً، وتردف: «نحن النساء نركز دائماً على القيم الجمالية».


 لوحة فاطمة النمر «خضراء»

فاطمة النمر: أعكس تاريخ النساء في لوحاتي
تتحدث الفنانة التشكيلية فاطمة النمر، لـ«الشرق الأوسط»، عن مشاركتها في هذا المعرض، قائلة: «حاولت تسليط الضوء على نساء لم يأخذن حقهن في التاريخ، مثل نساء من مدينة القطيف (شرق السعودية)، كانت لهن إنجازات عدة، ومن ذلك لوحتي لامرأة من القطيف اسمها خضراء، أظهرتُ من خلالها كيف أن المرأة تمتلك طاقة الصبر والقوة والعطاء».
وأبانت النمر أن عملها الوحيد هذا المشارك في المعرض يأتي امتداداً لحرصها – باعتبارها فنانة - على تقديم المرأة فنياً خلال لوحتها باعتبارها نصف المجتمع في العطاء، وعكساً لتعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة ما بين الأمومة والكدح والعمل، مضيفة: «أسعى لتسليط الضوء على تاريخ النساء اللاتي كان لهن دور في تأسيس المملكة، لتعريف العالم أجمع بأدوار هؤلاء النسوة من خلال الفن».


 لوحات سوسن السجان في المعرض

سوسن السجان: للتشكيلية السعودية رسالة حضارية
الفنانة التشكيلية سوسن السجان تشارك في المعرض بلوحتين، تعكسان مسارها الفني الذي ينظر للمدن بعين المرأة، حيث تعد المدينة مثل الأنثى، بعطائها وقوتها، مشيرة إلى أن هذا المعرض يُكرم دور التشكيلية السعودية في مسيرة الفن. وتضيف: «التشكيلية السعودية تحمل رسالة ثقافية وحضارية تحاول إبرازها للعالم كله من خلال الفن».
وتحكي السجان لـ«الشرق الأوسط»، تفاصيل اللوحتين المشاركتين في المعرض، مبينة أن الأولى تدور حول الدرعية الحديثة التي تصفها بأنها تمثل رمزاً للبلاد على اعتبار أنها المكان الذي شهد تأسيس الدولة السعودية، واللوحة الأخرى عن مدينة الأحساء المعروفة بتراثها وإرثها الزراعي والتاريخي والثقافي، كما تقول، مؤكدة أنها حرصت على التعبير عن أهمية التراث المعماري التاريخي لهاتين المدينتين، وربطهما بالمرأة.
وتضم قائمة الفنانات المشاركات في المعرض، كلاً من: أحلام الشدوخي، وتغريد البقشي، وخلود آل سالم، وسوسن السجان، وعائشة الحارثي، وعلياء الدقس، وعواطف آل صفوان، وفاطمة النمر، ومروة النجار، ومشاعل الكليب، ومنال رويشد، ومنى الخويطر، وندى العلي، وندى الركف، ورنا محمد، وهناء الشبلي، والهنوف اللعبون، ووداد الأحمدي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.