فر أكثر من مليوني شخص من الحرب في أوكرانيا منذ شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد قبل أقل من أسبوعين، على ما أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه منذ 24 فبراير (شباط)، فر 2 مليون و11 ألفاً و312 شخصاً من الدولة التي تشهد حرباً، إلى البلدان المجاورة، واستقبلت بولندا وحدها 1.2 مليون شخص.
وبدأت عملية إخلاء بلدة سومي قرب الحدود الروسية الأوكرانية صباح اليوم، في إطار محاولة جديدة لإقامة ممرات إنسانية لإجلاء السكان المحاصرين جراء القصف الروسي، الذي يستهدف عدة بلدات في أوكرانيا.
وقتل 21 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان، مساء الاثنين، في غارة جوية على مدينة سومي الواقعة على مسافة 350 كيلومتراً، شرق كييف، وفق ما أعلن مكتب المدعي العام الإقليمي على «فيسبوك».
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن «الوعود» الغربية بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، لم يتم الإيفاء بها.
وأوضح في مقطع فيديو نشر على «تلغرام»: «نحن نسمع وعوداً منذ 13 يوماً. يقولون لنا منذ 13 يوماً إنهم سيساعدوننا جوياً، وأنه ستكون هناك طائرات وأنهم سيسلمونها إلينا». وتابع: «لكن مسؤولية ذلك (سقوط ضحايا) تقع أيضاً على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوماً... على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس».
وأكدت السلطات الأوكرانية التي رفضت الاثنين عمليات الإجلاء التي اقترحتها موسكو على روسيا وبيلاروسيا، أن ممراً إنسانياً أقيم في سومي. وبدأت أولى عمليات الإجلاء في الصباح، حسب مسؤول بالرئاسة.
وبعد الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (08.00 بتوقيت غرينتش) بقليل، غادرت عشرات الحافلات سومي متوجهة إلى بلدة لوخفيتسيا، على بعد 150 كيلومتراً في جنوب غربي البلاد، كما قال القائم بأعمال رئيس إدارة بولتافا الإقليمية دميتري لونين.
لكن وفق نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، فإن «الجانب الروسي يخطط لتعطيل هذا الممر»، وبالتالي قد يجبر المدنيون «على سلك طريق آخر غير منسق (مع الأوكرانيين) وخطير».
وقالت، «دعونا نجلي الناس بهدوء. العالم كله يشاهد!»، داعية القوات الروسية إلى «وقف تقدمهم» خلال العملية الإنسانية.
من جانبها، تعهدت روسيا بفتح ممرات إنسانية صباح الثلاثاء من أجل السماح لآلاف المدنيين بالفرار من المدن الأوكرانية الرئيسية الواقعة تحت نيران المدفعية الروسية منذ أسبوعين، بعد العديد من المحاولات الفاشلة.
واتهم زيلينسكي، الاثنين، الجيش الروسي، بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية التي كان من المقرر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم فلاديمير بوتين «الكتائب القومية الأوكرانية بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات».
وتأتي محاولات تنظيم ممرات إنسانية، وهو موضوع تمت مناقشته في الجولة الجديدة من المحادثات الروسية - الأوكرانية الاثنين، فيما تواصل القوات الروسية على الأرض انتشارها حول البلدات أو قصفها، في اليوم الثالث عشر من الغزو الروسي الذي أطلقت عليه موسكو «عملية عسكرية خاصة»، حسب مسؤولين أوكرانيين.
يركز الجيش الروسي خصوصاً على جبهات كييف وماريوبول، وهي مدينة ساحلية استراتيجية في جنوب البلاد، وخاركيف، ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق).
في بوتشا عند مداخل كييف، يحاول السكان يائسين مغادرة المدينة.
وقالت آنا لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك أشخاص في كل شقة وفي كل منزل. الأمر الأهم هو إخراج الأطفال. هناك الكثير من الأطفال والنساء».
وأضافت: «المدينة تواجه كارثة إنسانية. لم يعد هناك غاز ومياه وكهرباء، والغذاء بدأ ينفد».
كما دارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق)، لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، حسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية التي أوضحت أن القوات الروسية «نشرت الإرهاب في المدينة، حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية».
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجنرال الروسي فيتالي غيراسيموف، قتل قرب خاركيف، وهي معلومات لم تؤكدها موسكو، ولا يمكن التحقق منها على الفور من مصدر مستقل.
ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دمرت قذائف مدفعية منشأة للبحوث النووية لتطبيقات طبية وصناعية في خاركيف الأحد من دون «عواقب إشعاعية».
وقد أثار الهجوم على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، التي سيطرت عليها القوات الروسية، الجمعة، مخاوف من وقوع كارثة.
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية.
ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم مع تعرض العديد من المدن للحصار، حيث بدأ الطعام ينفد.
أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الاثنين، أمام مجلس الأمن الدولي، أن المنظمة الدولية «تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال» في أوكرانيا.
وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون.
ودمرت القوات الأوكرانية الجسر الإسمنتي الذي كان يعلو النهر لمنع مرور المدرعات الروسية.
وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة، التي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.
كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر. وقد عهدت العائلات بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة، إلى أحد الأديرة.
ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. فقد دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 1.7 مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة، حسب الأمم المتحدة.
وقدر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ إذا استمر قصف المدن.
ومنذ بداية الحرب، قتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجرح 801، حسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.
الأمم المتحدة: عدد الفارين من أوكرانيا تخطى مليونين
الأمم المتحدة: عدد الفارين من أوكرانيا تخطى مليونين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة