الفن الرقمي يسجل حضوراً في «آرت دبي» بمجالاته كافة

«كورونا» دفع الكثير من الفنانين إلى «إن إف تي»

عمل الفنانة ويليا زوي  -  لوحة للفنان الهندي نيناد كوثاواد
عمل الفنانة ويليا زوي - لوحة للفنان الهندي نيناد كوثاواد
TT

الفن الرقمي يسجل حضوراً في «آرت دبي» بمجالاته كافة

عمل الفنانة ويليا زوي  -  لوحة للفنان الهندي نيناد كوثاواد
عمل الفنانة ويليا زوي - لوحة للفنان الهندي نيناد كوثاواد

منذ تفشي فيروس كورونا في بدايات العام 2020، تسبب بفرض إجراءات أجبرت العديد بالبقاء في منازلهم؛ مما جعل العديد من الفنانين يتجهون إلى الفنون الرقمية التي ازدهرت بشكل كبير بعد الجائحة وانتشرت بين أوساط المجتمعات الفنية لتصبح جزءاً من معرض «آرت دبي» لهذا العام نظراً لأهمية الفن الرقمي وانتشاره بشكل كثيف وزيادة المعجبين به.
«آرت دبي ديجيتال»، هو القسم الرقمي الفريد من نوعه الذي سيكون بمثابة الجسر الرابط بين عالم التشفير الرقمي والفن، إضافة إلى تواجد سلسلة من المعارض الشيقة لفنانين مشهورين من حول العالم، ومعارض جماعية رائدة وبرامج تعليمية وجلسات نقاش عالمية.
ويسجل المعرض ضمن نسخة 2022 الظهور الأول لقسم «آرت دبي ديجيتال»، الذي يقدم أعمالاً فنية مبتكرة لرموز غير قابلة للاستبدال (NFT)، حيث يوفر نظرة شاملة بزاوية 360 درجة للمشهد الفني السريع التطور، ويتيح الفرصة للتدقيق من خلال الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs والعملات المشفرة وفن الفيديو والواقع الافتراضي الذي نما منذ ظهور الفن الرقمي في الثمانينات.
وقال بابلو ديل فال، المدير الفني في معرض «آرت دبي»، إنه مع استمرار عالم الفن في التكيف والتطور في المجال الرقمي وعالم رموز غير قابلة للاستبدال (NFT)، تظهر مجتمعات جديدة لدعم هذه العوالم، بما في ذلك المبدعون وأصحاب المصلحة الجدد.
وأكمل، أن «آرت دبي ديجيتال» هو قسم مختص جديد من المعرض يسعى إلى تقديم نظرة عامة بزاوية 360 درجة على مشهد الفن الرقمي في الوقت الحالي، حيث يضم 17 عرضاً تقديمياً يمثل قاعدة جغرافية واسعة، ويتضمن كلاً من المعارض التقليدية والمنصات والمجموعات المحلية الرقمية، يشارك العديد منها في المعرض لأول مرة.
«الشرق الأوسط» التقت عدداً من المشاركين بأعمال الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) والذين اتفقوا جميعهم على أن بدايتهم كانت خلال فترة الحجر الصحي والإغلاقات التي دعتهم إلى البقاء في المنازل؛ مما دعاهم إلى البقاء في المنازل والعمل على رقمنة الفنون؛ مما شكل مهمة اسهل وبموارد أقل وأسرع انتشاراً.
السنغافورية شيفون وانغ قالت، إنها كانت مصورة احترافية لسنوات عديدة حتى بدأت مطلع العام 2020 بالتحول إلى الفن الرقمي عبر صنع شخصيات رقمية وتعديلها وإضافة الصور المتحركة لها لتشكيل لوحة بورتريه رقمية ثلاثية الأبعاد، والتي تأخذ منها أسبوعين من العمل تقريباً.
إرنست ووه من سنغافورة قال، إنه لا يحتاج إلى أن تكون خبيراً بشكل كبير في البرمجة أو الحاسب لتصبح فناناً رقمياً، وإن الفن ينبع من الروح، وعلى الفنانين ترجمته بالطريقة التي يرونها مناسبة، ويعرضونها بالوسائل المتاحة كافة، كما أضاف أنه استلهم أعماله من الفترة التي قضاها في الحجر المنزلي خلال الجائحة.
كما يستعرض «آرت دبي» 2022 نسخة برنامج «بلوك تشين» من معرض «كامبس آرت دبي»، وهو برنامج تطوير وإرشاد مدته ثمانية أسابيع لـ12 فناناً إماراتياً وعالمياً، يُعقد بالشراكة مع «دبي للثقافة». بقيادة مجموعة من الخبراء المحليين والعالميين الرائدين في قطاع فن البلوك تشين والرموز غير القابلة للاستبدال NFT، سيكون هناك قسم خاص لهذه الأعمال في المعرض.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».